2013-03-28 | 01:44 حوارات

مجموعة أولاد أسسوا الفتح

حوار ـ خالد الشايع تصوير: عيسى الدبيسي
مشاركة الخبر      

هزمنا أرامكو فبدأت انطلاقة (شباب المبرز)
أهم ما يميزنا اننا لا نحارب السابقين
(زجر) سبقنا قبل ان يتحول لـ(هجر)
قلة المال أبقتنا في الأولى
مهدنا الطريق لإدارة العفالق
هجر منافسنا الأول وأتمنى بقاءه بين المحترفين
سلمناهم النادي نظيفا.. واجتهدوا ونجحوا
نجومنا لن يرحلوا.. ومن نريده سيبقى
إعانة رعاية الشباب لا تسدد حتى الكهرباء
صرفنا على 12 لعبة ناجحة والجبر داعمنا الأكبر
أبقيت الناشئين في الممتاز 8 سنوات فتولد الجيل الذهبي للفتح

= = = = = = = = = = =

يتذكر الفتحاويون خالد بن عبد الوهاب الصويغ بإعجاب.. فهو الانسان الذي قاتل وجاهد لتأسيس ناديهم في وقت كانت كرة القدم لا تحظى فيه بالاهتمام والدعم الذي تحظى به حاليا.. كانوا مجموعة من الشباب الصغار الذين لا يتجاوز أعمارهم الـ15 عاما اجتمعوا في أحد أحياء المبرز لتأسيس فريق حواري تحت اسم (شباب المبرز) وكانت هذه هي البداية الأولى لما يعرف حاليا باسم الفتح النادي النموذجي.
يكشف مؤسس نادي الفتح خالد الصويغ البدايات الأولى للموذجي الذي ينتظر أن يتوج فريقه الكروي الأول بلقب دوري زين السعودي للمحترفين مؤكدا في حواره مع الرياضية على أن سعي ادارات الفتح المتتالية على الابقاء على كل الألعاب وعددها 12 لعبة أهلها لاستحقاق لقب النادي الموذجي.
تحدث الصويغ عن قصة انطلاقة مارد الأحساء تحت اسم (شباب المبرز) وكيف حولت مباراة ودية كسبوها أمام فريق أرامكو بقيق فريق شباب المبرز لأفضل فرق المنطقة.. كما كشف الأسباب التي قادت الفتح حاليا لصدارة الدوري والاقتراب من الفوز باللقب.. وفي الوقت ذاته كشف الوصفة التي يمكن أن تبقي على مكتسبات الفتح لمواسم مقبلة.
ـ كيف كانت بدايات الفتح الأولى؟
كانت البداية الأولى مثل كل الأندية.. عن طريق فرق الحواري.. شكلنا في عام 1378 فريق (شباب المبرز) حتى أنشئت الرئاسة العامة لرعاية الشباب وتم تسجيل النادي رسميا فيها عام 1388.. كنا قبلها مجموعة من الأولاد الصغار من 12 إلى 14 عاما.. اسسنا معا فريق شباب المبرز وكنا نلعب فيه معا حتى اخترنا له رئيسا وأمينا للصندوق وسكرتيرا ونائبا للرئيس.. وبقينا عدة سنوات على هذا الوضع وكنا نتطور للأفضل.. واخترنا عبد الوهاب المهيني رئيسا للنادي لأنه أكبرنا سنا.
وبعدها لعبنا مباراة ضد فريق أرامكو في بقيق.. وكان أقوى فرق أرامكو الثلاثة ويضم لاعبين جيدين مثل عبدالله عبدالحي وناصر عبدالحي وزيد الصالح وآخرين ونحن كنا نلعب مباريات فريق أول وفريق رديف.. ولعبنا معهم مباراة قوية وكانوا هم أفضل منا تجهيزا ومع ذلك هزمناهم على مستوى الفريقين وأعجبوا بفريقنا لدرجة أن الباص رجع لبقيق دون اللاعبين الذين انضموا لنا وذهب بعضهم لنادي (زجر) الذي تحول فيما بعد لنادي هجر.
ـ هل تأسس هجر قبل الفتح؟
نعم هم يقولون ذلك.. كنا نلعب معهم مباريات كثيرة في ذلك الوقت.. وكان اسمه (زجر) وكنا نحن (شباب المبرز).. وكنا نسافر للدمام لنلعب مباريات اخرى وآخرون يأتون للأحساء للعب معنا.
ـ كل هذا والفريق فقط كرة قدم لم يتطور لناد كما هو الحال الآن؟
