2012-05-27 | 23:01 حوارات

كانوا يضحكون علينا وتغيّر كل شيء

مشاركة الخبر      

كانوا يضحكون علينا وتغيّر كل شيء
 بكل صراحة وشفافية واجه مدير عام القنوات الرياضية السعودية عادل عصام الدين أسئلة «الرياضية» التي شملت جميع ما يخصه ويخص القنوات الرياضية من سلبيات وأسئلة حائرة كانت تحتاج إلى إجابة شافية.. وفي أول لقاء صحفي موسع له منذ 8 سنوات وتحديداً منذ تسلمه منصبه في القناة اعتبر قرار نقل القناة الرياضية لدوري زين السعودي للمحترفين نقطة تحول رئيسية وقفزة كبيرة للقناة رغم أنها تأخرت إلا أنها بادرة رائعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز، واستغرب مغادرة الإعلاميين الرياضيين للساحة الرياضية بعد أن وصلوا إلى مرحلة النضج، مشيراً إلى أنه يتفق مع من يطالب بمغادرة الكبار في السن الذين يعملون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب أو أيّ وزارة أخرى، واعترف بتقصيرهم في ما يتم تقديمه من برامج خاصة وأنهم الناقلين الحصريين للدوري.. وتطرق إلى المتعاونين في القناة وعدم حماسه لبقائهم، مؤكداً أنه يسعى إلى تقليصهم، كل ذلك وأكثر يتم نشره على جزءين، وها هو الجزء الأول:

ـ متى بدأت العمل كمدير للقناة الرياضية؟
بدأت بالضبط قبل 8 سنوات، حينما كانت قناة واحدة، والآن أصبحت قنوات رياضية ولله الحمد، ولم أكن أحلم بهذا اليوم أو أفكر أن تصبح 6 قنوات في يوم من الأيام أو ننقل سبع مباريات في وقت واحد.. كان التفكير في قناتين أو ثلاث، والحمد لله اختارني وزير الإعلام السابق إياد مدني كمدير عام، وقبلها كنت رئيساً لتحرير مجلة عالم الرياضة التي تحولت فيما بعد إلى صحيفة يومية وحققت نجاحاً لكن يبدو أن التجربة لم تكن ناجحه لوجود صحيفتين رياضيتين متخصصتين تصدران من شركة واحدة.. وضمت عالم الرياضة للشرق الأوسط.. والآن تعتبر من أنجح الصفحات الرياضية وكذلك صحيفة الرياضية التي تعتبر أول صحيفة تأسست، وما زالت محافظة على نجاحها وشعبيتها رغم ظهور مطبوعات رياضيه متخصصة أخرى، وعموماً السوق يستوعب بتواجد صحيفة الرياضي والنادي، وهي الأخرى ناجحة، لكن تظل الرياضية لها موقعها وشعبيتها.
ـ هل تحققت طموحاتك في القناة؟
يمكن تحقق كثير منها ولله الحمد، ومفترض ألا يتكلم الشخص عن نفسه، ولكن في حدود الإمكانــــات المتاحــــــة وعلى مــدى 8 سنوات تحقــق الكثيـر، صحيح أننا تأخرنــا في تحقيــق بعـــض ما كنت أطمح له لكن الحمد الله، وسأضرب لك مثالاً بسيطاً حينما أتيت إلى القناة الرياضية كانت تبث على مدى 14 ساعة وأحياناً 15 ساعة، فقلت مفترض أن تبث القناة 24 ساعة فضحكوا على كلامي وقالوا: مستحيل! وأصبحت بعد فترة وجيزة تبث 24 ساعة والآن قناة رياضية ثانية 24 ساعة، بل بالعكس أصبحت 6 قنوات.
