2018-03-04 | 02:39 مقالات

السياسة تحتاج الرياضة

مشاركة الخبر      

 




 يتمنى كثيرون ـ أنا أحدهم ـ فصل السياسة عن الرياضة، لكن كثيرين أيضًا ـ وأنا أحدهم ـ يؤمنون بأن "الرياضة" قد تصلح ما تفسده "السياسة"..



- وللتأكيد بأن الرياضة "بالفعل" تلعب دورًا مهمًّا في تقارب الشعوب؛ فإنك تجد في مدرجات برشلونة أو ليفربول أو أي فريق عالمي مختلف الجنسيات العالمية، التي ربما "بعضها" لا يرتبط بعلاقات دبلوماسية، لكن يربطهم تشجيع هذا الفريق العالمي أو ذاك..



- يلتقي المشجعون من مختلف دول العالم و"يتحدون" في مؤازرة فريقهم و"يتفقون" على الوقوف خلفه، وهنا "أسهم" الفريق في جمع شمل هؤلاء المشجعين، رغم اختلاف جنسياتهم وألوانهم، بل ربما رغم "عدم" اتفاقهم "سياسيًّا".. هنا أصلحت "الرياضة" ما أفسدته "السياسة"..



- تأكيد ذلك حدث مساء الأربعاء الماضي في ملعب "جذع النخلة" في البصرة، عندما حل المنتخب السعودي ضيفًا على شقيقه العراقي..



- المنتخب السعودي لم يشعر بأنه كان "ضيفًا"، بل أشعره العراقيون من خلال الترحاب وحسن الاستقبال بأنه صاحب الدار..



- امتلأت المدرجات ليس لمشاهدة المنتخب العراقي "فقط"، بل من أجل أن يعبر العراقيون عن سعادتهم بزيارة أشقائهم والتأكيد أنه مهما طال الغياب فلا بد من اللقاء طالما المحبة ضاربة في القلوب..



- سياسيًّا، مرت العلاقات السعودية ـ العراقية خلال العقود الثلاثة الماضية بشيء من التوتر، ومن يقول غير ذلك يكون يعيش في عالم آخر، أو أنه لا يريد أن يقول الحقيقة..



- لكن ولأن ما يربط بين السعودية والعراق أكبر من اختلاف على ملف أو موقف؛ فقد عادت العلاقات بين البلدين أكثر قوة وحميمية، وهذا هو طبع العرب عندما يؤمنون بوحدة المصير، وقبل ذلك "وهو الأهم" أن يشعروا "بصدق" المشاعر والأهداف..



- مهما حاولت الدبلوماسية ومعها وسائل الإعلام أن تعكس أو تؤكد عودة العلاقات الدبلوماسية إلى "سابق" عهدها، فإنها لن تستطيع إقناع "الشارع" أو المجتمع بذلك..



- الرياضة "وحدها" تستطيع أن تفعل ذلك، ولعلنا شعرنا بذلك "قبل" لقاء السعودية والعراق سواء من خلال حديث السعوديين والعراقيين لفترة طويلة عن المباراة أو "خلال" اللقاء عبر ذلك التفاعل الجماهيري الكبير بين الطرفين..



- لا يمكن للسياسة أن تستغني عن الرياضة.. فهذه "الأخيرة" تصلح ما تفسده "الأولى"..