نعم.. كان فريق كرة قدم فقط.. وكنا نستأجر بيتا قديما كمقر للنادي.. وتركت النادي بعد اعتماد الرئاسة العامة لرعاية الشباب له عام 1388.. لم يعتمد النادي مباشرة وتأخرنا قليلا وبعدها توالى عليه الرؤساء أحمد المقهوي وأحمد الماجد وعبدالله عبدالقادر وآخرون.. حتى وصلت الرئاسة لسعد المنصور أصبحت نائبا للرئيس عام 1399 وطورنا النادي كثيرا وانشأنا له مبني كبير بمساعدة أهالي المبرز.. وتبرعوا بمبالغ كبيرة وصار المقر يحتوي على عدة ألعاب مثل اليد والتي كانت تنافس على مستوى السعودية وكذلك السلة والتنس والدراجات.
البحث عن المستقبل
ـ لماذا لم ترأس النادي ألا متأخرا مع أنك المؤسس؟
لأنني سافرت وابتعدت عن الفريق.. فبعد أن أكملت دراستي انشغلت في أعمالي الحرة والأندية بحاجة للتفرغ، وفي الأخير توليت الرئاسة في ثلاث دورات متتالية واجتهدنا في اختيار المجموعة الشابة التي عملت معنا.. والآن جاءت إدارة جديدة واصلت مابدأناه من قبل ونتمنى لها التوفيق، فما يدمر الأندية هو ان تأتي إدارة جديدة وتنقض ماتم عمله وتحارب السابقين.. هذا ما يقود للفشل ولكن لو الإدارة السابقة دعمت الإدارة الجديدة معنويا وماديا ولم تتدخل في عملها فالنجاح سيتواصل.. وللحقيقة الإدارة الحالية بذلت الكثير من الجهد والعمل ونجحت.. صحيح نحن عملنا من قبل ولكنهم تميزوا عنا بأنهم شباب ولديهم أمكانيات كبيرة لم تكن متوفرة لنا.. ووفقهم الله فيما وصلوا إليه الآن، ونحن ندعمهم بكل مايمكن أن نقدمه ونقف معهم.. فالفتح حقق كل ماوصل إليه بجهود قليلة وليس مثل بقية الأندية التي تملك أمكانيات أكبر منا.
ـ لماذا احتاج الفريق لفترة طويلة (52 عاما) لكي يصعد لدوري المحترفين ويبدأ في تحقيق كل ماحققه من إنجازات؟
لم يكن معي إلا عبد المحسن الجبر في ذلك الوقت، وكان هو الداعم الأول لي، وكانت لدينا ميزانية ولكن ضعيفة.. وكنا نعتمد في الأكثر على الإعانة المقطوعة من الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهي (لا تعمل شي) ولا تسدد حتى الكهرباء.. وكانت لدينا مصاريف كبيرة من مدربين وموظفين يستلمون مرتبات عالية.. وأغلب الأندية أغلقت كثيرا من ألعابها لتقليص المصاريف واكتفت بلعبة واحدة ولكننا لم نفعل ذلك وكان عندنا فريق اول وفريق شباب وناشئين وسلة كل درجاتها في الممتاز والدراجات ابطال السعودية والعرب وحافظنا على 12 لعبة ندفع لها مبالغ هائلة أسبوعيا.. وكنا نستطيع تصعيد الفريق الأول لكرة القدم للممتاز ولكن كان سيكون الأمر صعبا علينا لأن الدوري الممتاز يحتاج لجهد وميزانية كبيرة ونحن على قدنا ولكن مع ذلك اجتهدنا وقدمنا لاعبين جيدين ومشينا النادي على حسب إمكانياتنا.. وجاء الجيل الجديد واكملوا المسيرة ودعموا الفريق الأول وبقية الألعاب بجهود كبيرة ووفقهم الله.
ـ استثناء هذه المرحلة المميزة ماذا كانت أبرز المراحل السابقة على النادي؟
حافظنا على جميع الألعاب في الدرجة الممتازة وكنا ننافس على البطولات طوال السنوات الماضية.. ولهذا سمي النموذجي.. لأن كثيرا من الأندية ألغت عددا من ألعابها إلا الفتح حافظ على كل ألعابه وكان يضم 12 لعبة تنافس بقوة على كل البطولات ولهذا اخذ اسمه النموذجي.

