2016-10-03 | 06:31 الكرة السعودية

القادسية.. من “شاهد ما شفش حاجة” إلى “درب الزلق”

الرياضية ـ هاني السليس
مشاركة الخبر      

إذا كتبت الأقدار أن تكون رئيساً لأحد الأندية فلا بأس ولا حرج، عليك أن تخرج أمام الملأ وتقول لهم ما قاله عادل إمام في المسرحية الضاحكة "شاهد ما شفش حاجة" وهو يتوسل للمدعي العام من حاله البائس ويصرخ بوجه حزين: "أنا غلبان"..
فالناس بدأت القناعة تتسلل إلى عقولهم الباطنة بحقيقة مؤلمة مفادها أن الأندية تعاني ضيق ذات اليد.. والعين بصيرة واليد قصيرة..
لكن إذا قيل لك وبكل ثقة الواثقين إن هناك رئيساً بإمكانه أن يجلس القرفصاء على الجهة المقابلة ويحكي كيف أصبحت خزائنه ملأى بالمال.. في هذه الحالة فقط يمكن لنا أن نتوقف ملياً لمعرفة هذه الحكاية الأعجوبة..
الهلال هذا النادي العملاق تاريخاً ومجداً ورجالاً وجماهيراً حقق ما يمكن وصفه بالاكتفاء الذاتي..
لدى الهلال الآن فائض مالي وهذا وحده شيء يستحق أن تشد له الأنظار..
في ذات الإيقاع هناك لحن أكثر عذوبة يصدح من الشرق.. القادسية الذي لم يكمل العامين قادماً من الدرجة الأولى هو الآخر فعل الشيء ذاته.. ظل سنوات يتأرجح بين الكبار وسواهم حتى استقر به الحال في موقع يليق بذاك الذي كان يوماً زعيماً لآسيا عن بكرة أبيها..
يقول رئيسه معدي الهاجري بعد أن امتلأت خزائنه بملايين ثلاثة (فائضاً مالياً) يبعث على الاطمئنان: "القادسية لم تتغير.. الذي تغير هو الفكر الإداري".. بالتأكيد هي إشارة بريئة لا يريد من ورائها الرجل إسقاطاً جارحاً على أحد، لكن فقط أراد القول إنه حاول ونجح.. ويضيف معدي الهاجري: "وضعنا نصب أعيننا أهمية المحافظة على مكونات نادينا وقيادته إلى المنافسة وفي جميع الألعاب ونطمح إلى وضع ميزانية تفوق الـ45 مليون ريال وبدون تحميل النادي ريالاً واحداً في قائمة المديونات.. كاشفاً في الوقت ذاته مخططاً يدبر بتأنٍ لإنشاء استثمارات لن تتجاوز مدتها العام ونصف العام لتكون جاهزة تماماً: "وكنا فقط نترقب بشوق تجاوز مرحلة منحنا التراخيص من الهيئة العامة للرياضة وهذا ما حدث.. سنطرح مشاريعنا وننتظر المستثمرين حتى ينتقل القادسية لتلك الأندية التي لها السبق في هذا المجال".
وأضاف الهاجري في خضم حديث مفعم بالحماس والتفاؤل.. "سنرتبط مع جمعيات خيرية للتفاعل مع المجتمع والذي أولاً وأخيراً يشكل بيئة نادينا في مدينة الخبر".
وتوقف الهاجري عند قضية تمثل بالنسبة له صداعاً مزمناً وقال: "كنا مطمعاً للأندية الكبيرة وملايينها التي تنتزع لاعبينا ونجومنا أمام أعيننا.. هذا تغير تماماً الآن وستنقلب الآية وسنكون أصحاب المبادرة في البحث عن أسماء تخدم فريقنا من أندية أخرى.. الاستقرار المالي سيحولنا إلى مشترين.. فقد انتهى بالنسبة لنا زمن البيع".
وبعد كلام الهاجري هذا نستحضر مشهداً آخراً من عمل عربي كوميدي.. هل تذكرون ما كان يقول سعد الفرج لشقيقه حسينوه في بداية تدفق الأموال على عائلة بن عاقول في درب الزلق.. كان يقول: "بسنا فلوس.. بسنا فلوس".
فعلاً إنه الفكر الإداري الذي يتحدث عنه الهاجري.. فكر يمكنه أن ينقل الأندية وبطرق استثمارية وتجارية واجتماعية سريعاً من خانة المديونين إلى أولئك الأثرياء القادرين.. وبسنا فلوس.