تتجدد الصداقة
في نفس التوقيت من كل عام، أكتب هنا عن مناسبة تهمني "ربما تهم الكثيرين"..
ـ أتحدث عن "معرض الرياض الدولي للكتاب"، الذي تشهده العاصمة السعودية خلال شهر مارس من كل عام، ويحظى بزوار يتجاوز عددهم مئات الألوف..
ـ أقول دومًا إن "خير صديق في الحياة كتاب"، وأكرر وأجدد القول لإيماني بأنه "أي الكتاب" هو بالفعل أفضل الأصدقاء، بل أكثرهم "وفاءً"، وسيظل وفيًّا ومفيدًا مهما تغير الزمان أو المكان..
ـ يتعدد الأصدقاء من "البشر" على مر الزمن؛ فتكتشف "غدر" هذا أو "خيانة" ذاك، أو عدم "وفاء" صديق ثالث، أو "تجاهل" رابع الأصدقاء!!
ـ يتساقط "الأصدقاء" فتكتشف نفسك وحيدًا في عالم واسع، تبحث فيه عن "ونيس" يخفف وحشتك؛ فلا تجد سوى "الكتاب"؛ لذلك بات وسيستمر خير صديق، بل أكثرهم "وفاءً" و"نفعًا"..
ـ "وفاء" الكتاب يتمثل في أنك تجده دومًا "معك" قريبًا منك، لا يتخلى عنك ولا يغدر بك أو يخونك أو يتجاهلك.. هذا أصل الوفاء..
ـ أما "نفع" الكتاب فيأتي من "مضمونه" وتنوع هذا المضمون الذي لا يحقق "الفائدة" فقط، بل أيضًا رضا الجميع..
ـ يقول مفهوم اقتصادي: "لو اتفقت الآراء لبارت السلع"، والكتاب يحقق هذا المفهوم من خلال تعدد أنواع "المعرفة" أو "الرغبات"..
ـ إن كنت تريد أن تقرأ في "الأديان" أو "مختلف العلوم" أو في "الفنون"، أو تريد أن تبحر في عالم "الشعر"؛ فستجد كل ما تبحث عنه في كتب تنوعت مضامينها..
ـ يتوافد الزوار.. كبارًا وصغارًا.. نساء ورجالًا.. بعضهم يزور كل دور النشر أو معظمها.. وبعضهم الآخر يذهب "مباشرة" نحو دار نشر محددة؛ بحثًا عن كتاب محدد لكاتب بعينه..
ـ ما أجمل منظر توافد الزوار على دور النشر.. ويزداد المنظر جمالاً وأنت تشاهدهم يمسكون الكتاب "الورقي" بأيديهم، يتصفحون ورقاته بعد أن سرقتهم "التكنولوجيا" منه "أي من الكتاب الورقي"، وانشغلوا بالأجهزة الذكية أو الحواسب الآلية..
ـ لا تفهموا أنني ضد التطور "التكنولوجي"، بل بالعكس أؤيد مسايرته، لكنني لا أتمنى أن يتسبب في "انصرافنا" عن الكتاب "الورقي"..
ـ لو فعلنا نكون "نحن" من "قل وفاؤه" حيال من كان وما زال وسيظل "الأكثر وفاءً"..
ـ جددوا وفاءكم لمن كان ومازال وسيبقى وفيًّا معكم..