ـ ولكن بقية القنوات مغلقة تبث لنقل المباريات فقط؟
بالتأكيد مستحيل تبث جميعها 24 ساعة لسببين أولاً النشاط الرياضي أقل من أنك تخصص 6 قنوات، أين الأحداث الرياضية؟ نفترض في فصل الصيف مثلاً ماذا سنقدم؟ والشيء الآخر أن الإمكانات الفنية لا تساعدنا، وحتى القنوات الأخرى التي سبقتنا وأخرى مازالت قائمة تخصص بعض القنوات للمباريات فقط كما كانت تعمل الـ art، ونحن هدفنا في الـ 6 قنوات نقل أكبر عدد ممكن من المباريات، وفي الحقيقة لم أتوقع أن ننقل 7 مباريات في وقت واحد كما حدث في الجولة قبل الأخيرة من دوري زين واقتحمنا القناة الثانية الإنجليزية لنقل مباراة، وتجاوب مسؤولو القناة مشكورين بإشراف الأخ سليمان الحمود.
ـ ما هي أبرز الملاحظات التي كانت تزعجك؟
كنت دائماً قبل بداية عملي في التلفزيون انتقد تركيز العمل داخل الإستديو ومفترض أن يتم الخروج للشارع وأن تتاح الفرصة للصحفيين بشكل أكبر، فمنذ كنت أقدم الإستديو التحليلي كانوا جميع ضيوفي من الصحفيين، وافتخر واعتز كثيراً أنني بدأت من الإستديو التحليلي وكثير بدأوا عن طريقي، ولا توجد قناة في العالم فتحت مجالاً واسعاً أمام الإعلاميين لدخول الإستوديهات والمشاركة بآرائهم مثل القناة الرياضية.. طبعاً لأنني أساساً صحفي ومقتنع تماماً أن أغلب الإعلاميين السعوديين الذين بدأوا بنجاح من خلال الصحافة ومن ثم انطلقوا، لذلك استقطبت القناة على مدى السنوات الماضية عدداً هائلاً من الصحفيين، بعضهم حقق نجاحاً كبيراً من خلال التلفزيون بعد أن أتيحت لهم الفرصة.
ـ هل تشعر أنك وضعت بصمتك في القناة؟
أنا أتصور ذلك على الأقل كثير من الأفكار التي كنت مؤمناً بها كصحفي وقدمت الكثير من الإعلاميين، ويكفي أن من قدمني لعالم الإعلام (صحفي) وما زلت أعتز به حتى الآن وهو أستاذي هاشم عبده هاشم وعمر مخاشن -يرحمه الله-، وهذا ليس عيباً.. وأنا أقدّر من يعتز بأساتذتهم ولا يتنكر لهم؛ وهناك العشرات من الإعلاميين أتيحت لي الفرصة أن أتيح لهم الفرصة أيضاً، ومنهم من يتنكر هذا الجميل وأنا أستغرب هذا الشيء.
ـ لا يوجد اسم واضح ينوب عنك في غيابك.. بمعنى من هو نائبك؟
الأخ غانم القحطاني هو نائبي الذي يعتبر كفاءة ممتازة وناجحاً، وأغلب تركيزه على الدوري وهو أساساً كان في القناة الرياضية منذ فترة طويلة ونجحنا في خطفه من قناة art بعد أن غادر القناة الرياضية لعدم وجود الإمكانات المادية لبقائه، ولكن تغير الوضع بعد وجود الأمير تركي.. وأرجو أن يعرف القارئ أنه بفضل توجيهات ودعم الأمير تركي بن سلطان استقطبنا أسماء كثيرة حتى لو لم تنتمِ للقناة بصفة رسمية، لكن بدعم من شركات كشركة الخبير التي تدفع للمحللين والمعلقين وبعض الموظفين ضمن شروط العقد.
ـ ما أبرز تحولات القناة من وجهة نظرك؟
هناك تحولات تدريجية كثيرة لكن أرى أن التحوّل الرئيس والقفزة الكبيرة كانت في بداية هذا الموسم بحصول القناة الرياضية على حقوق نقل الدوري السعودي، وأنا شخصياً كنت أول من حارب وطالب وكتب وذهبت للمسؤوليين، وللأمانة يجب أن يقدم الجمهـــور السعودي الشكر ليس للقناة الرياضية أو أنا كمسؤول إنما لباني نهضة البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير نايف بن عبدالعزيز.. فصحيـــح أن الخطوة تأخرت إلا أنها تحققت، فكنا من 30 سنة نشكر الحكومة على المنشآت الرياضية وتوقفت وننتظر منشآت جديدة.. فأيها المشاهد العزيز أنت تشاهد المباريات بدون بطاقات مع الاحترام لكل من شكك في إمكانات القناة الرياضية السعودية.
