المال لا يسقي حديقة الأمراء..!
حين قام "روجيه تاليبرت" في العام 1897 بالانتهاء من التحفة المعمارية الباريسية "بارك دي برينس" أو حديقة الأمراء، لم يكن دار في خلده أن يصل ملعب العاصمة الفرنسية إلى تلك الشهرة والمكانة.. لم يكن يدري حينها أن بطولة العالم ستمر من خلاله.. ويصبح وجهة رياضية بارزة في غرب القارة العجوز، وأرضًا يستضيف فيها فريق العاصمة مبارياته..
دار الزمن.. مضت العقود والسنين ليصل ذلك القطري الثري إلى ملكية النادي الباريسي الشهير، في خطوة جاءت متزامنة مع الحضور القطري "مدفوع الثمن" في مختلف الأحداث والمواقع الرياضية حول العالم.. استبشر المراقبون بوجود المال وتناقل محبو الفريق الباريسي أخبار الانتقالات عامًا بعد عام..
ومنذ العام 2011 بدأ صرف الملايين القطرية.. تم جلب الكثير من الأسماء الشهيرة أمثال ديفيد بيكهام وزالاتان إبراموفيتش، مرورًا بكافاني وانتهاء بالبرازيلي نيمار، الذي انتقل في صفقة فلكية صعقت الواقعية الأوروبية، وتركت وراءها سرًّا خطيرًا مصدره المال..!
في السادس من شهر مارس الجاري.. كانت حديقة الأمراء على موعد جديد مع الواقعية.. توجه الثري القطري ذلك المساء إلى مقعده المخصص.. لم يكن "الخليفي" حينها القطري الوحيد، بل كان المدرج على موعد مع اثنين من القطريين، حضرا أيضًا لذات السبب، وهو كسب المزيد من الشهرة والأضواء عن طريق المال..
في تلك الليلة.. خسر تميم ووالده رهانًا جديدًا على مفعول المال والسلطة "الوهمية"، اعتقدا حينها أن فريقهما سيتمكن من الوصول إلى مرادهما ومراده.. ولأن الواقعية هي من يحكم ويتحكم في سير الأمور في أوروبا؛ فقد كان الثلاثي القطري أمام مشهد "فشل" جديد، كتب سيناريوه "زيزو"، وقام فيه "الدون" بدور البطولة؛ فكانت الخيبة القطرية حاضرة قبل الفرنسيين أنفسهم.. ليعود بعدها تميم ووالده خاليي الوفاض تمامًا، مثلما تنتهي كل مغامراتهما الطائشة..!
لم يكن الدرس المدريدي "الملكي" بجديد.. فقد سبق لأبناء عمومتهم في "كتالونيا" أن لقنوا الأثرياء ضربة موجعة في النسخة الماضية على طريقة "الريمونتادا" البرشلونية في مباراة كانت أشبه بالتمرين لميسي ورفاقه.. لتضاف إلى الدروس التي تلقاها "الخليفي" على يد كبار القارة بفكرهم وتاريخهم الطويل..
انتهى الدرس يا "ناصر".. فالثروة وحدها لا يمكن أن تجعل منك بطلاً.. والمال وحده لا يمكن أن يسقي حديقة الأمراء.. لا أظنكم قد استوعبتم الدرس؛ فلو كنتم كذلك لما وصلتم إلى ما وصلتم إليه..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..