2013-02-03 | 03:00 حوارات

لماذا طردتم مكتشف ميسي؟

مشاركة الخبر      

 



يبدو أن الرياضة هي القاسم المشترك في كل شيء، إذ يمكن من خلال الحديث عنها أو تناقل أخبارها جعل فرصة التواصل مع السياسي أو الاقتصادي أو غيرهما ممكنة بل ومدخل هام لفهم


ما يدور في داخل الطرفين تجاه قضايا أخرى أبعد وأعمق، وهذا ما حدث مع رجل أعمال أرجنتيني هو خوان رودريجز الذي جمعتنا به الصدفة وحدها بمناسبة ترويجية لإحدى الشركات الإلكترونية في الرياض، حيث تجاذبنا معه أطراف الحديث حول كرة القدم عشق الملايين في العالم، وأبدى إعجابه الشديد بمستوى المنتخب السعودي الأول الذي لعب أخيراً أمام بلاده الأرجنتين، فيما أبدى استغرابه من إقالة المدرب الهولندي فرانك ريكارد مكتشف ليونيل ميسي على حد تعبيره. وكشف أنه متيم بحب بن جلدته ميسي أفضل لاعب في العالم لأربع مرات متتالية، وهو إنجاز غير مسبوق لم يحققه أساطير الكرة مثل بيليه ومارادونا وكرويف أو حتى بلاتيني. أيضا كشف عن بعض المقارنات بين نجوم الأرجنتين الذين سطعوا في سماء كرة القدم العالمية أمثال كيمبس هداف كأس العالم عام 1978 ... كما تحدث عن الجالية العربية التي تعيش في الأرجنتين وتمارس الشعائر الدينية بحرية تامة، وأشار إلى ديمقراطية الشعب الأرجنتيني وحكومته، حيث وصل إلى سدة الحكم كارلوس منعم، بينما أكد أن بعض العرب نجح في الوصول للمنتخب الأرجنتيني لكرة القدم. وننشر هذا الحوار ربما للتدليل أكثر على قدرة الرياضة وكرة القدم خاصة في تمتين جسور


التواصل بين الشعوب والتأكيد على أن تكون مفتاحاً ذهبياً للدخول لعقول وقلوب الآخرين.


 

