مدربو الأندية والمنتخبات كم يتقاضون؟
نقرأ كل يوم عن تعاقد أحد المدربين مع أحد الأندية بمبالغ مالية تسيل اللعاب لكن الأمر يختلف بالنسبة لرواتب مدربي المنتخبات العالمية الكبرى باستثناء مدرب المنتخب الانجليزي ورواتب مدربي الأندية الانجليزية تعتبر “ فلكية “ بالمقارنة مع باقي الأندية الأوروبية نظرا للفارق المعروف بين الجنيه الاسترليني وغيره من العملات الأخرى بما فيها الدولار الاميركي ولنبدأ باستعراض رواتب مدربي الأندية الأوروبية خاصة الانجليزية بادئين بالأعلى حيث يبلغ راتب الايطالي كارلو انشيلوتي مدرب تشيلسي السنوي 9 ملايين جنيه استرليني (11 مليون يورو) اى 800 ألف جنيه استرليني شهريا (916 ألف يورو) وبحسبة اقل تعقيدا يتقاضى 200 ألف جنيه استرليني اسبوعيا (316 ألف يورو) بينما يتقاضى الاسكتلندي اليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد اقل من هذا المبلغ بمليون جنيه سنويا (700 ألف جنيه سنويا) أي 580 الفا شهريا (145 الفا اسبوعيا) رغم أنه يدرب أغنى أندية بريطانيا وربما العالم ولكن راتبه يخضع للضريبة الأكبر بينما انشيلوتي لا يخضع راتبه لنفس الأمر والسر في ذلك يعود إلى انه يتم إعلام إدارة الضرائب البريطانية عن نصف المبلغ الذي يتقاضاه ولا تعتد هذه الإدارة بما يكتب في الإعلام عن الراتب بل بالأوراق الرسمية التي ترسل إليها وهكذا فان راتب انشيلوتي الرسمي قد لا يتعدى على الورق 50 ألف جنيه أسبوعيا وربما اقل من ذلك وطالما تدفع إدارة تشيلسي لفريق من المحاسبين البارعين فان النتائج تأتي أكثر من مبهرة والأرباح بالتالي ستكون بالملايين.
الاسباني رافائيل بينيتث مدرب ليفربول يتقاضى 80 ألف جنيه استرليني (91 ألف يورو) أي 320 ألف جنيه شهريا (3 ملايين و و800 ألف جنيه سنويا) وكان يتقاضى 30 ألف يورو من ناديه الأسبق فالنسيا الاسباني بينما يتقاضى الفرنسي أرسين فينجر مدرب الارسنال اللندني مبلغ 60 ألف جنيه أسبوعيا (2 مليون و800 ألف جنيه سنويا) ويتقاضي الايطالي جيانفرانكو زولا مدرب ويستهام اللندني 45 ألف جنيه أسبوعيا (2 مليون و160 ألف جنيه سنويا) ولو كان في ايطاليا ما تقاضى ولو نصفهم بينما الايرلندي مارتين اونيل مدرب استون فيلا يتقاضى 40 ألفا بالأسبوع واقل مدرب بين أندية الدوري الممتاز الانجليزي تقاضيا للراتب هو الايرلندي ميك مكارث مدرب ولفر هامبتون الصاعد هذا الموسم للدوري اذ ياخذ عشرة آلاف جنيه استرليني أسبوعيا (11200 يورو ). ويقال أن الرقم الذي يرسل إلى إدارة الضرائب الانجليزية اقل من هذا بكثير لكي يتم تحصيل ضرائب اقل نظرا لاختلاف التعامل الضريبي بين بريطانيا وايطاليا فعند الانجليز تبدأ الضريبة من 12% إلى 40 % بينما عند الايطاليين تبدأ من 10 % ولا تتخطى الثلاثين بالمائة على أساس أن هناك ضرائب أخرى يتم تحصيلها.
