|


ماجد الحميدي
لأنه كابيللو (2ـ2)
2008-12-02
ولأنه كابيللو، فقد كان حريصاً على أن يخوض لقاءاته الودية أمام أعتى المنتخبات الأوروبية، فها هو يحرج الألمان على أرضهم وبين جماهيرهم وبكامل نجومهم وفي ظل غياب ثمانية من أبرز عناصره بداعي الإصابة مثل جيرارد ولامبارد وفيرديناند وواين روني.. فهل تذرع بإصابات لاعبيه أو تهرب من لقاء ودي بهذا الحجم لحفظ سجله والنفاذ بجلده من سوط إعلام شرس هناك؟ وهل ألقى باللائمة على الأندية بسبب إصابات اللاعبين؟ لم يأبه أبداً حتى بالرغم من تساؤلات آرسن فينجر قبل المبارة حول جدوى إقامتها في ظل النقص الكبير، يبدو أن جدواها قد تجلت حيث أصبح كل لاعب إنجليزي ـ أيا كان اسمه ـ غير ضامن لمكان مؤكد الحجز له على طائرة كابيللو المحلقة في سماء الإبداع، وراحت الصحف الإنجليزية التي كانت أيضا متخوفة من اللقاء وجدواه تتغنى بصنع كابيللو حيث كتبت صحيفة (صن) "كابيللو لا يخطئ حتى في ظل غياب أبرز نجومه."
ولأنه كابيللو، فإنه يدرس كل منتخب يلاقيه دراسة متأنية تؤتي نتائجها على أرض الواقع، فها هو على سبيل المثال يؤكد أنه تابع كل حركات وسكنات المنتخب الكرواتي منذ مشاركة هذا الأخير في كأس الأمم الأوروبية الثالثة عشرة (2008) وأنه عرف أسرار ذلك الفريق وكيف يتحرك لاعبوه بكرة وبدون كرة وأثبت تلك المتابعة بسحقه للمنتخب الكرواتي بأربعة أهداف لهدف ضمن التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم. بالطبع تلك المتابعة يتوقف عليها بنفسه ولا يوعز بها لأحد مساعديه، وهذه المتابعة تراكمية الصبغة - أي أنها ليست بذاك النوع من المتابعة الذي يطرأ في اللحظات الأخيرة وحين يحل لقاء الفريق المنافس.
ولأنه كابيللو، فقد أعلن في 7 مايو الماضي، أي بعد أربعة أشهر من إشرافه على المنتخب الإنجليزي، عن أهدافه، وكانت تلك الأهداف منطقية وواقعية ومبنية على معايشة وإدراك لما استطاع تحقيقه وما يريد أن يحققه بالنسبة للمنتخب الإنجليزي، إذ أعلن أن هدفه هو الوصول إلى نصف نهائي كأس العالم 2010 أو تحقيق أمم أوروبا 2012. وبالطبع، حينما يعلن كابيللو عن أهدافه فإنه يعي ما قد أعلن ويعي كيفية تحقيق ما أعلنه، فالمسألة بالنسبة له ليست مجرد تصريحات رنانة بالفوز بكل المباريات لمجرد الاستهلاك الإعلامي المؤقت وصناعة المانشيتات الطنانة.
إذا حالفه التوفيق، فإن المنتخب الإنجليزي على أعتاب مجد جديد يعيد مجده العتيق على يد عبقري اسمه فابيو كابيللو.. تحياتي.