ـ من المستفيد الأكبر من هذه النقلة؟
بخلاف الجمهور الذي أصبح يشاهد هذه المباريات مجاناً، قامت وزارة المالية بعد القرار السامي الحكيم والممتاز والرائع والتاريخي بتقديم الكثير من الدعم فنيّاً وتقنيّاً وبشريّاً وماديّاً إلى جانب الإعلام الذي نال دعماً كبيراً جداً من قبل وزارة المالية، تصور لم ينته الموسم إلا واتحاد كرة القدم والأندية الرياضية حصلت على حقوقها عن طريق وزارة المالية في الوقت المناسب، وجاءت هذه النقلة لتحقق رغبات المواطنين والمشاهدين ولدعم كرة القدم السعودية ولدعم الإعلام السعودي وسمعة الإعلام السعودي.. والشكر لله أولاً ثم للقيادة ولوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وجهود نائب وزير الثقافة والإعلام للشئون الإعلامية الأمير تركي بن سلطان الذي سخره الله لهذا المجال، فهو رجل يحب الرياضة ورجل إعلام ومتخرج أكاديمي وله خبرة طويلة، ولا يمكن للقنوات الرياضية الـ 6 أن تنشأ لولا وجود الأمير تركي، والرياضة السعودية تعتمد على حماس وطموحات الأمير نواف بن فيصل الذي يحتاج إلى من يقف خلفه ودائماً كنت أقول في عهد الأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- كان يعتمد على جناحين داخلي وهو الدكتور صالح بن ناصر، وخارجي وهو عثمان السعد، والآن في عهد الأمير نواف بن فيصل يعتمد على جناحين قويين جداً من خارج منظومة الرئاسة أولاً في حقل الرياضة رجل خبير يحب الرياضة ويملك خبرة هائلة وثقافة عالية ونضج ووعي كبير وهو الأمير خالد بن عبدالله وأنا أقول إنه يدير الرياضة من خارج الكرسي الرسمي ونفس الشيء يصنعه الأمير تركي بن سلطان، وكثير من الناس لا يشعر بذلك لكني أقولها من واقع تجربة وقرب من الأمير تركي له دور كبير في تطور الإعلام الرياضي ليس على مستوى التلفزيون فقط إنما على مستوى الصحافة كونه نائب وزير الثقافة والإعلام للشئون الإعلامية التي ينطوي تحت لوائها الصحافة، وهو رجل يتابع ويقرأ ويوجه، نحن لدينا حاليّاً لجنة خاصة بالصحافة الرياضية يفترض أن نجتمع.. فالأمير تركي كوّن لجنة اسمها «لجنة النشر الرياضي» تختص بمتابعة وكيفية تطوير أداء الصحافة الرياضية وليس التلفزيون بدعم من وزير الثقافة والإعلام، كل هذا بمعنى أن الأمير نواف بن فيصل لا يعمل لوحده بطريقة غير مباشرة، ويكفينا أن رجلاً مثل الأمير خالد بن عبدالله ما زال موجوداً حتى لو كان بصفة غير رسمية بخبرته.. فأنا حضرت له كلاعب وكإداري وكرئيس نادٍ وكعضو شرف وكرئيس أعضاء شرف؛ رجل يشارك في التطوير الرياضي، نفس الشيء بالنسبة للأمير تركي بن سلطان، نحن خسرنا الكثير من الكفاءات التي من المفترض ألا تغادر، الآن أيّ إعلامي رياضي يتصل بالأمير تركي بن سلطان يجد رحابة الصدر والكلمة الطيبة والدعم.. ففي السابق كانت كثير من الأفكار لديّ لكن لا نستطيع تنفيذها على أرض الواقع وعندما جاء الأمير تركي بن سلطان تغير الحال.
