|


ويمبلدون.. باربورا عقبة ياسمين قبل دخول التاريخ

الإيطالية ياسمين باوليني، والتشيكية باربورا كريجسيكوفا (الفرنسية)
لندن ـ الفرنسية 2024.07.12 | 02:52 pm

تقف التشيكية باربورا كرايتشيكوفا بين الإيطالية ياسمين باوليني ودخول التاريخ، وذلك حين تواجهها، السبت، في المباراة النهائية لبطولة «ويمبلدون»، ثالثة البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب.
وبعدما بات لإيطاليا أول بطل في أستراليا المفتوحة بفوز يانيك سينر في النهائي على الروسي دانييل مدفيديف، أوائل العام الحالي، تسعى باوليني كي تمنح بلادها أول لقب لها في «ويمبلدون»، إن كان عند الرجال أو السيدات، وتعويض ما فاتها مطلع الشهر الماضي، حين خسرت نهائي بطولة «رولان جاروس» أمام البولندية إيجا شفيونتيك الأولى عالميًا.
دخلت ابنة الـ 28 عامًا البطولة الإنجليزية من دون أي انتصار في ثلاث مشاركات لها بالقرعة الرئيسة، لكنها أكدت أن وصولها إلى نهائي «رولان جاروس» لم يكن مفاجأة، وها هي الآن أمام انتصار واحد من أن تمنح بلادها خامس ألقابها في البطولات الكبرى خلال حقبة الاحتراف، والسير على خطى أدريانو باناتا ««رولان جاروس» 1976»، وفرانتشيسكا سكيافوني ««رولان جاروس» 2010»، وفلافيا بينيتا «فلاشينج ميدوز 2015»، وسينر «أستراليا المفتوحة 2024».
ومن المؤكد أن وصول باوليني إلى نهائي «ويمبلدون» هو إنجاز كبير لها على الصعيد الشخصي، ولا سيما أنها انتظرت حتى الشهر الماضي لتحقق انتصارها الأول على الملاعب العشبية على صعيد دورات «دبليو تي أيه»، وذلك في دورة إيستبورن، التي وصلت فيها إلى نصف النهائي.
وحتى أن المصنفة سابعة عالميًا حاليًا لا تصدق ما حققته، قائلة «لا أجد الكلمات... لا يمكن تصديق أني أخوض مباراتين نهائيتين على التوالي في البطولات الكبرى، أليس كذلك؟».
وأقرت أن التوتر قد يكون مشكلة لها على الملعب الرئيس، لكن يمكنها أن تستمد الشجاعة من الروح القتالية، التي أظهرتها في نصف النهائي، الخميس، حين تغلبت على الكرواتية دونَّا فيكيتش بثلاث مجموعات.
وعادت الإيطالية من بعيد بعدما خسرت المجموعة الأولى بسهولة 2ـ6، واستعادت التوازن في الثانية، وحسمتها لمصلحتها 6ـ4، قبل أن تجد نفسها متأخرة 0ـ2 في الثالثة الحاسمة، بعدما خسرت إرسالها في الشوط الأول، لكنها نجحت في رد التحية في الشوط السادس، مدركة التعادل 3ـ3.
ونجحت الكرواتية في كسر إرسال الإيطالية للمرة الثانية في المجموعة، عندما فعلتها في الشوط السابع، وتقدمت 4ـ3، بيد أن رد منافستها كان سريعًا، حيث فرضت التعادل 4ـ4 ثم 5ـ5 و6ـ6، قبل أن تحتكم اللاعبتان إلى شوط فاضل حسمته الإيطالية لمصلحتها 10ـ8.
ودفعت فيكيتش ثمن ارتكابها 57 خطأ سهلًا فتوقفت مغامرتها في نصف النهائي، ولم تتمكن الكرواتية من احتواء إحباطها من فقدان التقدم 3ـ1 و4ـ3 في المجموعة الحاسمة، وانهارت بالبكاء في المراحل الأخيرة من المواجهة المتقلبة.
وقالت الإيطالية عقب الفوز «أنتم تعلمون أنه لا يوجد مكان أفضل من هنا للقتال من أجل كل كرة وكل نقطة»، مضيفة: «كنت أعاني في البداية. كان إرسالي سيئًا جدًا، لذلك أنا سعيدة جدًا. هذه المباراة سأتذكّرها إلى الأبد».
وبعدما باتت أول لاعبة تصل إلى نهائي «رولان جاروس» و«ويمبلدون» في الموسم نفسه، منذ الأمريكية سيرينا وليامس عام 2016، ستحاول باوليني تتويج هذه المغامرة بإحراز اللقب، لكن المهمة لن تكون سهلة ضد لاعبة مثل كرايتشيكوفا، التي سبق لها تذوق طعم التتويج على المسرح الكبير بإحرازها لقب «رولان جاروس» عام 2021.
وتبدو ابنة الـ 28 عامًا جاهزة تمامًا لمحاولة منح بلادها لقبها الخامس في «ويمبلدون»، منذ الانفصال عن سلوفاكيا، والسير على خطى يانا نوفوتنا «1998»، وبترا كفيتوفا «2011 و2014»، وماركيتا فوندروشوفا «2023»، علمًا أن تشيكوسلوفاكيا أحرزت لقبًا واحدًا على ملاعب نادي عموم إنجلترا، وكان عبر يان كوديش، الذي توج بطلًا للرجال عام 1973.
وبلغت كرايتشيكوفا النهائي بعدما تخطت لاعبة أصعب بكثير من فيكيتش بشخص الكازخستانية إيلينا ريباكينا الرابعة، والمتوّجة باللقب عام 2022، معوضة خسارتها المجموعة الأولى 3ـ6 بفوزها في الثانية والثالثة 6ـ3 و6ـ4.
وستكون مواجهة النهائي الثانية بين اللاعبتين، بعد الأولى عام 2018 في الدور الأول من تصفيات بطولة أستراليا المفتوحة، حين فازت التشيكية بسهولة تامة 6ـ2 و6ـ1.
وتطرقت كرايتشيكوفا إلى تلك المواجهة بالقول: «لقد مر وقت طويل جدًا. كانت رحلة رائعة لكلينا للوصول إلى نهائي «ويمبلدون»».
وعانت التشيكية من إصابة في الظهر، والعياء، العام الجاري، وفازت بثلاث مباريات فردية فقط في خمسة أشهر قبل أن تستعيد مستواها بشكل رائع في «ويمبلدون» بتخطيها الأمريكية دانييل كولينز الـ 11 في الدور الرابع، ثم اللاتفية يلينا أوستابنكو، بطلة «رولان جاروس» السابقة، في ربع النهائي، وصولًا إلى ريباكينا في دور الأربعة.
وترى بطلة «ويمبلدون» لعامي 2018 و2022 في زوجي السيدات بنوفوتنا مثالها الأعلى، بعدما تولت تدريبها لفترة قبل وفاتها عام 2017، بسبب مرض السرطان.
وقالت كرايتشيكوفا عن نوفوتنا: «كانت تحكي لي الكثير من القصص عن رحلتها هنا، وكيف كانت تحاول الفوز ببطولة «ويمبلدون». كنت بعيدة جدًا عن إمكانية الوصول إلى النهائي عندما أجرينا هذا الحديث، وها أنا الآن في النهائي».
وتابعت: «لقد مررت بالعديد من الفترات الصعبة. لم أتخيل أبدًا أني سأتمكن من الوصول إلى نهائي «ويمبلدون»، وأن أكون لاعبة مختلفة. أنا سعيدة جدًا لأني تمكنت من تخطي كل شيء».