كله منك يا روسيا..!
لا أشك في أهمية وقيمة اتخاذ العديد من الخطوات، في سبيل الوصول إلى أداء مثالي ومقنع لمنتخبنا الوطني، حين يخوض غمار منافسات كأس العالم في روسيا 2018.. وهي أمنية يشترك فيها كل سعودي يطمح أن يرى بلاده في كامل حضورها وتوهجها في مختلف الميادين..
لكنني أتوقف كثيرًا أمام “الكيفية” التي تمت من خلالها إدارة بعض الأمور وصدرت من خلالها “بعض” القرارات.. وعلى الرغم من قناعتي التامة وثقتي بحسن نية أصحاب تلك القرارات، إلا أنني أجد غياب المنطقية في بعضها..!
فعلى صعيد البطولات والمسابقات المحلية، فإن معظم الدول المتأهلة إلى كأس العالم إن لم تكن جميعها لم تغير في توقيت أو شكل برامج مسابقاتها الكروية المحلية من أجل كأس العالم.. تلك الدول لم تلغ أيًّا من بطولاتها المحلية أو تنهِ موسمها في غير موعده المعتاد، أو تحرم أنديتها من لاعبيها الدوليين.. لأن الأمر ببساطة هو توازن زمني تمت مراعاته مسبقًا من قبل FIFA بحسب البرامج الزمنية للبطولات المحلية والقارية على مستوى العالم..
بسبب استعدادنا لكأس العالم قام اتحادنا الوطني الموقر بإلغاء بطولة السوبر التي تغير مسماها إلى “كأس ولي العهد”.. وللسبب ذاته تم استبعاد لاعبينا الدوليين من المشاركة مع أنديتهم خلال ربع نهائي كأس الملك، وينتظر عدم مشاركتهم كذلك في النهائي بحسب القرار الصادر مؤخرًا..!
ولذات السبب، تم إلحاق عدد من نجومنا الكرويين بالدوري الإسباني لخوض تجربة احترافية في توقيت كانت فيه فرقهم الوطنية بحاجتهم للاستفادة من خبراتهم في منافسات الموسم المحتدم.. وهي الخطوة التي أشار معالي رئيس هيئة الرياضة إلى فشل مسارها..!
وأمام ذلك كله أقف مجددًا وأتساءل: ألم يكن بالإمكان أن يرى المسؤولون في اتحادنا الوطني استمرار المسابقات الكروية المحلية بنفس الشكل والكيفية، دون إحداث أي ضرر مباشر أو غير مباشر على المتنافسين؟!
آمل أن يكون ما كتبته مجرد مبالغة في النقد أو رأيًا متعجلاً.. وكلي أمل أن تكون تلك القرارات ـ التي أثارت الجدل ـ سببًا في توهج منتخبنا الوطني ووصوله إلى درجة عالية من الجاهزية؛ للظهور بالمظهر المشرف أمام العالم.. فوطننا الكبير يستحق أن يكون رائدًا في كل مجالات الحياة.. وسنظل نقف ونردد دائمًا وأبدًا “معاك يا الأخضر”..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..