«السيدة» كانت ستحبك..!!
هو النيل أرض الحضارات وموطن العباقرة.. هي مصر التي أظهرت ذكاء "زويل" وحكمة "الشعراوي".. عبقرية "نجيب" وعذوبة "شوقي" ووطنية "زغلول".. هي "أم الدنيا" التي أنجبت "أم كلثوم" المرأة التي عاشت من أجل مصر.. "السيدة" التي عشقت النيل وتغنت فخرًا بكل إنجاز تحققه بلادها.. أحبت مصر بكل جوارحها وأحبت كل من يرفع علم بلادها..
واليوم أتساءل: ترى كيف سيكون شعور تلك "السيدة" وهي تشاهد أحد عباقرة ومبدعي مصر في العصر الحديث.. ماذا عساها أن تقول وهي تشاهد محمد صلاح وهو يزاحم نجوم الكرة في مواقع المقدمة..
لو كانت بيننا لاهتمت كثيرًا بذلك الفتى الذي خرج من "المقاولون العرب" ولسان حاله يقول "أعطني حريتي أطلق يديا".. ليصل إلى القارة العجوز و"فيه عز وجلال وحياء".. يدرك بعدها أنه قادر على تحقيق حلمه؛ فيتنقل بين أندية أوروبا العريقة وهو يردد "وإلام الأسر والدنيا لديا"..
و"دارت الأيام" وقاد هذا الابن البار بلاده.. أخذها بيده إلى كأس العالم وهي تردد "هات إيديك ترتاح للمستهم إيديا".. فـ"أنت عمري" يا صلاح.. و"مرت الأيام" ليصبح هذا الفتى هو الأفضل في أعرق دوري في العالم.. يعلن الخبر فتتسابق وكالات الأنباء على نشر صور البطل بعد أن ارتمى الكأس في أحضانه.. وهو يهمس "كان لك معايا أجمل حكايا في العمر كله"..
صلاح "لسه فاكر" ليلة الرابع والعشرين من إبريل.. ليلة القبض على روما.. التي كانت "بألف ليلة وليلة".. أمام روما غنّى صلاح "هذه ليلتي".. غنّاها بأعلى صوته فتراقص "الأنفليد" طربًا لها.. وهو يردد "واثق الخطوة يمشي ملكًا".. في ذلك المساء كان مشجعو الليفر ينتظرون من يقودهم إلى النهائي الحلم.. فكان ذلك المصري بالنسبة لهم "كيدٍ من خلال الموج مدت لغريق".. ولسان حال نجوم روما "اللي بيشكي حاله لحاله واللي بيبكي على مواله".. بينما كانت جماهيره على الجانب الآخر تشاهد انهيار قلاعها بأقدام صلاح.. وهي تصيح "كان صرحًا من خيال فهوى".. أما الجماهير خلف الشاشات فكانت تطير من الفرح.. وهي تغني "أين مني مجلس أنت به".. انتهى اللقاء وعاشت بعده مواقع التواصل الاجتماعي ليلة صاخبة عنوانها "يا مسهرني"..
صدقني يا صلاح.. لو كانت "السيدة" بيننا اليوم.. لكانت تسلطنت مع إبداعاتك.. كانت ستغني لك فخرًا كما غنت لأبطال الحروب في مصر.. صدقني يا صلاح كانت ستحبك..!!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..