(طارق التويجري) يقدم درسا في النقد ويُحرج (قاروب)
الرياض ـ عبدالله القحط
استضاف برنامج إرسال، الذي تعرضه قناة الرياضية السعودية ويقدمه الزميلان بندر الشهري وماجد التويجري، يوم أمس المهندس طارق التويجري، وليست الاستضافة هنا سبباً في كتابة هذه المادة، فظهور المهندس طارق أصبح أمراً معتاداً، ولا المناصب التي تولاها أو يتولاها محفزاً للكتابة عنه، بل ما يؤكده التويجري في كل مرة يظهر فيها من تميّز في الفكر وجودة في الطرح.
وفي حلقة الأمس من إرسال، طرح الزملاء في البرنامج قضية الساعة، وهي (بيان المحامي ماجد قاروب)، ولن أخوض في تفاصيل البيان فليس هذا مكانها، ولا في محتوى ما علق به ضيف البرنامج طارق التويجري، ولكني سأركز على جانب أكثر أهمية، وهو تجسيد النموذج المطلوب لـ(الناقد)، في كل المجالات بشكل عام، والرياضي بشكل خاص، ومما رصدته من نقاط مميزة للمهندس التويجري ما يلي:
التحضير الجيد
كعادته في كل حضور، كان المهندس طارق قد حضّر للموضوع الرئيس الذي كان من الطبيعي أن يُطرح في البرنامج، فاستحضر مواد قانون تؤيد وجهة نظره، وتكشف أخطاء الطرف الآخر، مفنداً بقراءة النص وذكر رقم المواد بعض ما قاله قاروب.
المباشرة في الطرح
بلغة واضحة بعيدة عن التشويه، وسالمة من التقعر، كان المهندس التويجري يطرح كل فكرة بشكل مباشر يصب في عمق الموضوع، وبطريقة يسهل فهمها واستيعابها من المتلقي أيا كان.
النقد الموضوعي
يُحسب للتويجري أيضاً أنه وبالرغم من حساسية الموقف والحماس الذي بدا عليه في تفنيد (بيان قاروب)، إلا أنه لم يتجاوز أبداً بحق قاروب، وكانت جميع النقاط التي ذكرها تصب في عمل قاروب ومحتوى تصريحاته أو بيانه.
إن طرح نموذج كهذا والحديث عنه لا يهدف لإرضائه شخصياً، رغم استحقاقه، بل الهدف الأسمى أن يصبح بيننا أكثر من نموذج تستحق الإشارة لها والحديث عنها إشادة لا ذمّاً، فطارق التويجري وقلّة من أمثاله يُعدون (مدارس) مميزة في النقد، يتمنى الكثير أن يُستفاد من طرحهم وتجاربهم لتتحول القلة إلى كثرة.