عاهدناهم أمام الله بـ (سري للغاية)
كشف مدير إدارة المنتخبات السعودية لكرة القدم محمد المسحل أن مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم الهولندي ريكارد لن يرحل إلا بسبب الإعلام، وأن لجنة المسابقات والفنية واللعب النظيف تحت سيطرتهم، مشيرا إلى أن عدم التأهل لكأس العالم 2014 والتي ستقام في البرازيل لن تحبطهم، وأن الحالة العاطفية المتقلبة للاعبين سببها المنزل، مشددا على أن هناك أكثر من سيناريو في حالة عدم التأهل للمونديال المقبل، كما أكد المسحل أنهم ينتظرون يوم الأربعاء المقبل لجعل هذا العام الذي يعرف بالسنة الكبيسة عام خير وبركة على كرة القدم السعودية والتي أشار إلى أنها مرت بمطبات كثيرة خلال المرحلة الماضية.
وأكد المسحل أن تجاوزهم مواجهة أستراليا سيكون الطريق الحقيقي لريودي جانيرو كون المرحلة الحاسمة ستكون أسهل من الدور الحالي، وأن إصابات اللاعبين الحالية لا تقلقهم، و9 منتخبات سعودية تحتاج لعمل مغاير.
وألمح المسحل إلى أن مواجهة أستراليا ستكون الفرصة الأخيرة للنجوم الحاليين للبقاء في تشكيلة الأخضر.
المسحل تحدث في أمور كثيرة خلال هذه المواجهة.. «الرياضية» تستعرض (الجزء الأول) من حديث المسحل، على أن يكون الجزء الثاني غداً.. فإليكم ما دار في هذه المواجهة.
ـ في البداية دعنا نبدأ معك عن استعدادات المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لمواجهة (الكنغر) الأسترالي في ملبورن وتحديدا في يوم ٢٩ فبراير هذا اليوم الحاسم في مواجهة مفصلية وحاسمة أعتقد أن كل السعوديين بانتظارها؟
جميع من له علاقة بكرة القدم السعودية بانتظار هذا اليوم التاريخي، ٢٩ فبراير لا يتكرر إلا كل ٤ سنوات في سنة (كبيسة) وسوف نجعلها سنة خير بإذن الله، الكرة السعودية مرت بـ(مطبات) كبيرة وأزمات ولكن هذه أول مرة نمر بمثل هذه الأزمة والذي يجعل مثل هذه الأزمة كبيرة وضخمة جدا هو علو كعب الكرة السعودية كتاريخ ووجود المواهب والإمكانيات السعودية الضخمة الكبيرة والتي لا تبرر وجود المنتخب السعودي في هذا الموقف الذي هو فيه، في النهاية هو يوم مهم للأخضر وهو جاهز لهذه المهمة وهذه الموقعة.
ـ ماذا أعددتم لهذه الموقعة؟
نحن عملنا كل شيء للمنتخب السعودي ليخوض هذه الموقعة التاريخية والقوية والتي ستكون مشرفة من ناحية المستوى، ونأمل من الله سبحانه وتعالى أن نظهر بنتيجة مرضية وأن نتأهل للدور الرابع والحاسم من التصفيات الآسيوية نحو بلوغ مونديال البرازيل.
ـ هل أنتم كجهاز إداري للمنتخبات السعودية متفائلين بهذه المباراة التاريخية؟
الجميع متفائل ومتحمس، ولكن دعني أقول شيئا مهماً لابد أن يعرفه الجميع وهو أنه في حال تأهلنا للدور الحاسم من التصفيات الآسيوية فإن المنتخب السعودي لن يواجه الصعوبة ذاتها في المراحل السابقة رغم قوة المنتخبات العشرة المتأهلة لهذا الدور فهي تجمع أقوى المنتخبات في القارة .. لكن الآن لا نفكر إلا في التأهل وبعدها سيكون لكل حادث حديث.
