الحاضر.. الحاضر..!!
ستون عامًا مرت على تأسيس ذلك الكيان.. ستون عامًا كانت منافسات الكرة في بلادي بين حاضر وغائب.. يحضر فريق ويغيب آخر.. يفرح مدرج ويحزن آخر.. حالة عامة ومشهد متكرر.. إلا أن ذلك "الأزرق" كسر تلك المعادلة وغير ذلك المفهوم، باعتباره "الثابت"؛ فهو لا يريد أن يوصف كغيره بالحاضر الغائب.. ولأنه الهلال فقد ظهر دائمًا بصفته "الحاضر.. الحاضر".. متسيدًا منصات التتويج الواحدة تلو الأخرى.. ومهيمنًا على عدسات الإعجاب.. وملهمًا لقلوب عشاقه ومحبيه..!
ولأنه الهلال "الحاضر دائمًا"؛ فقد مرت عطلة نهاية الأسبوع "التاريخية" بالكثير من الدروس والمشاهد والعبر.. ثلاثة أيام بلياليها مرت زرقاء وكأنه ليس هناك لون إلا الأزرق.. "ويك إند" عجيب.. تبادل فيه الهلاليون أدوار البطولة والكومبارس بعد أن كتبوا النص وصاغوا السيناريو على طريقتهم، بل سيطروا على الإخراج والإضاءة وتكفلوا بالمونتاج.. وتركوا للبقية فرصة المتابعة ومتعة المشاهدة..
عجيبة قصتهم أولئك الهلاليون.. رقصوا مع الدوري على مسرحهم.. وفي محيطهم.. ودعوا نجمهم "الكاسر" على طريقتهم وطريقته.. شكروا "وجه السعد" بوفائهم ووفائه.. رحبوا بابنهم "جابر العثرات" من قلوبهم إلى قلبه.. ثلاثة أيام كان الهلال ونجومه وجماهيره وأعضاء شرفه يتبادلون الأدوار على مسرح الرياضة.. وكان الجميع يشاهد ذلك العرض بشيء من الإعجاب والكثير من التركيز على حالة رياضية خاصة وظاهرة مجتمعية اسمها "الهلال"..!
غريبة رواية "بني هلال".. حين يحضر الإنجاز يردد محبوه أسماء رموزه وأساطيره ونجومه السابقين.. الحاضر منهم والغائب.. وحين يحضر الإخفاق يعودون لترديد أيقونات النجاح لتحفيز المخفق واستلهام تجربة النجاح لاستعادتها عاجلًا.. فتعود نبرة التذكير وأسطوانة الذكريات بين اسم غائب وآخر حاضر.. كان ولا يزال هذا هو حال الهلاليين.. يتعاملون مع رموزهم ونجومهم بقاعدة "الحاضر الغائب".. ويتعاملون مع كيانهم بصفته "الحاضر الحاضر".. وهذا أحد أهم أسرار زعامتهم..!
وبعد نهاية ذلك "الويك إند" الغريب.. سألت عن حالهم.. اقتربت من مدرجهم.. فسمعتهم يرددون ويتراقصون على كلمات الحب قائلين.. "سنين مرت وما ادري عن الأيام".. يقولون تفرق الأحباب.. وأنا أقول القمر ما غاب..!
ختامًا.. أبارك للهلال والهلاليين حصولهم على بطولتهم المفضلة ووصولهم إلى الرقم "15" في سجلات وذاكرة وتاريخ أقوى دوري عربي..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..