2018-02-18 | 02:47 مقالات

30 جولة.. للجادين فقط..!

مشاركة الخبر      

من جديد.. نجد أنفسنا مرة أخرى أمام تطور سريع و"جوهري".. إلا أن التغيير هذه المرة جاء بمثابة الأمر المتوقع، بعد سلسلة طويلة من القرارات الساعية لتحسين شكل المشهد الرياضي الحالي والمرتقب.. القرار هذه المرة كان زيادة فرق الدوري السعودي للمحترفين إلى 16 فريقًا؛ الأمر الذي يعني أن دورينا ستدور قصته عبر 30 جولة..



30 جولة تعني أننا اقتربنا من محاكاة الدوريات الأوروبية من حيث "الكم".. وسنصل يومًا ما إلى محاكاة "الكيفية"، طالما أننا لا نمانع في المزيد من الانفتاح على تقليد تجارب الآخرين التي أثبتت نجاحها..



30 جولة تعني أن بطولة النفس الطويل قد ارتفع سقف اشتراطاتها ومتطلباتها.. فالجاهزية هنا ستبدو أكثر جدية وصعوبة من ذي قبل.. والتسلح بالبدلاء والعناصر الشابة سيصبح أمرًا لا مفر منه.. وسيتضح فارق التحضير البدني اللياقي أكثر فأكثر.. وهنا يجدر بالجميع تطوير سياسات وخطط الإعداد والتعاقد مع أجهزة فنية محترفة مناسبة لمثل هذا النوع من العمل والأداء البدني..! 



30 جولة تعني أننا سنكون أمام 240 مباراة في الدوري.. وأن هناك 21600 دقيقة بث تلفزيوني كروي مباشر.. و2700 دقيقة لعب على الأقل لكل فريق.. وهو ما يعني أن المساحة المتاحة للمعلن قد اتسعت.. ودقائق البث والعرض قد ازدادت.. وهو ما يعني زيادة فرص تقديم المنتج عبر منصات أندية الدوري وملاعبها..



30 جولة تعني أن التوزيع الجغرافي لنطاق دوري المحترفين سيشمل مناطق ومحافظات ومدنًا أكثر في وطننا الكبير، وهو الأمر الذي سيلقي بظلاله على تحريك المياه الراكدة في بيئة العمل والملاعب في تلك المدن.. وسيدفع الأهالي والمستثمرين والمختصين إلى اقتناص كل فرصة متاحة، نظير تواجد دوري المحترفين بين ظهرانيهم.. اسألوا بريدة والمجمعة والمدينة المنورة وحفر الباطن وسيجيبكم أهاليها حتمًا..!



وقبل أن نسأل عن جاهزية اتحادنا الوطني لكرة القدم، واستعداد أجهزته ولجانه لهذا التغيير الذي يعني المزيد من الأعباء.. فإن علينا قبل ذلك كله أن نسأل: هل سيقدم مسيرو الاتحاد الآلية المناسبة "نظاميًّا" لزيادة عدد الفرق من 14 إلى 16 فريقًا؟! أتمنى ذلك.. لأن الاجتهاد هنا مرفوض مع وجود النصوص واللوائح..!



30 جولة باتت أمرًا جاهزًا للتنفيذ واختبارًا حقيقيًّا للجهات المسؤولة والأندية ومنصات الإعلام والمستثمرين والجماهير.. اختبار لن يستطيع التعامل معه إلا الجادون فقط..!



دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..