2016-06-04 | 14:49 الكرة السعودية

شبيه الريح وكحيلان .. صفقات بالجملة وديون باهظة

تقرير - يوسف الصلحاني
مشاركة الخبر      

تشكل الديون الكبيرة التي يعاني منها قطبا العاصمة فريقا الهلال والنصر والتي تصل في مجموعها إلى 300 مليون ريال تقريباً، تحدياً كبيراً أمام أعضاء شرف الناديين، قبل نحو شهر من انطلاقة التدريبات استعداداً للموسم المقبل حيث يحتاج كل فريق إلى جهاز فني جديد ورباعي أجنبي مع حاجة النصر لرئيس وإدارة جديدة. وظهرت الديون لدى النصراويين بعد استقالة الرئيس الأمير فيصل بن تركي الذي حقق 3 بطولات كانت كافية لترك ديون تبلغ 180 مليون ريال، فيما خلفت استقالة الأمير عبدالرحمن بن مساعد من سدة رئاسة الهلال قبل عام تقريياً نحو 100 مليون ريال ثمناً لسبع بطولات محلية.. "الرياضية" تقرأ المشهد في قطبي العاصمة من خلال التقرير التالي:

بداية كحيلان
بدأت علاقة الأمير فيصل بن تركي بنادي النصر كعضو شرف داعم، قبل أن يظهر على السطح في عام 2007 من خلال ترؤسه للجنة الرباعية المختصة بشؤون الفريق الأول لكرة القدم بالنصر لاختيار الجهاز الفني والعناصر الأجنبية التي ضمت إلى جانبه كلاً من قائد الفريق السابق ماجد عبدلله، وطلال الرشيد، وعمران العمران. وفي عام 2008 دخل فيصل بن تركي قلوب جماهير النصر حين تكفل بإقامة حفل اعتزال ماجد عبدلله أمام فريق ريال مدريد الإسباني، بعد تعثر دام عقداً من الزمن لم يستطع ماجد أو النصر إقامة حفل اعتزال للأسطورة الكروية.
وفي عام 2009 دخل كنائب لرئيس النصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن، ثم رئيساً مكلفاً في نفس العام، قبل أن يتولى سدة رئاسة النصر بشكل رسمي عام 2010، وعاش الأمير فيصل بن تركي أصعب اللحظات عام 2011 حين طالبته جماهير النصر بالاستقالة رافعة الكارت الأحمر في مدرجات ملعب الأمير فيصل بن فهد وتحديداً بعد الخسارة من فريق الاتحاد 1ـ3 في يوم 8 ديسمبر من عام 2011، ولكنه قبل مواصلة التحدي الكبير، وجاءت خسارة نهائي كأس الملك أمام الأهلي 1ـ4 في جدة عام 2012 ومن ثم خسارة نهائي كأس ولي العهد أمام الهلال 2013 م لتضيق الخناق الجماهيري على إدارة الأمير فيصل بن تركي مع الخروج المبكر من دوري أبطال آسيا.

المرحلة الذهبية
عام 2014 بدأ حصاد الذهب للعالمي مع الأمير فيصل بن تركي منذ توليه سدة رئاسة النصر بتحقيق إنجازات مهمة وإعادة النصر بعد غياب طويل لمنصات التتويج، بداية ببطولة الدوري عام 2014 وعام 2015 "لعامين متتالين"، وكأس ولي العهد عام 2014 جعلت الجماهير تطلق عليه لقب كحيلان، إضافة لثلاث بطولات ودية دولية كما أحرزت الفرق الكروية بالنصر عام 2015 بدرجاتها الثلاث بطولات الدوري للناشئين، والشباب، والأول إلى جانب إحراز فريق درجة الشباب كأس الاتحاد وفريق البراعم بطولة الدوري في موسم 2015م، إلا أن خسارة النصر في الثواني الأخيرة لنهائي كأس الملك أمام الهلال في الموقعة التي أسمتها الجماهير (الجحفلة) أعادت النصر لدوامة خسارة البطولات حيث تلاها خسارة بطولة السوبر أمام الهلال، قبل أن يحتل المركز الثامن في ترتيب دوري جميل، والخروج من دور المجموعات آسيوياً، ليعلن الأمير فيصل بن تركي ترجله عن سدة رئاسة النصر قبل عامين من نهاية فترته الثانية مكتفياً بوصافة كأس الملك الذي خسره أمام فريق الأهلي.