ـ ألاحظ أنك تركز كثيراً على التسرب في المجال الرياضي؟
الحقيقة أنا كتبت في هذا الموضوع كثيراً، نحن مع الأسف الشديد التسرب لدينا عالٍ على مستوى اللاعبين، ولا أعرف لماذا نحن البلد الوحيد في العالم الذي إذا وصل فيه الإعلامي الرياضي إلى مرحلة النضج غادر الساحة؟.. وأعتقد أن السبب في النظام نفسه لا يشجع مع الأسف، بينما تجد العكس في العالم الآخر يصلون إلى الثمانينيات والتسعينيات ومازال لديهم عمود يكتبون فيه، فالبعض للأسف يقول متى يغادر هذا الشايب؟.. وأنا أوافقه حينما يوجه هذا الكلام إلى موظف في رعاية الشباب أو أيّ وزارة ولكن في مجال الإعلام الوضع يختلف فالإعلام موهبة في الأساس وهواية مرتبطة بالإبداع، وكلما ازدادت سنوات العمر ازداد النضج والحكمة الوعي والفكر الأفضل.. أحزن من تسرب الإعلاميين بعد أن وصلوا إلى مرحلة النضج، ويأتي شخص جديد يتعلم على رؤوسنا الحلاقة.. وأفرح بوجود سعد المهدي ومحمد العبدي وغيرهما من هذه الأسماء الجميلة التي أتمنى استمرارها؛ فنحن كبار في السن بالنسبة للفكر المتخلف في الوسط الرياضي، ولا يجب أن يستمر رئيس التحرير في الصحيفة لأكثر من 10 سنوات كما يقول عثمان العمير لابد من تغير الفكر ويشوف مكاناً آخر طالما الشخص مرتبط بالإبداع.
وأعود إلى حديثي عن التسرب فليس من الضروري تمنح الفرصة لمشجعين وأطفال صغار يكتبون ومفترض أن يكون التوجيه من كبار السن الذين يملكون الخبرة لأنك لا تحتاج إلى معلومة فقط، بل تحتاج إلى فكر وهي مشكلة إعلامنا الرياضي، فنحن نتكلم كثيراً عن التعصب ونسينا أهمية الفكر الرياضي.
ـ ما رأيك بعدد البرامج في القناة هل هي قليلة أم كثيرة من وجهة نظرك؟
قبل أن نحصل على الدوري السعودي كان الأغلبية يضحكون على القناة الرياضية ويقولون: ما عندكم إلا برامج وهذا صحيح لعدم وجود أحداث علماً أننا قد نكون القناة الوحيدة التي تنقل مسابقات الطائرة واليد والسلة والسباحة وألعاب قوى وحتى كرة الماء غير المعروفة والإسكواش وننقل كل الألعاب المختلفة.
ـ هل أنت راضٍ عن هذه البرامج التي تُقدم الآن؟
بعض البرامــــج توقفت وأنا اعتبرها برامج ناجحة جداً ومعظمها كانت من إفكاري لكن الآن البرامج أصبحت زائدة، فنحن نختصر حينما تقدم 4 أو 5 برامج قوية أفضل من الكم، فمثلاً برنامج الملعب برنامج ناجح جداً، برنامج يومي لا يقل عن البرامج اليومية الأخرى واستقطبنا مذيعاً ناجحاً له وهو عادل الزهراني وفي برنامج مساء الرياضية الأخ رجاء الله السلمي مذيعاً ناجحاً.. وأنا أقول: هناك عمود فقري لدينا في البرامج الأساسية التي تحظى بالاهتمام وهي برنامج الملعب اليومي وبرنامج مساء الرياضية الأسبوعي وبرنامج الدليل القاطع مع بدر الفرهود وبرنامج إرسال اليومي، ونجحنا في استقطاب ماجد التويجري الذي يملك علاقات أعجز أنا عن جلبهم، وبرنامج «في الثمانيات» الذي يعتبر من أنجح البرامج الأخيرة ويقدمه محمد الدرع كل يوم خميس يركز على قضية معينة.