ـ كيف هي علاقتك بالرياضة؟ أحب كرة القدم طبعا لكنها بالنسبة لي ليست اللعبة المفضلة بصراحة فأنا أعشق السباحة وركوب الخيل. ـ هل يعني ذلك أنك لم تتابع منتخب الأرجنتين الذي زار السعودية أخيراً ولعب وديا أمام السعودية؟ بالعكس شــــاهدت اللقـــاء واستمتعت باللعب المفتوح من قبل الفريقين، وأتذكــر أن المنتخب السعودي خلق الكثير من المتاعب للمنتخب الأرجنتيني ما جعل الناس والصحافة يتذكرون اللقاء القديم الذي جمـــع السعودية والأرجنتين في بطولة القارات عام 1988 بأستراليا عندما تعادل المنتخبان بنتيجة 2ـ 2، وكانت تعرف في ذلك الوقت بالكأس الذهبية، أيضا أعجبني تكتيك المدرب ريكارد الذي يحبه الأرجنتينيون كثيرا، فهو أول من قدم ميسي للعالم وأعطاه الفرصة. ـ لكن ريكارد أقيل من تدريب المنتخب السعودي؟ أستغرب قليلا ثم أجاب متسائلا: ولماذا؟ إنه مدرب كبير ومكسب للمنتخب السعودي، وفي الأرجنتين نعتبره أسطورة تدريبية لأنه استطاع اكتشاف موهبة ميسي وساهم في صقلها وراهن على نجاحه وهو ما يحدث اليوم أمام مرأى العالم. ـ هل أعجبك المنتخب السعودي الذي شاهدته أمام منتخبكم الكبير وماذا يحتاج من وجهة نظرك؟ منتخبكم أعطاني انطباعاً جيداً أمام الأرجنتين، وأعتقد أنه يضم عناصر مميزة وكان يحتاج للحظ فقط. ـ هل قدم لك انطباعاً حقيقياً عن مستوى الكرة السعودية؟ نعم، إذ أكد لي أن الكرة لديكم بخير، حيث شاهدت مواهب مميزة في تلك المباراة وأستغرب عدم إعطائهم الفرصة للاحتراف خارجيا لرفع مستوى منتخبكم، فلو لاحظتم إننا في الأرجنتين نطلق سراح اللاعبين الموهوبين من سن مبكرة وهو ما جعل الكرة الأرجنتينية أحد أكبر المصدرين للمواهب في الخارج. ـ هل تابعت بعض مباريات الدوري السعودي خلال زيارتك الحالية؟ للأسف سأغادر إلى أوروبا قريبا للعمل، وإذا سنحت الفرصة سأشاهد المباريات المتاحة. ـ دعنا نتحدث عن الشأن الأرجنتيني الرياضي.. كيف ينظر الشعب الأرجنتيني للأسطورة الحديثة ميسي؟ ميسي هو أمل كل الأرجنتين، والشعب الأرجنتيني ينتظر تتويج منتخبه في البرازيل بالكأس الثالثة، والحديث عن ميسي يطول ولاينتهي، فأنت تتحدث عن لاعب يكسر في ذات يوم أرقاماً كانت تبدو للعالم بأنها من المستحيلات كسرها في عصر كرة القدم الدفاعية التي باتت الخطط التكتيكية الصعبة تطغى عليها. ـ كان لديكم مارادونا الذي أبهر العالم بما حققه من إنجازات، أين يضعه الأرجنتينيون الآن؟ طبعا مارادونا أسطورة خالدة ستظل في أذهاننا وكذلك الجيل الذهبي للكرة الأرجنتينية الذي حقق بطولة مونديال 1978 جيل كيمبس هداف كأس العالم وباساريلا وآرديلس وترانتيني وبقية النجوم، لكن يبقى مارادونا هو الأحب للشعب الأرجنتيني حتى بوجود ميسي، والسبب أنه حقق كأس العالم وأفرح الشعب الأرجنتيني بأسره. ـ هل هناك مقارنات تصب لمصلحة مارادونا أمام ميسي والعكس؟ بالتأكيد الشعب الأرجنتيني يقدر ميسي بسب سلوكه المميز وأخلاقه العالية وإنجازاته التي تتوالى يوما بعد يوم، وكما ذكرت ينتظرون في الأرجنتين أن يحقق ميسي كأس العالم حتى يعتبرونه (اللاعب المثالي في تاريخ الأرجنتين) الذي يجمع المستوى والأخلاق معا ما زاد من احترامه أمام الجماهير، وبات بعض الناشئين يعتبرونه قدوتهم. أما مارادونا فهو(القدوة) للشباب والكبار والجميع تمنى أن يصبح مثله من حيث الشهرة والسمعة الطيبة في أوساط العالم بغض النظر عن تصرفاته الشخصية أحياناً. ـ هل تعتبرون مارادونا أفضل فنياً أم ميسي؟ في الحقيقة ميسي خارق، وما يقوم به اليوم شيء خرافي من حيث المهارات والمتعة والغرابة في كل شيء، ولو عدت للتاريخ لن تجد لاعبا يشبه ميسي من أساطير الكرة السابقين وهذه وجهة نظري، أما مارادونا فهو من جيل العمالقة مثل بيليه وكرويف ولكن ميسي مختلف. ـ وماذا عن المقارنات بينه وبين البرتغالي رونالدو؟ رونالدو لاعب موهوب لكن ميسي لاعب فوق العادة. ـ في الأرجنتين تعيش الكثير من الجاليات العربية التي استوطنت هناك.. ما مدى تأقلمهم مع المجتمع في بلادكم؟ في الحقيقة المجتمع الأرجنتيني ودود جدا ومحب للأعراق الأخرى ويتعايش معها بلا مشاكل، والعرب من أكثر المهاجرين المتواجدين في أمريكا الجنوبية وخصوصا في الأرجنتين وهم بسطاء ومتواضعون ويعيشون بين الأرجنتينيين بكل سهولة ومنهم من وصل للمنتخب الأرجنتيني أمثال اللاعب عمر كارلوس وباتستوتا المنحدر من أصول عربية ورئيس الدولة السابق عمر منعم وآخرين. ـ ماذا عن وضعهم الحياتي وسهولة تواصلهم وممارسة شعائرهم الدينية؟ الحكومة الأرجنتينية ليس لديها حساسية ضد الديانات الأخرى، وتساهم في ممارستهم شعائرهم الدينية، والمسلمون من أكثر الجاليات في الأرجنتين ولديهم جمعيات خاصة بهم ولايعانون أبدا. ـ ماذا تقول عن ما شاهدته هنا في السعودية؟ سأكون صادقا مع نفسي وسأروي كل ما شاهدته بأمانة، وأتمنى أن أعود إلى هنا مجددا، فقد أعجبني نمط هذه البلاد الآمنة وليس كما يقال في الخارج، وبأمانة هناك صورة مغلوطة عن المملكة العربية السعودية في كثير من الدول بسب الإعلام وما يكتبه عنكم، وعلى إعلامكم أن يساهم في إيضاح الحقيقة للآخرين، وسأكون صادقا معكم وأؤكد أنني أحببت السعودية بسب بساطة الناس، وأنني لم أجامل في تقييمي لأبناء جلدتي، وسأظل أثق في فوز ميسي بكل شيء مستقبلا لأنه لاعب غير عادي.