بروفة تكتلات
عندما تكشفت أسرار الهلال المالية أمام الوسط الرياضي قبل أيام، وتبين أن فاحش الثراء إنما كان يقتات على خبز الفقراء من البطولات، كان لزامًا أن يتم صرف نظر المشجع عن هذا الأمر بالحديث عن القشور، خياط شق ومراعاة شعور.
من هم الكبار وهل ماجد هو الأسطورة وهل جماهير الشباب يستطيعون ملء الحافلة وهل الوحدة هي العميد أم الاتحاد هي مواضيع متعمدة الطرح، وهي ذات الدفاتر القديمة الجديدة التي يلجأ إليها إعلام الكذب ذرا للرماد في عيون العباد.
هو ذات الإعلام الذي خرج ناديه بفضيحة نقطتي آسيا، فصور لجمهوره المسكين أن للدوري أولوية بعد ضياع آسيوي دام سبعة عشر عامًا، وهو ذات الإعلام الذي يترك كوارث ناديه ويناقش أدق مشاكل منافسيه، وهو ذات الجمهور الذي يهتف لقلم مكسور.
لن يضيف حديثهم إلى الشباب مشجعين، ولن تقرب مقارناتهم أحد نجومهم من ماجد، ولن تحرق محاورهم وثائق عمادة الوحداويين، ولن يضيف عمل صغار الإعلام ضلعًا خامسًا لمربع الكبار، وعلى الحافي أن يقتنع أن ما نحن فيه ليس زمان الإسكافي.
هذا هو مشهد الإعلام اليوم هلالي حريص على سمعة الشباب ليس حبًا بل تأكيدًا لنسب طيب، فالابن ينسب لأبيه واتحادي يتمسح في الهلال تأكيدًا للمثل الشعبي "البس يحب خناقه"، ونصراوي صديق لكل أهلاوي حتى يعود الاتحاد ويتجول فيصبح حبه الأول.
ولكن ماذا عن حاضر يمثل فيه الأهلي الوطن، نسمع عن مثل هذه الأخبار ولا نعلم هل هي الحقيقة أم أنها إشاعة نهار، فكل ما يدور في محاور برامجنا وتوصيات اتحادنا لا يدل على شيء من هذا، وعلى السيل العارم أن يهدم السد ليتنبه أهل القرية أنه قادم.
وأما الغد فليس صائم فما يحدث اليوم إنما البروفة لموسم قادم، أسابيع يفرز فيها المتنافسون ثم ينضم البقية تحت لواء المتكتلين، أهلاوي ونصراوي وهلالي كر وفر وشبابي لن يخرج عن الوصاية والأمر واتحادي الأهم ألا يفوز الأهلي ولا مانع من الصبر.
موسم تكتلات منتظر، أهلاوي إن لم تخضع يريدها للنصر وهلالي نبيه يتمناها له ثم لأبيه وشبابي يبحث عن إرث له ثم لابنه، واتحادي سيفرح بها وإلا لسيده ونصراوي يحن للأصفر حبًا للمعنا وموسم لن ينفع معه قول من قال "ما صديقنا إلا إنا".