القارة العجوز الغنية
اما في القارة الأوروبية فهناك تفاوت أيضاً في الرواتب ويصل أعلاها في اسبانيا حيث يتقاضى مدرب برشلونه بيب جراديولا راتبا يتعدى 800 ألف يورو بالشهر الواحد (9 ملايين بالعام) نظرا لغنى النادي أما التشيلي مانويل بيليجريني مدرب ريال مدريد فيتقاضى اقل منه بخمسين ألفا والمثير هنا أن ناديا متوسط المستوى مثل اتليتكو مدريد يتفوق على أندية أقوى منه مثل فالنسيا في مجال راتب المدرب إذ يتقاضى ابيل ريزنو مدرب الاتليتكو حوالي 400 ألف يورو شهريا منها 150 ألفا من الجمهور بمعنى أن كل تذكرة دخول يكتب عليها أن 15 يورو منها موجهه إلى راتب المدرب ولو نظرنا إلى راتب مدرب فالنسيا اوناي ايمري فانه لا يتعدى الربع مليون يورو بالشهر الواحد بعدما رفضت الجمعية العمومية للنادي إضافة مبلغ على تذاكر الدخول لتمويل راتب المدرب.
و في ايطاليا يبلغ راتب مدرب اليوفنتوس الحالي شيرو فيرارا حوالي ربع مليون يورو شهريا بينما بلغ راتب مدرب الميلان الأسبق انشيلوتي 200 ألف يورو بالشهر الواحد وراتب البرتغالي خوسيه مورينهو مدرب انتر ميلان كان منذ عام واحد 400 ألف يورو بالشهر لكن عدة صحف ايطالية تحدثت عن أن مالك الانتر ماسيمو موراتي قام بزيارته والآن ربما ارتفع إلى 580 ألفا شهريا وكان المدرب لويجي ديل نيري يتذيل قائمة المدربين أصحاب الرواتب الضعيفة حينما كان يدرب كييفو فيرونا فريق “ صناعة المكرونة الشهير “ إذ لم يكن يتقاضى أكثر من ثلاثة آلاف دولار في الأسبوع أو ما يعادلها بالليرة الايطالية قبل تطبيق التعامل باليورو هذا رغم أن صاحب الفريق وقتها كان الملياردير الشاب لوكا كامبليدي ابن لويجي كامبديلي صاحب مصانع المعجنات الشهيرة “ باليواني “ بما فيها المكرونة التي تباع في ايطاليا كلها (معروفة في الوطن العربي باسم ريجينا “ ولكن ديل نيري وقتها “ رضي بقليله “ لأنه كان يريد تطوير نفسه واثبت فعلا انه بإمكانات قليلة يمكنه عمل أشياء كثيرة جدا أما حاليا فانه لا يوجد مدرب يتقاضى أجرا بسيطا وكلهم فوق العشرين ألف يورو أسبوعيا بما فيهم نادي ليفورنو متواضع الإمكانيات والسبب أن الاتحاد الايطالي لكرة القدم بالتعاون مع نقابات العمال اجبر الأندية على أن يكون لديها رواتب محددة للمدربين وهو ما حدث خاصة وان نقابة المدربين المحترفين تتمتع بفعالية قوية في البلاد لأنها تضم جميع مدربي الألعاب في البلاد وليس كرة القدم فقط ويسمى المدرب في ايطاليا باسم “ اليناتور “ اي من يدير الأمر باللغة الايطالية بينما في اللغة الاسبانية يسمى: سيليكسينار أي هو الذي يختار تشكيلة الفريق والأغرب هنا ان اسم مدرب المنتخب الوطني في اللغتين الايطالية والاسبانية يختلف جذريا عن اسم مدرب النادي ففي الايطالية مدرب المنتخب الوطني اسمه بالايطالي: سيليزنياتور وفي الاسبانية: سليكتير أو ديريكتو تيكنيك وذلك بحسب مسمى وظيفة المدرب إما هو مدرب أو كوتش أساسي أو مدير للفريق وهي أعلى وظيفة..
