|


سعيد غبريس
عرب بعرب
2009-03-06
في الوقت الذي يؤكد فيه محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ومن خلال جولاته المكوكية في مناطق آسيا من غربها إلى شرقها ووسطها وشمالها وجنوبها، بأن معركته على عضوية المكتب التنفيذي للفيفا محسومة.
وبعدما عبرت في مقالتي السابقة عن هذا الاحتمال الذي يصل إلى درجة التأكيد، هاتفني أحد الأصدقاء العرب قائلا، ومن قال لك أن ابن همام لن يلاقي صعوبات في احتفاظه بمنصبه في "الفيفا" وقص على مسمعي مشادة حصلت بين ابن همام وأحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي، وهو صيني، حول بعض الأمور في آلية الحسابات (بالطبع فإن ابن همام فوق أي تلميح أو شكوك لناحية بياض كفه ونزاهته).
وحاول صديقي العربي أن يشرح لي مدى ما يمكن أن يؤثر الاتحاد الصيني في حال وصلت موس ابن همام إلى ذقنه.. ومع ذلك فإن قناعاتي تبقى كما هي: ابن همام لن يخسر المنصب الآسيوي ولا المنصب في المكتب التنفيذي في "الفيفا". ولكنه يخسر كل يوم من رصيده وخاصة في محيطه العربي، علاوة على أن كتلة آسيوية صلبة تشكلت في وجهه أخذت تؤرقه، كيف لا وقد فقد الإجماع الذي كان يحظى به في كل الأماكن ومن كل الجهات.
لقد تصرف محمد بن همام وما يزال بانفعال ولم يتوخ الحذر في مواقفه وتصرفاته واستعمل عبارات جارحة ونعت الآخرين بأوصاف صدمت من يعرفه عن كثب وممن لم يعهدوه إلا هادئا مترويا ومستوعبا وودودا وديبلوماسيا..
لم يكن صديقنا القديم والأبدى محمد بن همام مجبرا على وضع نفسه كمن يحمل معولا أو مذياعا لهدم وتفزيع مؤسسات وشخصيات لها تاريخها وتأثيرها وخدماتها وتضحياتها وكيانها واحترامها ومكانتها وسمعتها.
كان باستطاعته أن يضع أفكارا ويطرح حلولا لدورة كأس الخليج بدلا من أن ينعتها مثلا بدورة الشيوخ.. وكان من الأفضل أن يقدم الوصفة الطبية للاتحاد العربي لكرة القدم كي يحييه. بدلا من أن يكتفي بالقول إنه اتحاد ميت.
وكان من الأجدر أن يعدد "مساويء" المجلس الأولمبي الآسيوي وإخفاقاته إن وجدت, بدلا من أن يتعرض لشخص أحمد فهد الأحمد الصباح بالقول إنه سيريه أن حجمه أصغر مما يعتقد.
لقد كان الأجدى أن يكتفي ابن همام بالقول :من حق الشيخ سلمان بن إبراهيم الترشح للانتخابات الدولية، لا أن يشن الحرب عليه وعلى من دعمه من العرب والآسيويين الآخرين.. تماما كما قال الأمير سلطان بن فهد تعليقا على ترشح ابن همام لرئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم إن من حق ابن همام أن يترشح.
والآن فلننظر إلى "ساحات الوغي" لنرى أن أطراف الحروب عرب بعرب: معركة عضوية تنفيذية "الفيفا" بين عربي قطري وعربي بحريني.. ومعركة الاتحاد العربي بين عربي سعودي وعربي قطري... ومعركة المجلس الأولمبي الآسيوي الموعودة بين عربي كويتي وعربي قطري..
والعربي القطري هو القاسم المشترك في هذه المعارك الثلاث.. بينما نرى قطر كدولة تجمع العرب في قمم للرؤساء والملوك من أجل جمع ذات البين بين الإخوة الفلسطينيين ولإصلاح العلاقات المتوترة بين الإخوة اللبنانيين.