|


ماجد الحميدي
3 + 1
2008-11-21
وافقت لجنة الاحتراف على المقترح الذي رفعته أندية الهلال والاتحاد والشباب والاتفاق، بالسماح بتسجيل جميع الأندية السعودية لأربعة لاعبين أجانب على أن يكون أحدهم آسيوياً. وبالطبع كان المقترح الهلالي الاتحادي الشبابي الاتفاقي منطقياً، إذ إن هذه الأندية ستضطر إلى تسجيل لاعب رابع آسيوي لمشاركتها في دوري أبطال آسيا، ولكنها لن تستفيد منه سوى في استحقاق واحد في حال رفضت اللجنة ذلك المقترح. وفي المقابل، لا يمكن أن تسمح اللجنة لهذه الأندية الأربعة فقط بإشراك لاعب رابع دون غيرها، فذلك سيكون إجحافا بحق الأندية الثمانية المتبقية. وأعتقد أنه من خلال القرار الذي تم اتخاذه يتضح جلياً تجاوب الاتحاد السعودي لكرة القدم مع كل ما فيه مصلحة الأندية السعودية، ولكن على حساب مَن؟
حينما قرر الاتحاد الآسيوي السماح للأندية الآسيوية المشاركة في دوري أبطال آسيا بتسجيل لاعب أجنبي رابع على أن يكون آسيوياً، كان يهدف إلى خدمة اللاعب الآسيوي بحيث يجد فرصاً احترافية أكبر في دول آسيوية بعد أن استعصى احتراف اللاعب الآسيوي في دول أوروبية – مثلاً - باستثناء عددٍ قليل من اللاعبين على مستوى القارة. أما على مستوى الاتحاد السعودي، فما هي الأهداف عدا حاجة الأندية الأربعة المشاركة في الاستحقاق الآسيوي إلى الاستفادة من هذا القرار محلياً وقارياً؟ وما هي انعكاسات قرار كهذا على اللاعب السعودي وهذا هو الأهم؟
لا تخلو القارة الآسيوية أبداً من عناصر متميزة قد تضيف الكثير إلى الكرة السعودية، ولا شك أن بعض الأندية ستنجح في تعاقدات تضيف الكثير إلى مستوى الدوري لدينا. ولكن هل لدى جميع الأندية السعودية القدرة على إجراء تعاقدات كهذه؟ لا أعتقدُ! ولا أدل على ذلك من التعاقدات الفاشلة التي اتحفتنا بها الأندية السعودية على مدى العقدين الماضيين، علماً بأن نطاق الاختيار كان أوسع وشمل جميع أرجاء المعمورة، فما بالك والنطاق مقتصر على القارة الآسيوية، التي تعتبر الحلقة الأضعف كروياً على مستوى قارات العالم.
الكرة الآن في ملعب الأندية، بحيث يتوجب عليها التعاقد مع لاعبين آسيويين يضيفون ويقدمون ما لا يستطيع تقديمه اللاعب السعودي. أما أن يُؤتى بلاعب آسيوي لمجرد التعاقد معه دون النظر لأي اعتبارات فنية ليحل محل لاعب سعودي هو بأمس الحاجة لأن يأخذ فرصته ويضيف لناديه ومنتخبه، فهذا لن يخدم سوى الاتحاد الآسيوي الذي أوضح هدفه بأن يتيح الفرصة للاعب الآسيوي بالاحتراف في دول آسيوية. وعلى الرغم من حرص الجميع على خدمة الاتحاد الآسيوي الذي تقع السعودية تحت منظومته ، إلا أنه يجب ألا يكون على حساب الكرة السعودية.
من جانبٍ آخر، كيف ستستفيد الأندية السعودية من هذا القرار من حيث منح الفرصة للاعبيها بالاحتراف في دول آسيوية أخرى ، خصوصاً أن أنظار الأندية الآسيوية ستتجه مباشرة إلى اللاعب السعودي بالنظر إلى مكانة السعودية كروياً في القارة الآسيوية؟ هل سنشاهد العراقيل والتعقيدات؟ هذا ما لا نتمناه! كم تمنيت لو كان قرار لجنة الاحتراف يسمح بمشاركة لاعب أجنبي رابع على أن يكون عربياً، فتجربة اللاعب العربي في الملاعب السعودية على مدى السنوات الماضية هي الأنجح دون جدال، وهي التي أضافت للكرة السعودية، ولكن لظروف المشاركات الآسيوية أحكام.