فريق للمستقبل
ما أبرز ذكرياتك حول فترات رئاستك للنادي؟
خلال تلك الفترة كنا نخطط ونعمل لمستقبل الفتح.. لم نكن نفكر في مكاسب وقتيه او أن نحقق انجازات تحسب لنا فقط.. كنا مجموعة تعمل وتخطط لأبعد من ذلك.. كان معي الشيخ عبدالمحسن الجبر كداعم كبير لي ولإدارتي.. وكنا نعرف أن أفضل طريقة لكي يبدع اللاعب أن يتسلم رواتبه بانتظام فكان الجبر يقوم بتوفير رواتب اللاعبين شهريا ثم نقوم بتسديدها له من إعانة الاحترف.. وبعد أن تركت رئاسة النادي تبقت للجبر اموال ولكنه تنازل عنها للنادي.. كما أننا أعتمدنا على الناشئين بدعم من عضو الشرف عبدالعزيز العمران، وكان من ثمار ذلك أن بقي فريق الناشئين في الممتاز لثماني سنوات وكان ذلك الفريق هو أساس الفريق الأول الحالي.. فمن اللاعبين الذين كانوا يلعبون فيه عبدالله العويشر وحمدان الحمدان واحمد البوعنين ومحمد الفهيد وعبدالله العبدالله وحسين الحجي وغيرهم من نجوم الفتح الآن.. كانوا من نتاج ذلك الفريق الذي قارع أندية الممتاز لثماني سنوات.
ـ كان الفتح وهجر الأهم في الأحساء.. كيف كان وقع مبارياتكم السابقة؟
كان لها طابع اكبر من الطابع الخاص.. مثل مباريات الهلال مع النصر والاتحاد مع الأهلي والرائد مع التعاون.. وكانت المنافسه قديمه وحتى قبل انشاء الرئاسة العامة لرعاية الشباب عندما كنا تحت اسم شباب المبرز وزجر.
ـ هل مازلتم ترون أن هجر منافس لكم رغم أنكم أبطال دوري زين المنتظرون وهجر يكافح للبقاء في دوري المحترفين؟
بالتأكيد.. هو منافسنا الأول وادعو الله أن يبقى في دوري المحترفين.. فهو ناد عريق ولكنه لم يوفق بأناس يخدمونه كما يجب، وأتمنى وجوده معنا وان يتطور تماما كالفتح وينافس بقوة.
ـ ما الأمور التي فرقت بين الفتح وهجر حتى يتسع الفارق هكذا؟
إدارة الفتح الحالية اجتهدت وعملت بإخلاص ولم تهتم بالإعلام والتصاريح.. واستقرت مع الجهاز الفني منذ ست سنوات وصعدوا معه للممتاز وحتى الآن وهو متفاهم جيدا مع لاعبيه ومع الجهاز الإداري.. هذا سر الفتح الأول.. ففي بقية الأندية عندما يخسر المدرب مباراة او مباراتين يتم إلغاء عقده مباشرة بينما الفتح كان حقا نموذجيا.
واثقون من لاعبينا
ـ ما أبرز مايمكن أن يهدد مسيرة الفتح في المرحلة المقبلة.. هل هم اللاعبون الذين قد يتركون الفريق؟
اللاعبون يتغيرون من عام لآخر وهذا أمر طبيعي.. وطالما اللاعب يعطي فسيبقى واذا قل عطاؤه لابد أن يتم تغييره.
ـ ألا تخشون أن تغيرهم الأندية الاخرى ؟
لا أبدا.. فلاعبونا مرتاحون مع إدارتهم وجهازهم الفني ولن يجدوا أفضل من الفتح ولا إدارته..فكل طلباتهم مجابة ويعيشون جوا بلا مشاكل ولا خلافات حتى لو ارتكب أي من اللاعبين أخطاء فكل شيء له حل، كما اننا من خارج النادي نحافظ على بقاء الإدارة كي يتطور النادي أكثر وأكثر.
ـ في سنوات ماضية فرط الفتح في لاعبين جيدين.. هل لو لم يفرط الفتح فيهم لنافس منذ فترة اطول؟
لا ابدا.. نحن لم نفرط في لاعبين مهمين.. كل من ذهب كانوا أقل كفاءة ولا نريدهم.. أما من يفيدنا فنتمسك به كثيرا.. والإدارة ركزت أكثر على اللاعبين المستمرين مع المدرب ويركزون عليهم كثيرا ولهذا هم أكثر راحة من أي ناد آخر.
ـ ما الذي ميز الفتح عن غيره من الفرق؟
أكثر ما يميز الفتح هو أن الكل يعمل من أجل الفريق.. عندما تأتي إدارة جديدة فإن الإدارة القديمة تقوم بدعمها والوقوف معها ولا تحاربها مثل بعض الأندية الأخرى.. فنحن في الفتح وقف الكل مع إدارة العفالق ومهدوا لها الطريق للنجاح.. وقد ساهمت في ذلك بأن سلمت لهم النادي نظيفا من الديون، حتى ان كل ماكان عليها من ديون تحملناها في الإدارة السابقة كي يكون عملهم على أسس قوية.. وهم اجتهدوا ونجحوا.