ـ في هذا المحور تحديدا دعني أسألك عن الأسباب الحقيقية التي جعلت بعثة الأخضر تغادر إلى أستراليا وفجأة وبعد يوم من الوصول تفاجأ ريكارد أن هناك اثنين أو ثلاثة من اللاعبين الذي وقع عليهم الاختيار مصابين وتم إعادتهم إلى السعودية .. ما هي الأسباب التي جعلت الكل يتساءل عما حدث؟
الذي كبر هذه القضية هو أمران هامان جدا، الأول هو بعد أستراليا عن السعودية، والأمر الثاني دقة المتابعة من قبل الشارع السعودي، في السابق كان هناك لاعبون يصابون في أول وثاني وثالث يوم من بداية أي معسكر وهناك لاعبون يصابون قبل بداية المباراة بيوم أو يومين، ولكن ما حدث أننا في ظرف معين الآن، ومدرب المنتخب الهولندي ريكارد وضع في حسبانه هذا الشيء وبدلا من أن يقوم باختيار ٢٤ أو ٢٣ لاعبا قام باختيار ٢٦ لاعبا احتياطيا تحسباً لهذا الشيء وحدث الأمر وكان الرجل محتاطاً له وهذا الشيء يحسب لريكارد هذا أولاً، الأمر الثاني اللاعبون متى انضموا للمعسكر، فالبعض جاء في نفس اليوم صباحا وبعضهم جاء قبل بداية المعسكر بليلة واحدة فقط والأغلبية جاءوا في نفس يوم السفر.
ـ ألم يكن هناك كشف على اللاعبين قبل السفر وبعد التجمع في الرياض؟
من الصعب جدا أن تأخذ الـ٢٦ لاعبا لمركز متخصص يفحصهم الفحص الدقيق بغض النظر هل هم يشتكون من إصابة أو لا، لأن الجميع يخضع لفحص طبي دقيق، غير الفحص (الإكلينيكي) المحلي الذي يخضع له اللاعب، فالطبيب نفسه يسأل اللاعب هل تعرض لإصابة أو هل يشتكي من شيء معين بناء على التقارير النصية أو الشفوية التي نأخذها من الأجهزة الطبية في الأندية، كل ذلك لم يذكر أيضاً أن هناك لاعبين مصابين إصابات قوية أو ما شابة ذلك، فقط الإصابة التي كانت تقلقنا وكنا ننظر لها على أننا قادرون على تجاوزها إصابة لاعب الهلال عبدالعزيز الدوسري، وكان موضوع له برنامج علاجي لمدة خمسة أيام على أن يعود بعدها بشكل طبيعي وينخرط مع بقية زملائه اللاعبين هذا بالضبط ما حدث، لأن القضية ليس أن هناك لاعبين مصابون سنأخذهم معنا للمعسكر أو أننا لن نفحصهم .
ـ دائماً إدارة المنتخبات ما تتحدث عن مسألة الوقت وتشتكي منه منذ أن تم استلام المهام وكان هناك مشكلة مع الوقت .. السؤال هل لازلت لديكم مشكلة مع الوقت حتى الآن بدليل أنك قلت إنه لم يكن لديكم وقت للكشف على اللاعبين طبياً؟
لو تلاحظ خلال الفترة الماضية أننا قمنا بتعديل جولة في دوري زين وأجلنا جولة أخرى، وهذا يعني أننا بقدر الإمكان لأنه لابد لنا من السفر في وقت معين ونسابق الوقت بشكل سريع هذا من جانب، من الجانب الآخر إدارة المنتخبات السعودية لكرة القدم ما عندها منتخب أول فقط، لدينا حاليا ٩ منتخبات وكل منتخب لديه برامجه، لدينا الآن برنامج الأولمبي، وبرنامج لمنتخب تحت ٢٢ سنة الآن مجتمعين بخصوصه مع رئيس اللجنة الفنية لإدارة المنتخبات، وكذلك منتخب الشباب عندهم مشاركة أيضاً، بالإضافة إلى المنتخب الذي سيشكل للمشاركة في بطولة غرب آسيا، والمنتخب الذي سيشارك في بطولة العرب أيضاً، وكأس الخليج الذي سيشارك فيه المنتخب الأول، ومنتخب الناشئين، والبراعم بفئاته، كل هذه الأمور تتطلب عملا من جميع الموجودين، نحن لا نستطيع أن نوظف شخصاً لكل شغلة إطلاقاً، ولكن هم نفس الأشخاص والأسماء عندهم أكثر من دور لإدارة عدة أعمال بنفس الوقت، لذلك دايم الوقت ثمين وهام.
