عن «الجوهرة» ولها..!!
قبل أربعة أعوام كان الشبل فيصل الغامدي واقفًا بين عشرات الآلاف من الجموع التي احتشدت ترقبًا ولهفة.. كان الزمن بداية مايو..وكانت "العروس" هي المقر والموقع.. وكان الحدث ليس كغيره.
قبل أربعة أعوام من اليوم شاهد الملايين خلف الشاشات ذلك الصبي "فيصل" يطير في الهواء، حاملًا بين يديه كرة بيضاء بكل ما يحمله البياض من رمزية ونقاء وسلام.. وحاملًا في صدره آمال وتطلعات أجيال سعودية حالمة..!
قبل أربعة أعوام من اليوم كان للمكان هيبته وقيمته.. هيبة الملوك وقيمة وجودهم.. كانا هناك.. عبد الله بن عبد العزيز "يرحمه الله" وسلمان بن عبد العزيز "يحفظه الله".. بدأ فيصل بالخطوة بعد الخطوة حتى وقف بين يدي خادم الحرمين الشريفين.. أمسك بالكرة ـ يرحمه الله ـ بادل ابتسامة الصبي بأحسن منها.. خاطب الجموع بكل حب وحنان وأبوية.. أضيئت الكرة تلقائيًّا.. ضج الجميع بالتصفيق.. تم رسميًّا افتتاح الجوهرة المشعة..
ومنذ أربعة أعوام حتى الآن و"الجوهرة المشعة" مقصد للعشاق الحالمين والطامحين.. مقصد للأبطال.. توج فيها الشباب والهلال والأهلي ثم عاد الهلال مجددًا ليتوج عريسًا على مسرح الجوهرة.. وعلى ذكر الأبطال والطامحين.. لا يمكن لنا أن نمضي في كتابة تاريخ تلك "الجوهرة" دون أن نعرج على من منحونا الفرح والفخر على أرضها.. نعم أقصدهم.. أقصد رجال الأخضر الذي أرادوا أن تكون الجوهرة مدرجًا لعودة طائرتهم نحو بطولات كأس العالم.. وإلى روسيا هذه المرة..
لا أعتقد أن ذاكرة الكبير قبل الصغير ستنسى مسرح الجوهرة وهو يزف الأخضر.. لا أعتقد أن الذاكرة ستتجاوز رجل المرحلة و"عراب السعودية الجديدة" وهو يتقدم الكل رافعًا إشارة النصر من مدرجات الجوهرة إلى شباب وطن طالما حلم بالعودة مجددًا إلى كأس العالم.. صفق طويلًا.. ضحكته كانت واضحة طامحة.. كان يريد أن يقول لنا "ارفع رأسك أنت سعودي"..
لن يتوقف التاريخ عند هذا الحد.. فبعون الله سيكون للجوهرة وأبطالها نصيب منه.. وسيحفظ التاريخ أن هذه المنشأة ولدت كبيرة وستستمر كذلك بعون الله..
أكتب هذه الكلمات قبل ساعات من نهائي كأس الملك.. نهائي التكريم من الكريم ابن الكريم.. ولا أعلم بالطبع من سيكون البطل، لكني بكل ثقة أعلم أن الفرح قد سبق المناسبة بتشريف سيدي خادم الحرمين الشريفين ـ يحفظه الله ـ ليختتم موسمنا الكروي الرياضي كأفخم ختام.. والمسك خير ختام..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..