عندما تُسأل من أثقل الممثلين طينة، غالباً، أول ما يتبادر إلى ذهنك ممثل كوميدي!
فيما لو سُئِل أحدنا عن أسوأ لاعب في كرة القدم، فإن تفكير أكثرنا، يروح إلى لاعب، يكاد يكون أساسيّاً في فريقه، لا يستبعده مدرِّبه ما لم يكن مصاباً!
وكذلك الأمر بالنسبة للشعراء، وغيرهم من أهل الفن والأدب!
ليس صحيحاً أننا نختار الأسوأ، لكن أيضاً، ليس صحيحاً أننا نظلم بذلك من يقعون فريسة لاختياراتنا!
أو على الأقل فإننا لا نظلمهم بما يُلزِم بالندم والاعتذار، وملامة النفس، ما لم تصحب هذه الاختيارات كلمات شائنة!، فالاختيار نفسه تقييم، وشهادة حتى لمن نظنه الأقل كفاءةً، واعترافاً له بمكانةٍ ما، حتى لو كانت غير متفوِّقة، في مكانٍ ما، هو بطبيعته فوق!
الأسوأ حقاً، الأكثر رداءةً فعلاً، الأقل قيمةً دون شكٍّ، يكون عادة خارج القائمة كليّاً، مُهمَلاً على نحوٍ، لا يسمح حتى للفضول بالتنبّه إليه!، يكون تجاهله، هو الجائزة الوحيدة المستحقة له، نظير براعته في أن لا يكون شيئاً، أن لا يترك أثَراً، أبداً، بما في ذلك أثر الحزن والشفقة عليه!
كلُّ مُلامٍ، وكلّ مُساءٍ إليه، كل مُنْتَقَدٍ: مأمولٌ فيه، ومرجوٌّ منه، خيراً وجَمالاً وأفعال فضْلٍ!
مهما بدت الكلمات مؤلِمةً، لاذعة التّهكم، جارحةً في تجاوزات مُسيئة!، أقول مهما بَدَتْ، ولا أقول بجواز الحشف وسُوء الكيلة أبداً!
في كل إساءةٍ ظاهرةٍ، مُتقصَّدةٍ، إطراءات خبيئة، وثناءات مُغفَلَة، مهما حاوَل مُترصِّد الذّمِّ، تجنّبها، اتّخذت مكانها وراء القول، وكلّما كانت رغبته في الإعراض عنها مُلِحّةً في جسد الكلمات، مليحةً دَنَتْ في ظلال الجسد!
الكلمات حتى، وبالذات، إن حجَبَتْ فقد أكدت حضور المحجوب!، غياب حضورها أصلاً، وكليّاً، وحده القادر على الإفناء!، وهو من بين كل العقوبات، العقوبة الأشد عنفاً!
هذا فضلاً عن أن كثيرا من الناس، في جمعهم وجمهرتهم، وخاصةً في العوالم الافتراضية، يجدون لذّةً في تجنّب الوقار، والرّزانة، ويستملح فيهم البليهُ البليهَ!
استملاح مؤازرةٍ، كأنهم ينتقمون لأنفسهم من حقيقتها في عالم الواقع!
على الفنان، والسائر في درب الإبداع، أن يُتمّ رحلته، التّلفُّت في أوّل العمر، مُعَطّّلٌ، وفي أوسطه، لا يُقبَل حجّةً ولا يصحّ دليلاً، وفي آخره لا ينفع كاعتذارٍ!
إلى هذا الحد، وينتهي التعميم، ويحضر اسم الشاعر العذب حيدر العبدالله، الذي قدّم نصّاً شعريّاً جميلاً، لكنه لم ينتبه لحضور الجسد، في المشهد المسرحي، الذي يتطلبه الإلقاء، نعم كانت القصيدة عذبة، ليست شديدة الفخامة على أيّة حال، لكنها عذبة، غير أن ارتداء البشت والزيّ الرسمي، لهما أيضاً متطلبات لم يتم استيفاء حقوقها، بشكلٍ يطيب للنظرة الاجتماعية الغالبة، وللمنبر شروطه التي، أظنها، لم تتحقق أيضاً بما يتناسب وأبّهة المناسبة!
ـ من قصيدتي الأبواب، أقرأ ما كتبت:
ولا تهتمّ قصّر ليل أو طوّلْ..
.. وكون المستحيل المعطي الذّاخِرْ
تقدّم دايماً من أوّل الأوّلْ..
