الركادة يا طروادة
طيلة الفترة الماضية كان حديث المسؤول يدور في فلك التحذير من مغبة الانزلاق خلف من يهدفون إلى استغلال رياضتنا لضرب تلاحم جماهيرنا حتى رفعنا شعار "هذا بيننا وضدكم نوحد صفنا".
كنا نخاف على مشجع صغير سن وتنقصه الفطنة من هذا ولكن أم الكوارث أن يقع إعلامي خبير في مطب لم يفطن له فيسوق دون قصد لمعلق مرتزق في قناة مرتزقة فيثير الجماهير بصغير لجدة وكبير. كان الأولى بالزميل عبدالرحمن الجماز وهو يتحدث عن كبير جدة وصغيرها ألا ينساق خلف معلق حاقد على البلد وأهلها وإن كان ولابد فالحديث عن شمس العريجاء وليلها سانح، نهار بطولة واضح وليل شك فاضح الحديث عن "كبير جدة" شأن أهلاوي اتحادي تحكمه الذكريات حلوها ومرها بين ناديين عريقين، وحينما يتدخل ثالث لتحديد كبيرها فهو يقدم أوراق "خجله" من ناديه بالبحث في تاريخ يراه أنظف ونزيه.
بل إني أقترح أن نتحدث عن كبار الإعلام وصغارهم فمن عاش ثلاثة عقود صحفية في الظل لكبار إعلام لا يملك إلا أن يتحدث عن الصغار لأنه يعيش وسطهم، كبر عمراً وبقي طموحه جامداً بينهم دهراً!.
لن نسيء إلى الاتحاد بسبب رأي لإعلامي نسيه الزمن ولا يحمل محبة لممدوح أو مذموم، فمن يحاول اليوم التقرب من الاتحاد هو ذاته الذي قال ذات عصر ناديا جدة صغيران جماهيرياً مقارنة بهلال ونصر.
فالاتحاد الذي ولد بطولياً قبل عشرين عاماً فقط وعلى لسان اتحاديين يعده الأهلاويون شريك سكن وعمل وشقيق منزل ولن تضيف له شهادة بعض من كان بالأمس ينعته بألفاظ لا تليق بخصم وحتى قبيل حزم.
وأما من ولد من صلب "شيخ" فلا يمكن أن يكون كبيراً بوجود أبيه ناهيك أن يفوق جاره في الشارع المقابل حجماً، وأما العقوق فهي أن يسيء إعلام "الابن" إلى دار كفلته حتى كبر ليعض يداً صغيراً أطعمته!.
لا يملك إعلام هؤلاء الحق في إبداء الرأي حول كبير أو صغير بحضور "عقلائهم"، ولعل المعاصرين للبدايات شرفياً وإعلامياً من أمثال السديري والهويريني وابن سعيد قالوا ما يعيد الرضاعة إلى فم وليد.
يقول صالح الهويريني إن "الأمير عبدالله الفيصل" هو من جلب ريفلينو وأكد السديري أن من يجحد أفضال الأهلي جاهل، رعيل شاهد يتذكر الفضل بالكامل فمن برائيك يقصد السديري بقوله من جاهل؟
رأي لغريق يحاول اللحاق بالركب والبحث عن فرصة صعود على حساب كيان، أسطر حبلى بالتحايل هدفها الإيقاع بين المنافسين، سلوك قديم بل ومقرود يفهمه العاقل وإن اعتقد جاهل أنه سوف يسود.