ـ ولكنها نسخة مكررة من برامج أخرى كالجولة وكورة وغيرها؟
جميع البرامج التي ذكرتها جاءت بعدنا، فبرنامج كل الرياضة أقدم برنامج رياضي تلفزيوني عربي بدأ من القناة الثانية الإنجليزية وتطور، صحيح أن البرنامج لم يكن قوياً، ويفتقد للجرأة لكنه كان برنامجاً ناجحاً وأتذكر زميلنا سليمان المطيويع الذي كان يقدم كل الرياضة، وأنا استغرب مثلاً مرة في برنامج مساء الرياضية كنت أحد المشاركين فيه وانتقدني صحفي وكتب بالحرف الواحد أنني أقلد زميلنا محمد نجيب حينما أحضرنا هلالياً واتحادياً ونصراوياً وأهلاوياً مثل خط الستة وحتى لا يصبح التقليد 100% أضفنا ضيفين!.. وأنا لا أريد أن أقول إن برنامج المجلس تقليد لمضارب البادية، ومضارب البادية برنامج كانوا يجلسون في الخيمة من أيام ابن شلاح المطيري -الله يرحمه ويسكنه الجنة- ويقدمون البرنامج، هل يعقل أن أقول هكذا؟.. لا لا، بالطبع هذي برامج يا أخي موجودة فيه مواجهات في كل العالم برنامج القضايا وبرنامج مسابقات وكل الرياضة حتى في أوروبا موجودة، ولكن في السعودية أول برنامج من هذا النوع هو برنامج كل الرياضة وحتى برنامج الجولة ناجح وبرنامج تركي العجمة وهو من أفضل المذيعين لكن الفكرة سبقهم فيها القناة الرياضية ولم نقلدهم.
ـ هل معنى ذلك أنهم من قام بتقليدكم؟
لا.. ليس بهذا المعنى هي مثل العمود الصحفي هل الكاتب يقلد الآخر، يعني إذا لم تقدم برنامج مواجهة وبرنامج قضية وبرنامج يومي يواكب الأحداث ماذا ستقدم؟.. هذه قوالب موجودة أصلاً وهي ترتبط بأيّ قناة موجودة في العالم وليست من إبداع القناة الرياضية ولا القنوات الأخرى ابتدعتها.
ـ ألا تعتقد أنكم تستطيعون تقديم برامج أفضل مما يُقدم حاليّاً.. خاصة وأنكم الناقل الحصري للدوري السعودي؟
معك حق 100% وأنا أقول مثل هذا الكلام طالما أننا نملك الحقوق يجب علينا تقديم الأفضل، وسأعطيك مثال يعني مدير البرامج الأخ بدر الفرهود متمكن جداً ويقوم بدوره على أكمل وجه، ولكن المسألة تضيع بين الانشغال وبين الانتظار، أحياناً اعتبر نفسي مشاهد والتلفزيون يملك حقوقه أتمنى أشاهد شيئاً من خلف الكواليس، مثل الصحف كانت ترصد (شي ما شفتوه)، أريد رصد ما يحدث في المدرجات من خلف الكواليس، نحتاج معرفة حياة اللاعبين وكان الأمير تركي مهتم ببرنامج معرفة حياة النجوم الخاصة، علما أنه يوجد برنامج سيرة الذي يقدمه عبدالله الحصان يركز فيه على اللاعبين القدامى، وهو برنامج ناجح؛ لكن أريد برنامجاً على النجوم في الفترة الحالية، وأصادق على كلامك نحن بحاجة إلى برامج أكثر إثارة وأفضل متابعة وبرامج ميدانية، وسيكون هناك تغيير في السنوات المقبلة، بعد أن اعتمدنا في السنة الحالية على التغطية ونجحنا ولله الحمد.. ويوجد لدينا أيضاً اهتمام بالألعاب الأخرى يوجد برنامج (أجواء سلاوية) الذي يقدمه وهيب خليل، وبرنامج الألعاب المختلفة لعيسى الجوكم، وبرامج في كرة اليد، وباقي كرة الطائرة بإذن الله.