ـ أنت تطرقت لهذا الموضوع وهو محور هام، لذلك دعني أسألك عن كثرة هذه المنتخبات وكثرة مهامها والمشاغل التابعة لها .. تعتقد أن إدارة المنتخبات المشكلة حديثاً قادرة على استيعاب هذا الكم من المنتخبات السعودية؟
لم تتكون الادارة إلا لتتمكن من استيعاب هذا الكم من المنتخبات، وأستطيع أن أقول إن هذا الكم من المنتخبات لم نوجدها رغبة أن يكون لدينا منتخبات كثيرة، ولكن لظروف المشاركات.
دعني أقول لك إن منتخبنا الأول الذي ينضم له نجوم دوري زين ما في مجال ولا تستطيع أن تأخذهم في كل وقت إنما في أوقات معينة وهذه حقيقة، لذلك كان لابد من إيجاد آلية بديلة على أن يكون هناك لاعبون تستطيع أن تأخذهم لبطولات أخرى قد لا تستطيع فيها أن تأخذ لاعبي المنتخب الأول، منتخب تحت ٢٢ سنة هم أبطالنا الذين شرفونا في كولومبيا والآن هم المرشحون أن يكونوا في هذا المنتخب، ولدينا لهم مشاركة رسمية معترفة من (فيفا) والاتحاد الآسيوي، وهذا الأمر لابد من المشاركة فيها وليست اختيارية أو من عندنا، كذلك بطولة غرب آسيا هذه البطولة المستحدثة حديثاً من الاتحاد الآسيوي ولابد من المشاركة أيضاً فيها، كأس العرب أيضاً نحن لا نستطيع أن نتجاهلها أو نرفض المشاركة فيها لأننا عضو داعم ورئيس لهذا الاتحاد ونحن المحتضنين له، لأن الأمير الراحل الأمير فيصل بن فهد رئيس الاتحاد السعودي الأسبق قال هذا الاتحاد وجد ليبقى، لذلك لابد أن نكون مستعدين له، كذلك لدينا شبابنا ومنتخب الشباب لديهم مشاركات في نهائيات كأس آسيا في آخر السنة، وعند ناشئينا كأس آسيا أيضاً نهاية الموسم، ولدينا برنامج البراعم أيضاً، وعلى فكرة لا يوجد منتخب عالمي وصل لمراتب مشرفة في البطولات العالمية مثل كأس العالم إلا يوجد لديهم منتخبات براعم من القاعدة يزرعونهم زراعة، لأنه لا يمكن أن تبتدئ من المراحل العمرية من ١٨ أو ١٦ سنة إنما لابد أن تكون الانطلاقة من سن ٨ سنوات أو ١٠، لذلك أصبح لدينا إدارة متكاملة لتدير شؤون هذه المنتخبات.
ـ أنا أقصد هل فيه استيعاب كامل لهذه البرمجة؟
نحن لازلنا في البداية .. الادارة ليست عبارة عن مكاتب وأشخاص أشكالهم (زينة) وتضعهم وتقول لهم أعطونا العمل .. لا .. الادارة هي عبارة عن آلية ومنهج وفن إدارة تأتي به من أناس سبق لهم أن سبقونا في هذا المجال .. وكيف توافق الجهود الجبارة والمصاريف مع الدخل وكيف أبدأ أن أجهز هذه الادارة وهذه المنتخبات .. إذاً لابد أن يكون لدينا منتج لنستطيع أن نجلب الرعاة، نحن نتحدث عن ثلاث أو أربع مهام كبيرة وضخمة لابد أن تتماشى بنفس الطريقة، ولا يمكن أن يكون هذا العمل الضخم بلا أخطاء أو هفوات والصحيح أن يكون هناك أخطاء وهو أمر طبيعي.
