|


فهد القحيز
لجنة ما يطلبه الإعلام
2010-05-04
التنافس الكروي الشديد وصراع الفوز الذي تشهده المباريات (في هذا الزمن الذي أثر فيه الاحتراف على مفاهيم وأهداف لعبة كرة القدم) في مختلف المسابقات والبطولات الدولية والقارية.. وحتى المحلية... يلاحظ مع الأسف ظهور العديد من المشاكل..
ـ يأتي في مقدمتها... العنف الرياضي... مثلما يحدث (الآن) في المباريات... سواء المحلية أو في مباريات معظم البلدان الأخرى والذي غالبا ما نجد أن الحكام يخفقون في اتخاذ القرار (الصارم) بشأنه (في بعض الحالات) أو ربما يحتاج إلى عقاب أكبر من العقوبات التي نص عليها قانون اللعبة... كالطرد للاعبين أو الاستبعاد للإداريين أو المدربين...المخالفين في المباراة... كمخالفات المرافق الخطافية والركل والضرب الاحترافي (الخطير) والذي أحيانا يفوت على حكام المباراة.. وحتى على من يتابع المباراة في الملعب ولا يرصده إلا تقنية التصوير التلفزيوني العالية... مثلما حدث في الأيام الماضية... في مباراة السد القطري والأهلي الإماراتي (ضمن الجولة السادسة لدوري أبطال آسيا 2010م) يوم أن وجه لاعب الأهلي (علي عباس) لكمة خطافية (عنيفة) لأحد لاعبي السد القطري... دون أن يطرد والكارثة أنه سجل هدف الأهلي الثاني (هدف التعادل) والذي خرج معه السد من هذه البطولة ..حالات العنف عديدة أدى معظمها إلى اعتزال لاعبين متميزين... بل هناك إصابات نتج عنها وفيات وتبقى حادثة نجم المريخ السوداني وهدّافه اللاعب (إيداهور) والذي فارق الحياة بعد تعرضه للعبة خشنة دون كرة... نُقل على إثرها إلى المستشفى، لكن كان قضاء الله أسرع بعد أن فارق الحياة... في حادثة من أسوأ الحالات التي شهدتها ملاعب كرة القدم.
ـ الفيفا من خلال دراسات وتجارب توصل إلى الحل السليم للتعامل مع السلوك (المشين) والعنف (الخطير) وبقية المخالفات (الجسيمة) التي تحدث في المباريات... ولا تقع تحت نظر الحكام.. من خلال إيجاد لجنة الانضباط... فعمل هذه اللجنة باختصار هو القيام بدور الرقيب لمجريات وأحداث المباريات... ومن ثم تطبق لائحة العقوبات على كل من يتجاوز ويخرج عن النص
ـ الاتحاد السعودي لكرة القدم (كغيره من الاتحادات الأهلية المتطورة) واكب نهج (الفيفا) وأوجد لجنة متخصصة للانضباط... لتوفير عوامل الأمن والسلامة وتحقيق الانضباطية التي تكفل حماية اللاعبين من الإصابات مع سير المباريات في مسابقاتنا الكروية... بنجاح تام... بعيدا عن المشاكل... حقيقة... أرى أن هذه اللجنة بحاجة لمزيد من التطوير... حتى تقوم بدورها بشكل فعال ومفيد فهناك نوع من القصور في عملها.
ـ فلجنة انضباطنا (الموقرة).. لا تعمل بثبات فهي تظهر في حدث وتغيب عن آخر (مشابه) ربما يكون أكثر أهمية وتفاعلها مع الحدث (مع الأسف) دائما يكون حسب ما يثيره (أو ما يطلبه) الإعلام... وقوة وحجم تعاطيه لهذا الحدث أيضا لوحظ على عملها... أن هناك تأخرها في إصدار بعض القرارات... مثلما حدث مع لاعب الأهلي (عبد الرحيم الجيزاوي) بعد مباراة فريقه أمام القادسية والذي وصل خطاب إيقافه رسمياً للأهلاويين قبل (5) ساعات من بداية مباراتهم مع نجران على سبيل المثال عموما لسنا هنا بصدد حصر وذكر الأخطاء التي وقعت فيها هذه اللجنة... فالذي يهمنا هو تحسن مستوى أدائها.
ـ أعتقد أن السبب الخفي خلف قصور عمل هذه اللجنة (الهامة) هو عدم تفرغ أي عضو فيها وأعضاؤها لديهم مسؤوليات متعددة فمنهم من هو عضو في لجنة أخري والبعض الآخر عليه ضغط في عمله (الأساسي) ومشاغله الأخرى بالإضافة إلى الآلية المتواضعة التي تعمل بها هذه اللجنة.
ـ ولكي تقوم هذه اللجنة بعملها على أكمل وجه... فإنني اقترح.. أولا.. أن يكون الأعضاء مستقلين للعمل فيها... (بحيث لا يكون لهم مهام أو مسئوليات في لجان أخرى) ثانيا... اتباع آلية عمل (منهجية) واضحة وثابتة.. يكون فيها عمل منسوبي هذه اللجنة منصب بالدرجة الأولى على متابعة جميع المباريات (مباشرة وعن طريق الأشرطة) ودراسة ما يجرى فيها من مخالفات وأحداث ومشاكل ثم مطابقتها مع تقارير الحكام والمقيمين ومراقبي المباريات الإداريين... ومن ثم تطبيق بنود لائحة الانضباط.... من خلال اتخاذ العقوبات الانضباطية المناسبة في الحالات المستحقة... وليس مثلما تعمل به (اللجنة الحالية)... من خلال اجتماع ربما لا يتجاوز ساعة أو ساعتين
ـ فتشكيل هذه اللجنة (مجددا) - خاصة وان الاتحاد السعودي سيقوم بإعادة تشكيل لجانه - من بعض الأسماء التحكيمية (غير المنتسبين للجان التحكيم العاملة) بالإضافة لبعض القانونيين أصحاب الاختصاص في اللوائح الفنية والانضباطية... سيساعد في نجاح هذه اللجنة وتحقيق الانضباط في مبارياتنا المحلية بشكل دقيق والأهم أنه سيبعد (لغط) منسوبي الأندية وشكوكهم عن هذه اللجنة.