2010-04-25 | 18:00

بعد نصف قرن من الزمان .. ترجل الفارس .. وهوى إلى مصاف الثانية

الرياض ـ بندر الطياش و علي الحدادي
مشاركة الخبر      

أخيراً ترجل الفارس .. وهبط الرياض (مدرسة الوسطى) .. وهوى من مصاف أندية الدرجة الأولى إلى أندية الدرجة الثانية ولأول مرة في تاريخة ، هوى النادي العاصمي الأول لكرة القدم إلى أندية الظل بعد أن كان أحد اقوى المنافسين على البطولات السعودية الكبرى ومقارعة أنديتها الكبيرة الواحد تلو الآخر .
هبط الرياض وهو النادي الذي تأسس عام 1373 أي قبل أكثر من نصف قرن تقريبا ، حيث سبق وأن استقر في دوري الكبار أكثر من 18 عاما قبل أن يعود لدوري الدرجة الأولى ويستمر فيها 6 سنوات وأخيرا انتهي به المطاف إلى دوري الثانية.
أسئلة كثيرة طرحناها على أصحاب القرار في النادي الكبير الذي يمتلك مقرا نموذجيا في وسط العاصمة السعودية الرياض حول المصير الذي آل إليه فريق كرة القدم بالنادي والعوامل التي أدت لذلك .

يأخذون ولا يعطون
عزا رئيس هيئة أعضاء شرف نادي الرياض عبدالعزيز بن عسكر أمر هبوط نادي الرياض قبل سنوات إلى مصاف أندية الدرجة الأولى إلى تعاقب الإدارات الواحدة تلو الأخرى بحثا عن مصالحها الشخصية وبحثا عن الصيت الإعلامي بعيدا عن اسم النادي الكبير والعريق والأقدم في المنطقة الوسطى ، مشيرا الى أن الهبوط أمر محزن للغاية لكن أن يكون إلى مصاف أندية الدرجة الثانية فهذا ما لا يمكن أن يمر دون وقفة.
وقال :" للأسف بعض الرؤساء الذين تعاقبوا على النادي بحثوا عن أمجادهم الشخصية بدليل أنه إذا تعرض أي منهم لأي ظرف مالي اضطر لبيع نجوم النادي حتى أصبحت (مدرسة الوسطى) بعيدا عن النجوم ، فمبروك زايد وخالد راضي وسعود الحمود وحسين ربيع أكبر دليل على ذلك ، فتجد أن كل لاعب ارتبط باسم رئيس ناد قام ببيعة من أجل البحث عن المادة التي يساير بها النادي.
وأضاف :" مشكلة من تعاقبوا على النادي أنهم يريدون أن ياخذوا فقط ولا يعطوا مشيرا إلى أنهم بصدد اتخاذ قرارات جماعية ستكون قاسية إلى حد ما لكنها ستكون مفصلية من أجل أن يعود الفريق إلى وضعة الطبيعي ، في المواسم المقبلة متمنيا في الوقت ذاته أن يلغى الهبوط في هذا الموسم من أجل إصلاح النادي من الداخل حتى يعود قويا ومنافسا في البطولات المقبلة.

لا نعلم عن القرارات
وحمل أمين الصندوق وعضو مجلس ادارة نادي الرياض خالد الشايع المسؤولية لرئيس النادي الذي كان يتخذ قرارات منفردة دون الرجوع إلى أعضاء الإدارة ، مشيرا إلى أن الفريق ظل يصارع الهبوط لدوري الدرجة الثانية منذ ثلاثة مواسم ولكن في الموسم الحالي هبط وهو هبوط طبيعي نظرا للأمور المحيطة بالنادي الخارجة عن إرادة جميع أعضاء مجلس الإدارة.
وقال الشايع : هناك قرارات فردية اتخذت لا يعلم عنها أعضاء مجلس الإدارة إلا عبر الإعلام والصحف ممثلة في بيع عقود أبرز نجوم الفريق بمبالغ زهيدة وإبعاد مدرب الفريق السابق التونسي المنصف الشرقي.
وكشف أمين صندوق نادي الرياض أن الجهاز الفني والإداري في النادي بجميع فئاته فرض علينا وأن أبرز القرارات التي تخص نادي الرياض كانت تصدر من خارجه بعيدا عن الاجتماعات مع كافة الأعضاء ، مشيرا إلى أنهم كأعضاء سبق وأن أبلغوا رئيس النادي الأمير فيصل بن عبدالله بن سعود عن ذلك عبر إرسال الرسائل وطلب اجتماعات لكن دون جدوى.
وأشار الشايع إلى أن الإدارة مظلومة وظلت تصارع لوحدها بل إن هناك من أبعد كافة أعضاء الإدارة وحلت أسماء أخرى ليس لها أي صفة اعتبارية لتصدر القرارات ، مبينا أن عزاءهم الوحيد في الهبوط هو معرفة أعضاء الشرف ومنسوبي النادي والجماهير مكامن الخلل الواضح ، وأكد أنه جاهز لكشف كامل الخفايا والتفاصيل بالأوراق والمستندات التي تدين كل ماهو ضد هذا الصرح الكبير".
وتساءل الشايع عن سبب طرد المدرب التونسي المنصف الشرقي وإحضار القروني الذي كلف النادي 11 هزيمة متتالية ، رغم أنه مدرب قدير إلا أنه كان من الأولى على القروني حفظ ماء وجهه وتقديم استقالته قبل الإقالة التي جاءت متأخرة .