ـ قلت في إحدى إجاباتك إنكم أجلتم جولة وقمتم بتعديل جولة أخرى من منافسات دوري زين هذا الموسم .. السؤال هو هل لديكم سلطة تستطيعون بها أن تجبروا لجنة المسابقات على التماشي مع برمجة المنتخبات دون مراعاة لشؤون الأندية؟
هذا سؤال جدا مهم .. دعني أسأل سؤالا مهما للإجابة على سؤالك وهو الموسم الماضي كم كانت فترة التوقف؟ أعتقد أن دوري الموسم الماضي توقف فترات كثيرة، تضرر الدوري والأندية والمنتخبات، لكن في هذا الموسم أجلنا تأجيلا واحدا وهذا في نظري أعتقد أنه فيه تقدم .. عندما جلسنا مع رئيس لجنة المسابقات والفنية واللعب النظيف فهد المصيبيح قمة في التعاون في كل شيء، عندما يطرح أي جدول يطرح لنا كل شيء ويقول يا لجنة المنتخبات حددوا المواعيد التي تناسبكم وضعوا الذي تريدونه، لكن الشيء الوحيد الذي لم يتم هو برمجة جدول المنتخب الأولمبي مع مسابقة كأس ولي العهد فقط .. وحدثت لنا مشكلة مع بعض الأندية.
ـ ما الأمر المزعج بالنسبة لكم؟
الحقيقة الأمر مزعج من جهة ومفرح من جهة أخرى وتحديدا في المشكلة التي حدثت مع الأندية في بطولة كأس ولي العهد والأمر الآخر أن الأندية أصبحت مهتمة باللاعبين تحت23 سنة لدرجة أنها أصبحت تقول :»لحظة يا منتخب يا أولمبي لا تأخذ لاعبيني» أما في السابق لم يكن كما هو الحالي، الأندية لا تهتم باللاعبين الذين يذهبون للمنتخب الأولمبي، وهذا الأمر من وجهة نظري شيء مفرح جدا ولأول مرة تطالب الأندية بهذا الشيء، نحن دائما نشاهد الجزء المليان من الكأس وليس الفارغ، نحن تحدثنا مع فهد المصيبيح وأكد لنا أنه سوف يضع كل السبل لمعالجة الأخطاء التي حدثت والتي اعترفنا فيها في هذا الموسم، ولم نقترف هذه الأخطاء لأننا لا نحب الأندية أو أننا نتحداهم أو لا نكترث فيهم، بل لأننا في مرحلة انتقالية ومرحلة تصحيح قد لا تستوعب كل شيء يعني الشيء الصحيح لا يأتي في يوم أو في يومين، لذلك أي نظام إداري يعمل في مجال التطوير يخطئ حتى يصل للمرحلة المرضية للجميع، ولو تلاحظ أن اتحادات العالم والتي تسبقنا في التقدم لا يزال بينها وبين أنديتها مشاكل وقضايا .
ـ لكنك لم تجب على سؤالي عن لجنة المسابقات وهل أنتم مسيطرون عليها؟
نعم المسابقات السعودية المحلية ونشطات الأندية ومشاركاتها الخارجية، ستكون تحت النظر وتحت سيطرتنا، ونحن من يضع الجدول، وعندما نرى أن هناك مشكلة كبيرة سوف تحدث نجتمع مع الأندية، عندنا كأس الخليج في يناير القادم، وعندنا نهائيات كأس آسيا للشباب تحت 19 سنة لأن بعض الأندية لديها ثلاثة إلى أربعة لاعبين، والأندية حرة في مشاركات اللاعبين صغار السن في الفريق الأول، مثل لاعب نادي الاتحاد فهد المولد عمره أقل من 19 سنة، ولاعب له مستقبل كبير.