ـ بما أنك تطرقت للبرامج الأخرى هناك فارق كبير في الإستديو الذي يقدم لدوري زين والإستوديو في الدرجة الأولى من القصيم وكذلك برامج الألعاب الأخرى؟
كلامك صحيــــح ولهذا السبب نحن نتجه للملاعب في بعض المدن أحياناً لأننا لا نحتاج إلى ديكور وتعايش أجواء المباراة، وتحتاج الإستوديهات في المدن الأخرى إلى اهتمام أكبر حتى لا يكون هناك فارق كبير، وهذا ما سيحصل في السنوات المقبلة، والحمد لله انتهينا من الإستديوهات في الرياض ولدينا الآن نظام إستديو الفيديو الجديد.
ـ هناك ضعف واضح في أغلب معدي البرامج؟
لو سألتني عن الإعداد بعد تجربة 8 سنوات ماهي أكبر معاناة واجهتك سأقول إنها ليست فنية ولا المعلقين ولا المذيعين ولا الإخراج وحتى المراسلين وإنما أكبر مشكلة واجهتها في المعدين، السبب أن المعد -أنا- أعتبره صحفياً، والمشكلة حتى الصحافة تعاني من عدم وجود المتفرغين المتخصصين المتحمسين الطموحين الذين يملكون الموهبة، الإعداد بالذات يحتاج إلى موهبة 100% مع الأسف الشديد أن البعض يقول أنا أريد أن أكون معداً وهو لا يملك الموهبة والقدرة، فلابد من الموهبة والشهادة ويقرأ ويتابع ولغته ممتازة، فإذا لا يجيد الكتابة باللغة العربية ولديه أخطاء نحوية وإملائية فكيف يصبح معداً؟.. المذيع يقرأ لكنه يجب أن يعتمد على معد قوي، ولأكثر من مرة كنت أطالب بإغلاق أقسام الإعلام في الكليات لأنها لا تستطيع أن تقدم لنا معدين جيدين، فإذا لم تخرج لي المعد الجيد ما الفائدة من القسم؟.. أنا لا أريد شخصاً لديه شهادة ويقول أنا عندي بكالوريوس إعلام ومع الأسف الشديد أنا كنت في الصحافة أعاني من خريجي قسم الإعلام والآن نفس الشيء يأتينا خريج من قسم الإعلام لديه شهادة ونقول له نريدك معداً والله ما يعرف يكتب سطر واحد، تقول تصير مخرج، يقول والله ما عندي فكرة، طيب تصير مذيع تجده (يتلكك) طيب ما الفائدة من دراستك؟.
ـ لماذا لا تقيموا دورات للمعدين؟
فعلاً نحن نعاني من عدم وجود دورات لهم، ولا نعرف كيف نصل للموهوبين وحتى لو تسأل في الصحافة أيضاً يعانون من المعد المحترف الذي تخرج المادة منه بدون تصحيح ولا نقص في المعلومة وكتابة العناوين، ومع ذلك الأمير تركي بن سلطان كانت فكرته في إقامة الدورات، وطالبني بالاجتهاد على إقامة دورة ليس للمعدين فقط بل المذيعين والمراسلين في معهد الأمير أحمد بن سلمان -يرحمه- وهو من المعاهد الناجحة، ومن الجميل أن يكون هناك معهد يحمل اسمه، بدعم من رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق الأمير فيصل بن سلمان، لكننا بحاجة إلى دورات أخرى لأن الدورات التي عملناها كانت قصيرة، وأنا من مؤيدي إرسال المعدين لخارج السعودية للتعلم والاستفادة، ولاحظ لدينا 22 معد ولا أنكر أن لدينا معدين جيدين لكن بشكل عام هناك معاناة والدليل إذا جهزنا معدين جيدين تخطفهم قنوات أخرى كما حصل معنا أسماء كثيرة غادرت القناة، وأنا زعلت عليهم، لأنني أتفاجأ إذا جلبت معداً وتفتح التلفزيون فجأة وأشاهد اسمه أو مذيعاً في قناة أخرى بعد أن ترك القناة الرياضية دون أن يقول السلام عليكم.. بتكون صعبة ولا أريد ذكر أسمائهم، ما المانع أن تقول شكراً ما قصرتوا تجربة حلوة.. وأنا أستغرب مثل هؤلاء لا يحافظون على خط رجعة فمن الممكن أن تقفل القناة التي ذهبت إليها أو الصحيفة، وجميع من غادر القناة لا يوجد بيننا وبينه أي شيء.