و بالانتقال إلى اسبانيا فان الوضع لا يختلف كثيرا فقد نجحت نقابة المدربين المحترفين وهي تختلف هنا عن نقابة الطلاينة لأنها تختص بمدربي كرة القدم فقط ولا تجمع اللعبات الأخرى هذه النقابة استطاعت أن تفرض ما تريد وزادت من “ أسعار “ رواتب المدربين في مختلف الدرجات والطريف أن احد مدربي الدرجة الثانية وبالتحديد مدرب فريق سيلتا فيجو يتقاضى 20 ألف يورو شهريا أي أكثر من مدرب خيتافي احد أندية الدوري الممتاز “ بريمييرا ديفيزيون “ بخمسة آلاف يورو وهو من أندية أحياء العاصمة الفقيرة جدا.
و لو انتقلنا إلى رواتب مدربي المنتخبات ولنبدأ براتب مدرب منتخب البرازيل كارلوس دونجا وهو حاليا لا يتعدى 350 ألف جنيه استرليني (حوالي 410 ألف دولار) بالشهر أو ما يعادل بالعملة البرازيلية التي اسمها “ريال “ وكان المدرب السابق واندرلي لوكسمبورجو قد أثار مشكلة عندما كان يدرب المنتخب إذ قال ذات مرة انه لا يعقل أن ينال مدرب فلامنجو (أغنى أندية البرازيل بفضل الاشتراكات) مائة ألف ريال برازيلي شهريا (مليون و120 ألفا بالسنة) بينما مدرب المنتخب لا يتعدى راتبه في السنة كلها 650 ألف ريال أو 300 ألف دولار) ويومها جاءه الرد يكفي انك مدرب منتخب البرازيل بينما قال المدرب الحالي دونجا إنه لا يهتم بالأمر ويركز على عمله وللحق فان الانجليز يعطون مدرب منتخبهم الايطالي فابيو كابيللو حاليا الكثير جدا فهو يتقاضى 90 ألف جنيه (110 آلاف يورو بالأسبوع) اي 360 ألف جنيه استرليني (نصف مليون يورو تقريبا) بالشهر أي أربعة ملايين و320 ألف استرليني (6 ملايين يورو تقريبا) لكنه طبعا لا يأخذها كلها فهناك مبدأ الأربعين في المائة الضريبي عليه ولو قلنا إن كل اسبوع يخصم منه 20 ألف جنيه فانه لازال يأخذ مالا جيدا، ومدرب المنتخب الانجليزي واقعيا هو اغنى مدربي العالم مثل مدربي الأندية الانجليزية الكبرى فمثلا منصب مدرب منتخب المانيا لا يتعدى 3 ملايين و950 ألف يورو سنويا وبالمقارنة مع دخل مدرب بايرن ميونيخ الذي يأخذ 4 ملايين يورو 200 الفا سنويا يتضح لنا الفارق أما مدرب منتخب فرنسا فينال 3 ملايين ونصف المليون يورو سنويا وبالمقارنة مع مدرب ليون أغنى أندية فرنسا حاليا فان راتبه لا يتعدى المليوني يورو أي أن فرنسا احدى الدول التي تشجع مدربي منتخباتها ويتقاضى مدرب منتخب هولندا سنويا 3 ملايين يورو بينما راتب مدرب ايندهوفن أغنى الأندية الآن 3 ملايين سنويا. وينال دييجو مارادونا مدرب الارجنتين ثلاثة ملايين دولار سنويا.
قارة إفريقيا
وفي القارة الافريقية كان مدرب الأهلي القاهري سابقا البرتغالي مانويل جوزيه يتقاضى 70 ألف دولار بالشهر (350 ألف جنيه مصري) انه كان يتقاضى سنويا 840 ألف دولار (4 ملايين و670 ألف جنيها مصريا) بيد أن مصادر انجليزية مالية مختصة برواتب لاعبي ومدربي كرة القدم حول العالم تذكر ان راتبه السنوي لم يتعد 360 ألف جنيه استرلين . وفي باقي دول القارة الأفريقية تبرز جنوب افريقيا الدولة الغنية من أفضل تلك الدول في هذا المجال .