سوف نضع جدول منتخب الشباب، وجدول الأولمبي، وجدول تحت 22 سنة، وإن كان هناك بطولة ربما يشارك فيها منتخب آخر مثل منتخب (ب) مثل بطولة غرب آسيا أو غيره سوف نضطر لعمل منتخب وليس مثل أيام (فيفا) معينة مجبرين، ولا يمكن نقول للأندية إننا سوف نشارك ونعمل أيام (فيفا) من عندنا، ففي هذه اللحظة نقول لا يا أندية نحن نحترم نشاطاتكم وعملكم في لاعبي المنتخب الأول، لكن اللاعبين الذي تحت سن كذا وكذا بغض النظر يلعبون في دوري الأولمبي أو الأول سنقول لهم سوف نأخذهم ونبلغهم قبل هذا الوقت لتجهيز أنفسهم على الأقل نعطيهم خبرا قبل موعد انضمامهم بوقت كاف.
في النهاية لابد أن نقول إن الضرر الذي يأتي على الأندية يلحق بالمنتخب، أي مشكلة تحدث في النادي لابد أن تجر نفسها للمنتخب، يعني اللاعب عندما ينضم للمنتخب ليس معناها أنه فسخ ثوب المشاكل في ناديه .. طبعا لا اللاعب يأتي بمشاكله، لذلك لابد من مساعدة الأندية أن تخفف مشاكلها على الأقل الإدارية منها.
ـ أنت تقول إن اللاعب يأتي بمشاكله .. هل حدثت لديكم مشكلة للاعب معين في المنتخب؟
لا لا أنا أقصد أن اللاعب عندما يأتي مضغوطا من الأندية فريقه مثلا مهزوم ثلاث هزائم وراء بعض أو مشكلة حدثت له مع إداري أو زميل، فبالتالي لابد أن يأتيك مضغوط.
ـ أعرف أن هذه الإجابة دبلوماسية .. أنا أقول هل حدثت لكم مشكلة مع لاعب في المنتخب سابقا؟
لا لا ليست مشكلة بعينها، لكن نحن نفتح بابا جيدا، الشق النفسي للعمل مع لاعبي المنتخبات مهم جدا، جزء منه أولا أن تكسب ثقة اللاعب .. يرتاح لك اللاعب ككادر من كوادر الادارة .. ونحن شخصان أو ثلاثة في المنتخب الأول الذي من الممكن أن نأخذ ونعطي مع اللاعب فيما يخص مشاكله .. مشكلة في المنزل في النادي، ومشاكله الشخصية، ونحن عاهدناهم أمام الله ألا يطلع أي شخص على أي شيء ويكون سرياً للغاية .. وهذه قمة المهنية، ويكفي أن اللاعب يشكو لك، تأخذ فكرة عن اللاعب، وتأخذ فكرة عن اللاعب للمدرب، وكذلك لدينا جهاز جديد (أوميجا) يقوم بفحص اللاعبين خاص بفحص تخطيط القلب، وتخطيط المخ، ويعطي نتائج للحالة النفسية (التنشن) العصبية للاعبين والشد العصبي وهو جهاز رائع.
ـ هل هذا الجهاز موجود على مستوى العالم؟
هو موجود ومعروف لكنه غالي الثمن، ولا يوجد في السعودية إلا عندنا، ولا يتواجد في الأندية، هذا الجهاز يعطينا مقياس الشد العصبي عند اللاعب، فمثلا في إحدى المباريات وجدنا بعض اللاعبين أداءهم غير الذي نعرفه عنهم يفقد الكرة بسهولة ويعطي الكرة للخصم، فلما عملنا الفحص لهم اكتشفنا أن هؤلاء اللاعبين لديهم أعلى نسبة (التينشن) العصبية، وهذه الحالة ليست دائما ما تحدث للاعبين في الأندية لكي نبرئ ساحة الأندية، الحالة ربما تأتي من حالة عاطفية، وربما من حالة في المنزل وربما من حالات أخرى.
ـ إذن لماذا لا تأخذون هذا الجهاز معكم إلى أستراليا ليكشف عن حالة اللاعبين قبل موقعة 29 فبراير؟
ابتسم قليلا .. وقال الجهاز لدينا في كل وقت وحملناه معنا إلى أستراليا.
