2018-03-21 | 02:54 مقالات

المظلومية.. وضياع الدوري

مشاركة الخبر      

من السهل جدًّا لفريق الأهلي تحقيق لقب الدوري هذا الموسم، رغم صدارة الهلال بفارق نقطة، وتبقي جولتين فقط في منافسات الدوري؛ فالراقي الذي سيواجه الزعيم في ملعب الجوهرة في مباراة الحسم، قادر على تجاوز خصمه بسهولة؛ نظرًا للفوارق الفنية بين الفريقين، وحالة الضياع التي يمر بها الهلال حاليًا، أضف إلى ذلك الدعم الجماهيري الذي سيلقاه من أنصاره في الموقعة الأهم.



ولكن رغم هذه المعطيات، أكثر ما أخشاه على الأهلي تصاعد نغمة المظلومية وتشتيت أذهان جمهوره ومسؤوليه خارج الملعب؛ ما سيؤدي بالتأكيد إلى تشتيت جهود اللاعبين داخل المستطيل الأخضر في المواجهة الحاسمة أمام الهلال.



أعلن الاتحاد السعودي تعليق مشاركة لاعبي المنتخب في نهائي كأس الملك؛ فتعالى صراخ الأهلاويين وهم لم يصلوا للنهائي بعد، وكأن الفيصلي أفضل الفرق في الدوري فنيًّا سيكون استراحة لهم في المجمعة، وخرج طارق كيال نائب رئيس النادي ليعلن رفض اتحاد القدم تأجيل مواجهتهم أمام الفيصلي؛ لتزيد حالة الغليان وتبدأ مسيرة المظلومية لجمهوره عبر هاشتاقات متكررة. كما حدث بداية الموسم عندما وضع الأهلاويون أنفسهم في صراع مع هيئة الرياضة، عبر هاشتاقات مسيئة "كأس العالم حيوحشنا"؛ ليتبين وقتها أنهم كانوا أكثر المستفيدين من قرارات هيئة الرياضة ودعمها المادي والمعنوي، علاوة على إنقاذ الجهاز الحكومي لهم من الهبوط ومن شطب قائدهم تيسير الجاسم وإيقاف حارسهم محمد العويس.



بعد كشف الحساب الذي قدمه تركي آل الشيخ عبر برنامج كورة في قناة روتانا خليجية وتبيانه الحقائق التي أنهت مسيرات المظلومية والتهديد، ركز الأهلاويون داخل الملعب لتكون النتيجة تقلص الفارق النقطي بينهم وبين المتصدر إلى ثلاث نقاط، وتصدرهم مجموعتهم الآسيوية والوصول إلى نصف نهائي كأس الملك.



الآن والأهلاويون يعودون لهذا النهج المحبب لأنفسهم؛ فهم يسيرون في طريق الخسارة وضياع المنافسة على كل هذه الألقاب، غير معتبرين بالتجارب الكثيرة التي مرت بهم وأفقدتهم العديد من البطولات، لعل أشهرها ما استطاع خالد البلطان رئيس نادي الشباب ومدير مركزه الإعلامي طارق النوفل فعله بهم في ذلك التنافس الشهير قبل أعوام على لقب الدوري، حين أبعدتهم عن أجواء الملعب وخطف اللقب بسهولة من بين أيديهم في جدة.



ما زالت الكرة في ملعب الأهلاويين وطريق الدوري مفتوحًا وسهلاً لهم في الجولتين المقبلتين، بشرط التوقف عن البكائيات وادعاء المظلومية والتركيز داخل الملعب، ودعم الفريق في مواجهة الحسم؛ فأي الطريقين يختار عشاق الأهلي؟