ضريبة الإنجاز
وصلت ميزانية النصر خلال الأعوام الستة لرئاسة الأمير فيصل بن تركي إجمالاً ما يقارب 700 مليون ريال، دفع منها الأمير فيصل من حسابه الخاص كتبرع للنصر 227 مليون ريال، مخلفاً هذا الموسم ديوناً تقدر بنحو 180 مليون ريال، أدخلت النصر نفقاً مظلماً، ولا سيما بعد إعلان العضو الداعم ابتعاده عن البيت الأصفر، بعد فشل محاولة تنصيب فهد المطوع خلفاً للأمير فيصل بن تركي على كرسي رئاسة النصر الذي تسارع في الغليان، ولم يترشح أحد حتى اليوم للرئاسة قبل أقل من شهر من موعد انطلاق تدريبات الفريق الأول الذي ينتظره التعاقد مع جهاز فني جديد ورباعي أجنبي، علماً بأنه في السنوات الست الماضية تعاقد النصر مع قرابة 30 لاعباً أجنبياً، لم يستمر منهم لعامين سوى البحريني محمد حسين والبولندي أدريان اللذين حققا مع النصر 3 بطولات لأدريان منها بطولة دوري العام الماضي، ومحلياً جلب النصر في عهد كحيلان عدداً من اللاعبين وصلوا إلى الرقم 16 أبرزهم، محمد السهلاوي وحسين عبدالغني وعمر هوساوي وخالد الغامدي ويحيى الشهري وأحمد الفريدي ونايف هزازي، وحسن الراهب وعبدالعزيز الجبرين، ومحمد عيد وغيرهم.

شبيه الريح
تولى الأمير عبدالرحمن بن مساعد سدة رئاسة نادي الهلال عام 2008 خلفاً للأمير محمد بن فيصل وبعد منافسة مع الأمير بندر بن محمد الذي فضل التنازل في الأخير للأمير عبدالرحمن بن مساعد بعد اجتماع لأعضاء شرف البيت الأزرق في منزل الأمير نواف بن محمد وحقق شبيه الريح كما تطلق عليه الجماهير الهلالية مع الزعيم عدة بطولات محلية وصلت إلى سبع هي لقب بطل الدوري مرتين وذلك في 2009 ـ 2010 وفي 2010 ـ 2011، كما حصل النادي أيضاً على كأس ولي العهد خمس مرات وذلك في 2009 وفي 2010 وفي 2011 وفي 2012 وفي 2013.

بداية المصاعب
كانت أولى المصاعب التي واجهها الأمير عبدالرحمن بن مساعد خروج الهلال من البطولة الآسيوية عام 2009 على يد فريق أم صلال القطري في الرياض بركلات الترجيح، مما جعل عقدة البطولة الآسيوية وتحقيق حلم العالمية تطارد الهلال مع شبيه الريح حتى جاءت الخسارة الأكثر ألماً في نهائي دوري أبطال آسيا بالرياض أيضاً أمام فريق سيدني الأسترالي بهدف لقاء الذهاب خارج قواعد الهلال، ليزداد حنق جماهير الزعيم على إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد مطالبة إياه بالرحيل بعد 6 تجارب آسيوية فاشلة.

استقاله بتغريدة
وفي شهر فبراير من عام 2015 استقال عبد الرحمن بن مساعد من رئاسة الهلال بعد ضغوط إعلامية وجماهيرية كبيرة إثر خسارة الهلال أمام نادي الأهلي في نهائي كأس ولي العهد، معلناً استقالته بتغريدة على حسابه الخاص بتويتر، خلفه بعد ذلك نائبه محمد الحميداني الذي حقق كأس الملك عام 2015 أمام النصر، قبل أن يتولى الأمير نواف بن سعد مهام الكرسي الأزرق الساخن وتتكشف معها ديون نادي الهلال، قبل عام ونصف تقريباً من نهاية فترته الثانية مخلفاً ديوناً تقدر بـ100 مليون ريال، رغم العقود الاستثمارية التي أبرمت في عهد إدارته، ووصل مجموع ما أنفقه الهلال في عهد الأمير عبدالرحمن بن مساعد من صيف عام 2008 إلى بداية عام 2015 ما يقارب 650 مليوناً دفع منها شبيه الريح من جيبه الخاص 300 مليون.

تعاقدات بالجملة
خلال فترة الأمير عبدالرحمن بن مساعد تناوب على تدريب الفريق الأول 11 مدرباً اثنان منهم وطنيان هما عبداللطيف الحسيني وسامي الجابر فيما وصل عدد التعاقدات إلى 22 لاعباً أجنبياً 19 لاعباً جلبتهم إدارة الأمير عبدالرحمن بن مساعد ووصل عدد اللاعبين المحليين إلى 22 لاعباً محلياً نسبة كبيرة منهم لم يقدموا الإضافة الفنية باستثناء ناصر الشمراني وياسر الشهراني وسعود كريري.