.. وخذ حلمك معاك لآخِر الآخِر!
فيما لو سُئِل أحدنا عن أسوأ لاعب في كرة القدم، فإن تفكير أكثرنا، يروح إلى لاعب، يكاد يكون أساسيّاً في فريقه، لا يستبعده مدرِّبه ما لم يكن مصاباً!
وكذلك الأمر بالنسبة للشعراء، وغيرهم من أهل الفن والأدب!
ليس صحيحاً أننا نختار الأسوأ، لكن أيضاً، ليس صحيحاً أننا نظلم بذلك من يقعون فريسة لاختياراتنا!
أو على الأقل فإننا لا نظلمهم بما يُلزِم بالندم والاعتذار، وملامة النفس، ما لم تصحب هذه الاختيارات كلمات شائنة!، فالاختيار نفسه تقييم، وشهادة حتى لمن نظنه الأقل كفاءةً، واعترافاً له بمكانةٍ ما، حتى لو كانت غير متفوِّقة، في مكانٍ ما، هو بطبيعته فوق!
الأسوأ حقاً، الأكثر رداءةً فعلاً، الأقل قيمةً دون شكٍّ، يكون عادة خارج القائمة كليّاً، مُهمَلاً على نحوٍ، لا يسمح حتى للفضول بالتنبّه إليه!، يكون تجاهله، هو الجائزة الوحيدة المستحقة له، نظير براعته في أن لا يكون شيئاً، أن لا يترك أثَراً، أبداً، بما في ذلك أثر الحزن والشفقة عليه!
كلُّ مُلامٍ، وكلّ مُساءٍ إليه، كل مُنْتَقَدٍ: مأمولٌ فيه، ومرجوٌّ منه، خيراً وجَمالاً وأفعال فضْلٍ!
مهما بدت الكلمات مؤلِمةً، لاذعة التّهكم، جارحةً في تجاوزات مُسيئة!، أقول مهما بَدَتْ، ولا أقول بجواز الحشف وسُوء الكيلة أبداً!
في كل إساءةٍ ظاهرةٍ، مُتقصَّدةٍ، إطراءات خبيئة، وثناءات مُغفَلَة، مهما حاوَل مُترصِّد الذّمِّ، تجنّبها، اتّخذت مكانها وراء القول، وكلّما كانت رغبته في الإعراض عنها مُلِحّةً في جسد الكلمات، مليحةً دَنَتْ في ظلال الجسد!
الكلمات حتى، وبالذات، إن حجَبَتْ فقد أكدت حضور المحجوب!، غياب حضورها أصلاً، وكليّاً، وحده القادر على الإفناء!، وهو من بين كل العقوبات، العقوبة الأشد عنفاً!
هذا فضلاً عن أن كثيرا من الناس، في جمعهم وجمهرتهم، وخاصةً في العوالم الافتراضية، يجدون لذّةً في تجنّب الوقار، والرّزانة، ويستملح فيهم البليهُ البليهَ!
استملاح مؤازرةٍ، كأنهم ينتقمون لأنفسهم من حقيقتها في عالم الواقع!
على الفنان، والسائر في درب الإبداع، أن يُتمّ رحلته، التّلفُّت في أوّل العمر، مُعَطّّلٌ، وفي أوسطه، لا يُقبَل حجّةً ولا يصحّ دليلاً، وفي آخره لا ينفع كاعتذارٍ!
إلى هذا الحد، وينتهي التعميم، ويحضر اسم الشاعر العذب حيدر العبدالله، الذي قدّم نصّاً شعريّاً جميلاً، لكنه لم ينتبه لحضور الجسد، في المشهد المسرحي، الذي يتطلبه الإلقاء، نعم كانت القصيدة عذبة، ليست شديدة الفخامة على أيّة حال، لكنها عذبة، غير أن ارتداء البشت والزيّ الرسمي، لهما أيضاً متطلبات لم يتم استيفاء حقوقها، بشكلٍ يطيب للنظرة الاجتماعية الغالبة، وللمنبر شروطه التي، أظنها، لم تتحقق أيضاً بما يتناسب وأبّهة المناسبة!
ـ من قصيدتي الأبواب، أقرأ ما كتبت:
ولا تهتمّ قصّر ليل أو طوّلْ..
.. وكون المستحيل المعطي الذّاخِرْ
تقدّم دايماً من أوّل الأوّلْ..
.. وخذ حلمك معاك لآخِر الآخِر!