قصة رحيل ريكارد
ـ مدرب المنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد له حكاية وقصة ربما تكون مربكة مستقبلا .. ألا وهي تكرار مسألة رحيله لأوروبا وتدريبه للأرسنال أو ليفربول الإنجليزيين أو الأعين منصبة عليه وكثرة القيل والقال التي تؤكد رحيله بين الفينة والأخرى .. السؤال هنا هل توتركم تلك الأخبار في علاقتكم مع ريكارد؟
غيّر جلسته وأخذ نفسا عميقا للإجابة وقال .هذه الأخبار لا توترني أبدا إنما أقولها بكل صراحة كلما أسمع مثل ذلك يجعلني أصاب بالخجل من ريكارد لأنني عندما أقابله يسألني ويقول ما الذي يحدث كل يوم أو يومين يسألني صحفي لديكم سواء في مؤتمر صحفي أو زيارة ناد أو ما شابه ذلك يسألوني أول سؤال وآخر سؤال هو متى ستذهب متى سترحل.. لدرجة أنه قال لي هل هناك حملة تريدني أن أترككم .. وعندما بدأت أشعر أن المدرب بدأت توصله هذه الأفكار وهذه الرسائل غير المتعمدة طبعا أنا تضايقت بشكل كبير لأن الرجل جاء وجالس يضع خطة طول مدة عقده.
ـ بالمناسبة ما هي مدة عقده بالضبط؟
عقده مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ثلاث سنوات ونصف تقريبا.
ـ وماذا حدث بعد ذلك؟
حقيقة أسفت كثيرا أن الرجل بدأ يسمع هذه الأسئلة بشكل كثير والرجل متحمس ويريد أن يعمل ووضع معنا الخطط اللازمة لمشواره مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ويريد أن يشرف عليها ولو ذهب (لا سمح الله) فأعتقد أن السبب المباشر هو تلك الأسئلة .
ـ لكن مصادر تلك الأخبار تأتي من الخارج وليس من الداخل .. وحق مشروع أن يتأكد الإعلام من صحتها؟
لا طبعا، لكن دعني أوضح شيئا معينا وهو أن المدربين في العالم مستويات أول وثاني وثالث، وريكارد من المستوى الأول، قد تكون المرة الأولى الذي يحضر إلينا مدرب مستوى أول بعد البرازيلي كارلوس البرتو، أعتقد ريكارد ثاني مدرب بهذا المستوى.
ـ لا هناك البرزيلي زاجالو والهولندي ليوبنهاكر كلهم ذات المستوى رقم واحد؟
هذا الكلام صحيح، ولكن ريكارد عنده الكثير ليضيفه للكرة السعودية، ولكن الرجل يحتاج إلى وقت محتاج تقدير، نحن لم نحضر ريكارد من أجل تأهيلنا لكأس العالم، إنما قلنا له نريدك أن تساعدنا لنغير نهج الكرة السعودية بشكل عام، صحيح أنه سيكون مدرب المنتخب الأول، ولكن قلت له فيه أمور كثيرة في الكرة السعودية تحتاج شخصا بحجم وبفكر وخبرة ريكارد ليساعدنا لتغييرها، الآن أنا قبل لحظات من إجراء هذه المواجهة كنت في اجتماع مع المستشار الفني للاتحاد السعودي لكرة القدم الأسباني رودريقوا وهو بالمناسبة عمل ضخم وجبار وراح يكون هناك تغييرات كثيرة على مستوى المنتخبات وعلى مستوى المدربين والأجهزة الفنية والإدارية، فلك أن تتخيل أن هذا المستشار الذي يشرح لنا الآلية التي سوف ننتهجها كان قبل أربعة مواسم مدربا لنادي ريال مدريد هذا الرجل كان يقف في محل مورينيو في النادي الملكي حاليا وهذا ما حدث من قبل، ومدرب برشلونة قبل خمسة مواسم يدرب منتخبنا الأول وكذلك لم يحدث هذا من قبل ، إذا نحن جالسين نجلب كوادر نجحوا واخترقوا سقفاً معيناً في كرة القدم جلبناهم لكي يضيفوا الشيء الكثير للكرة السعودية ، لذلك لا أرى ما يبرر كثرة السؤال هذا بيمشي هذا سوف تلغون عقده .. ترى هذا ما في رأسه شيء وترى هذا مدري كيف، أسئلة كثيرة تواجهنا ونحن لازلنا في بداية الطريق .