ـ كم معدل الصرف التقريبي على القناة؟
نحن قناة حكومية رسمية الأمور متداخلة في الإستوديوهات والبرامج التي نشتريها لكن الصرف زاد عن السابق فلاحظ أننا نعمل أشياء لا تعملها أيّ قنوات أخرى بدعم من معالي وزير الثقافة والإعلام وفكر وحماس الأمير تركي بن سلطان.. مثلاً اعتزال اللاعبين لا توجد مباراة اعتزال إلا كانت القناة الرياضية راعية لها، وأحياناً نعطي اللاعبين مبالغ مرتفعة ولا أقول إنهم لا يستحقوها، فنعمل أشياء لم تعملها حتى القنوات التجارية كان أخرها اعتزال لاعب الرياض سدوس في الصالة المغلقة، وأحياناً ندفع أموالاً في مناسبات أومن أنها لن يكون لها عائد إلا أنه دورنا كوظيفة رسمية وتلفزيون حكومي كتكريم لمن خدموا الرياضة السعودية.
ـ هل يتم صرف مكافآت ورواتب العاملين دون تأخير؟
أولاً لابد أن يعرف الجميع أن لدينا 3 فئات: موظف رسمي حكومي حسب المرتبـــة وأنا واحد منهم وموظفون بعقود، وهناك متعاونون (بدون عقد) وهم موظفون في جهات حكومية أخرى، والفئة الأخيرة يحصلون على مبالغ مالية تتراوح ما بين 2000 إلى 4000 ريال نظير عملهم في المساء، ونحاول الآن تقليصهم في ظل معايشتنا لعصر التخصص والتفرغ، واتخذت الدولة خطوة حكيمة وجيدة مؤخراً وهي توقيع مئات العقود مع الشباب السعوديين المتفرغين، وبالتالي بدأ يتضاءل عدد المتعاونين مع توقيع عقود للمتفرغين، وبصراحة أنا لا أتحمس للمتعاون إلا إذا كان مميزاً جداً لأنه يخرج عن سيطرتنا وصلاحيتنا ومن المفترض أن يكون موظفاً رسمياً حتى تستطيع مكافأته ومعاقبته، وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه الجميع بعقود أو موظفين رسميين.
ـ ولكن هناك متأخرات 4 أشهر للمتعاونين؟
مكافآت المتعاون حسب نشاطه لأنه لابد أن يأخذ وقته في التقارير وحتى ترى عمله وترفع لوزارة المالية، بمعنى أن وضعهم ليس الأسلم للأداء الأسلم وأعود وأقول إن الدولة اتخذت قراراً رائعاً بالعقود، ولاحظ جميع المصورين في القناة بعقود وهم شباب صغار في السن.
ـ لماذا لا يوجد رعاة للبرامج؟
لا أستطيع الإجابة بتوسع لأنها تتعلق بأمور مادية وإدارية تنظيمية ليس لها علاقة بالقناة بشكل مباشر، لكني أقول: انتظروا مستقبلاً، ويفترض أنه يكون هناك رعاة ولا يعني عدم وجودهم أنه خلل بالقناة إنما الأمر متوقف على إجراءات معينة إدارية وتنظيمية تتعلق بالعلاقة بين وزارة الإعلام ووزارة المالية، وهذه السنة الأولى تجربة ويكفي ما نفذناه، فيكفي أيّ مباراة تفوت المشاهد يستطيع مشاهدتها عن طريق موقع القناة، وهذا بفضل قيادتنا الحكيمة ودعمها اللامحدود، فكنت أرى أنه من العيب الكبير أن التلفزيون الرسمي مغيب بينما قناة تجارية وغير سعودية تنقل الدوري، رغم أن الناس لم يكونوا يرغبوا في هذا القرار وكان هناك نقد شديد وعنيف في البداية، لكن الحمد لله خف النقد الآن لأن الأخطاء قليلة وأقول انتظروا الموسم المقبل وشوفوا الفرق.