للجزيرة قضية
الخطوة التي أقدم عليها التلفزيونان المصري والجزائري ببث مباريات منتخباتهما في التصفيات الأفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم بالبرازيل دون دفع مستحقات مالية لقناة الجزيرة الرياضية (الناقل الحصري للتصفيات) تفتح الباب على مصراعيه أمام دول أخرى للقيام بنفس الخطوة ما لم تتمكن الجزيرة من المحافظة على حقوقها بشتى الطرق ما دام أنها دفعت أمولا طائلة مقابل شراء حقوق النقل.
من حق الجزيرة أن تفرض شروطها على كل من يريد أن يريد بث المباريات التي اشترت حقوقها لأن لديها التزامات كبيرة جدا، كما أنها لم تأت بجديد وسبقتها من قبل العديد من القنوات على مستوى العالم في فرض شروطها المالية وخير مثال لذلك (art)
كما أن تكلفة النقل مكلفة جدا من حجز للأقمار الصناعية ودفع مستحقات المراسلين وضيوف الاستديو الذين استقطبتهم من كافة أنحاء القارة السمراء وتكفلها أيضا بتذاكر حضورهم وإقامتهم في الدوحة.
ويجب أن يشكرها الجميع على الخدمات الكبيرة التي تقدمها للمشاهدين لأنها تجعلهم في قلب الأحداث ، خاصة المشاهدين من القارة الأفريقية الذين يدركون جيدا حجم المصاعب في نقل الأحداث الرياضية، لاسيما أنهم قبل سنوات قليلة يعجزون تماما عن متابعة مباريات منتخباتهم التي تلعب داخل القارة.
تطاول تلفزيوني مصر والجزائر على حقوق الجزيرة غير مبرر خاصة أنهما يكسبان من عائد الدعاية التي بثت قبل وبعد المباراة وبين شوطيها وجنيا من ذلك أموالا كبيرة كانت كافية لدفع مستحقات ما طلبته القناة مقابل النقل بصورة رسمية.
في هذا الوقت لايوجد شيء بالمجان وربما يكون الدوري السعودي الحالة الشاذة على مستوى العالم بأن يبث للمشاهدين بدون مقابل مالي، وهذا يرجع للدعم الكبير الذي تقدمه الدولة للقنوات الرياضية مقابل أن لايدفع المواطن ولا ريالا واحدا، ليس لمتابعة دوري عبد اللطيف جميل فقط بل جميع المنافسات تبث بالمجان، وخلاف ذلك فإن أي مواطن في العالم يدفع لمشاهدة الدوري في بلده حتى وإن كانت المنافسة ضعيفة وغير جاذبة وتفتقد للمتعة الحقيقية.
وأخيرا يجب أن نأخذ الأمر من باب الربح والخسارة، فلا أحد يدفع أموالا ولاينتظر أن يحقق الربح.