ـ دعني أقاطع إجابتك وتحديدا في شخصية المدربين الأوروبيين معنا بالذات ولنا على سبيل المثال حالات مشابهة كثيرة مثل البلجيكي جيريتس مدرب الهلال عندما رحل ومدرب الأهلي الصربي ميلوفان كلهم ظهرت عليهم أخبار من الخارج وبالتالي رحلوا في عز احتياج أنديتهم لهم .. السؤال إلى متى؟
كلامك صحيح وعلى العين والرأس ولكن بعض المدربين يتركون أنديتهم لأنهم غير مرتاحين هنا في السعودية، والأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس الهلال ذكر قبل أيام في مقابلة عبر الفضائيات فهمت منه أن أحد المدربين جيريتس أو لا أعلم من هو تحديدا فهمت من حديثه أن حياته أو (اللايف ستايل) لا يتناسب مع وجوده هنا وذهب، إذن هذه مشكلته كمدرب، لحسن الحظ أن ريكارد مرتاح هنا في السعودية، عائلته موجودة معاه زوجته وطفله.
ـ ريكارد هل ارتاح في الرياض وإلا في الخبر؟
نحن عرضنا عليه مقر سكن في الرياض وجدة والدمام وقلنا له هذه أكبر المناطق في السعودية، وقلنا له إن هناك مناطق أخرى لو حبيت تسكن فيها عندما كنا في الاجتماع بعد توقيع العقد في لندن، وعندما حضر اختار المنطقة الشرقية.
ـ لكن هناك من يؤكد أنك اخترت له المنطقة الشرقية لقربها من مسقط رأسك؟
هذا الكلام غير صحيح .. وقال ضاحكا أنا أتواجد في الرياض أكثر من المنطقة الشرقية .
ـ دعنا نعود لمواجهة ٢٩ فبراير .. إذا لم نتأهل لمونديال البرازيل ماهي الخطط المستقبلية والبديلة؟
لا يوجد خطط بديلة، إنما هناك سيناريوهان اثنان، إذا تأهلنا للمرحلة النهائية فمبارياتنا ستتحول إلى مباريات ودية هذا أهم تغيير في الموضوع، ثاني أهم تغيير أن التشكيلة التي سوف نستخدمها في المباريات الودية ستكون مختلفة بشكل كبير جدا عما ترونه الآن.
ـ أفهم من حديثك أن هناك تنازلا عن ضم بعض النجوم الحالين؟
لا لا ما فيه تنازل عن بعض النجوم ولكن سيتم عملية الحقن للشباب الجدد ستكون أسرع.
ـ إذاً أعيد وأقول هو تنازل عن النجوم؟
لا ما فيه شيء اسمة تنازل عن بعض النجوم، لأن هدفنا بعد هذا كأس آسيا.
ـ لكن الهدف الجماهيري المباشر هو التأهل لكأس العالم؟
طبعا ما في مجال للشك .. نحن الآن قمنا بتشكيل لجنة شكلت من أجل دراسة وضع المنتخب الأولمبي وماذا حدث له وكيف نجهز منتخبا أولمبيا قويا لـ ٢٠١٦، نحن لم ننتظر تأهلنا لأولمبياد لندن أو لم نتأهل، ونفس الشيء ينطبق على كأس العالم، ماهو مستحيل أنك لا تتأهل للمونديال ولا هو مستحيل أن تتأهل في النهائيات، الفرضيتين بالإمكانيات موجودة، ولولا أن هذه الإمكانيات لما تم عمل تصفيات، ولقالوا هذه المنتخبات رائعة خلوها تتأهل بشكل مباشر، فالتصفيات موجودة لأنه لازال هناك أمل أن تتأهل أو ما تتأهل، بالفعل نحن مررنا بعقبات ولا نريد أن نعيدها، فأنا أقول إن تأهلنا وهذا هو المطمح فلدينا خطة، وإذا لم نتأهل فالخطة الأخرى موجودة، نحن واضحون ولا يوجد شيء نخشاه ولا يوجد ثلاث خطط فقط اثنتين.