|


سعيد غبريس
التغيير ليس بالتشفي
2009-02-27
من الصعب جدا أن يخسر رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم محمد بن همام "معركته" في انتخابات العضوية للمكتب التنفيذي للاتحاد الدولي فهو خلال تلك السنوات المديدة التي أمضاها في منصب الرئاسة في الاتحاد الآسيوي ومنصب رئاسة مشروع الفيفا (الهدف) "زرع" مناصرين وحلفاء يضع أصواتهم في جيبه ويستطيع تجييرها في أي انتخابات قارية أو دولية، عدا عن علاقاته المتينة و"أفضاله" على الرئيس بلاتر..
ولو لم يكن ابن همام واثقا من النجاح لما رهن بقاءه في رئاسة الاتحاد الآسيوي بنتيجة الانتخابات، ولما تحدى رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي وتمادى في التهجم عليه لدرجة المطالبة بقطع رقبته..
ولو لم يكن ابن همام واثقا من وسائله وإمكاناته وترسانته المدججة، لما تجرأ على توسيع مدى "المعركة" ومجالاتها.
ولو لم يكن ابن همام مطمئنا إلى دعم محلي وعلى مستوى عال. لما أكمل "الغزو" ولو إعلاميا ليضرب صرحاً آسيوياً أعلى من صرحه، ويبدو هنا أنه مرتاح لعدم حصول الضغوط السياسية، بالرغم من أن "المعارك" التي يفتحها الواحدة تلو الأخرى، هي في نطاق رقعة جغرافية تحافظ على التقاليد بين أبناء المنطقة الواحدة، وعلى التعامل على قاعدة أبناء العائلة الواحدة.
لقد اختار ابن همام الاتحاد العربي لكرة القدم هدفا تاليا في هجومه الواسع المضاد، ردا على ترشيح الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني لمنافسته على عضوية "الفيفا" وهو بذلك "يهدد" التقليد المتبع منذ سنوات طويلة في هيكيلية الاتحاد العربي.. وإن كان يعتقد أنه يرد على التهديد الذي تلقاه وما يزال في موضوع منصبه في تنفيذية "الفيفا".
ويخطيء ابن همام إن كان يعتقد أن الاتحاد العربي بهيكليته التقليدية كتفا يؤكل.
وإذا كان ابن همام يرى أن باستطاعته إعادة إحياء واحتواء الأصوات التي كانت تنادي بالتغيير في الاتحاد العربي... أو كان يرى أيضا أن بإمكانه تأمين البديل ابتداءً من الأشخاص ومروراً بالمقر وانتهاء بالتمويل.. سواء التمويل الشخصي أم التسويقي، معتمداً على دعم قطر له وعلى تجربته التسويقية في الاتحاد الآسيوي.
إلا أن الواقع يقول أنها معركة صعبة عليه، تماما كما هي معركة خصومه صعبة عليهم في انتخابات "الفيفا" ولا نعتقد أن المستوى الخلقي في دنيا العرب ينحدر إلى مستوى الكثير من الآسيويين.. كما لا نعتقد أن الغالبية العظمى من الدول العربية تتنكر يوما لما قدمه الراحل فيصل بن فهد (يرحمه الله)، وما قدمه ويقدمه خلفه شقيقه ونجله أطال الله بعمرهما..
أما التوجه نحو صرح المجلس الأولمبي الآسيوي الذي بناه رمز آخر وكبير آخر من رجالاتنا الرياضيين، ونعني به بالطبع الشهيد الشيخ فهد الأحمد الصباح، فإن الاقتحام لهذا الصرح سترده قبضة الشهيد المنتصبة من هيكل السيارة التي استشهد فيها والتي حولت إلى نصب تذكاري عند مدخل المجلس الأولمبي الآسيوي في الكويت.
هذه المؤسسة الرياضية بقيت في عهدة بيت الشهيد وبقيادة الشيخ أحمد الفهد الذي سيجمع القادة الآسيويين في الأيام القليلة المقبلة لمناسبة افتتاح المقر الجديد للمجلس الأولمبي الآسيوي.. ولعلها مناسبة غير مواتية لحملة ابن همام..
إننا مع أي حملة من أجل التغيير، ولكن ليس بأسلوب التشفي لمجرد أن استخدم أحد ما حقه في الترشح لأي منصب وفي وجه أي كان.