الصورة القاتمة.. العويس وإلتون والنظام
أخذت قضية انتقال محمد العويس للأهلي، وانتقال إلتون للقادسية، الحيــز الأكبــر من اهتمامات الرياضيين السعوديين طوال الأيام الماضية.. صارت الوجبة الدسمة على مائـــدة الحوارات والنقاشات والحكايات التي ينسج بعضها من خيال لا يمت للواقع بأي صلة.. صارت أرضاً خصبة لكل لسان يجد آذاناً صاغية فيدلي بدلوه. صارت قصة من لا قصة له.. وهذا ليس أبداً بيت القصيد، ولا مربط الفرس.. فكرة القدم وقضاياها صغيرها وكبيرها كوبونات توزع بالمجان.. وهذا ما جعل من كرة القدم لعبة شعبية على مستوى كوكب الأرض.
لكن هناك وجهاً آخر نحتاج إلى التوقف عنده ملياً.. أندية مثل القادسية والأهلي ولاعبين محترفين وهذا مصدر رزقهم مثل إلتون والعويس أين هم من النظام؟.. ولمَ يعرض اللاعبون أنفسهم، ولم تعرض الأندية مصالحها إلى منطقة مجهولة، ومكان تبدو فيه الإضاءة ضعيفة؟.. لمَ تصل الأمور بمجملها إلى هذا المكان؟
نعرف أن التقاضي والخلاف والاختلاف حول اللوائح والأنظمة هي أمور بديهية، ولها من الحضارية نصيب وافر.. في النظام بنود قاسية قد تصل بالأندية للمنع من التسجيل، وتصل باللاعبين للإيقاف والحرمان من اللعب.
خيوط معقدة ومتشابكة وأسئلة حائرة ليس لها أجوبة حاسمة.. أنظمة لها ألف تفسير وتفسير، تجعل من القانونيين والمحامين في لقاء أضداد، حتى وإن كانت النصوص أوضح من عين الشمس.
الكرة لعبة بسيطة على أرض الملعب، وهذا ما جعلها تحتل المرتبة الأولى عالمياً.. طريقتها وأسلوبها وأبجدياتها جعل منها أداة في متناول الجميع.. على أرض الملعب سهلة.. على الورق معقدة.
العويس وإلتون بالطبع ليسا أول القضايا، وبالتأكيد لن يكونا آخرها.. كرة القدم ما أحلاها في الملعب.. في المكتب الصورة قاتمة!!
هل هذا من أسرارها الحلوة؟.. الله أعلم.