المشكلة كبيرة
ووصف عضو الشرف ماجد الحكير هبوط الرياض إلى مصاف أندية الدرجة الثانية بالشيء المؤسف والمؤلم والمحزن لتاريخ مدرسة الوسطي الذي كان تهابه الأندية وتعمل له ألف حساب , مبينا أن ماحدث للرياض هي تراكمات سابقة أدت إلى ما هو عليه , ماحدث لا يليق بتاريخ نادي الرياض.
وأكد الحكير أن الجميع يتحمل المسئولية في هبوط الرياض من الإدارة الحالية والإدارات السابقة وأعضاء الشرف مؤكدا أن النادي وخلال الفترة الماضية لم تستمر فيه إدارة أكثر من سنة , حيث كان العمل وقتيا وللأسف أغلب الإدارات التي مرت عليه كانت تكلف لمدة سنة ولا تملك الإمكانيات الإدارية والمالية ودليل بقائه في دوري الدرجة الاولى لفترة ست سنوات وبعد ذلك أدى به المطاف للهبوط للدرجة الثانية وأضاف: للأسف الإدارات السابقة لم تقدم عملا جيدا ولم تكن تملك أبرز الأدوات كالمال والعمل الاداري الجيد وبتالي لم تستطع دعم الفريق بلاعبين جيدين أو مدربين أكفاء وأجهزة فنية على مستوي عال وأجهزة طبية.

ضيعوا النادي
من جانبه استغرب مدرب الفريق السابق المقال التونسي المنصف الشرقي الذي قاد الفريق في بداية الموسم هبوط نادي الرياض الى دوري الدرجة الثانية ، مشيرا إلى أنه قاد النادي في انطلاقة الموسم في ثمان مباريات وحقق معه (14) نقطة وكان يهدف الى الصعود لدوري زين إلا أن الإداريين المشرفين على كرة القدم لم يرغبوا به وتم إبعاده بطريقة غير احترافية من النادي لأهواء شخصية وقال : لو استمررت في منصبي لكان النادي في دوري زين.
وأضاف :" دربت اعترى الفرق الإفريقية ممثلة في النادي الإفريقي وسبق أن هزمت نادي الاتحاد السعودي برباعية في البطولة العربية وتاريخي في تونس معروف ، ألا أن العمل غير الاحترافي من قبل الإداريين الذين لا تهمهم مصلحة النادي أدت إلى ماهو عليه .

لا يوجد تخطيط
من جهته رمى المدرب الوطني ولاعب نادي الرياض السابق بندر الجعيثن هبوط الفريق الى الدرجة الثانية إلى عدم وجود تخطيط سليم وبين أن هبوط الرياض كان متوقعا للقريبين من النادي والعارفين ببواطن الأمور فالرياض انحصرت مشاكله في عدم توفير المال وعدم وجود إدارة و بنية تحتية , فالقاعدة السنية منذ سنوات وهي تصارع في دوري المناطق وبالتالي إذا لم يكن لديك قاعة صلبة سينعكس ذلك على الفريق الاول وأضاف : حتى الإدارة لم توفر أبسط المتطلبات للفريق فضلا عن عدم حرصها على تدعيم الفريق بلاعبين.
وأشار الجعيثن بأن الرياض يختلف عن بقية الأندية فخلال ست السنوات الماضية لم يكن هناك استقرار إداري أو تخطيط للمستقبل وتابع : خلافات أعضاء الشرف وبعدهم وعزوفهم وعدم رغبة الإدارة الحالية في مد يد الوصل لهم كان سببا رئيسيا في هبوط الفريق للدرجة الثانية وإذا استمر الوضع على ما هو علية سيكون وضع الفريق صعبا جدا.

لا نستحق
ووصف عضو مجلس الإدارة خالد الشليل أن ما حدث لنادي الرياض شكل صدمة كبيرة لمنسوبيه ، مشيرا إلى أنه سبق وأن حذر من مغبة الاستهتار في البداية وتفريط الفريق في النقاط الواحدة تلو الاخرى خلال المباريات السابقة ، لكن ما حذرت منه وقع ووقعت الفاس في الراس وهبطنا رغم أننا لا نستحق الهبوط.

الهبوط طبيعي
وقال أمين عام النادي السابق سلطان الدوس إن هبوط الرياض لمصاف أندية الدرجة الثانية جاء كنتيجة طبيعية لما كان يحدث , فالرياض منذ ثلاث سنوات كان ينجو بأعجوبة لكن في الأخير كان لا بد من أن تقع الواقعة.
وأشار الدوس أن من الأسباب الرئيسية لهبوط الرياض تعاقب الإدارات خلال عشر السنوات الماضية حيث تولى إدارته عشرة مجالس مكلفة والسنة الواحدة غير كافية للعمل ووضع الخطط والبرامج وعند تولي الادارة الجديدة المكلفة تصدم بوضع مرير جدا في النادي بشح الموارد المالية وغياب الاستثمار وعدم وجود راع للنادي وأهم شيء هو ضعف القاعدة وعدم وجود أجهزة تدريبية على مستوى عال .