«المرداسي» حكما بالقوة الجبرية!
الحديث عن الحكام ذو شجون، وكثيرًا ما يكون الحكم مادة خصبة ومثيرة للإعلام والنقاشات والحوارات، لطالما كان "الشماعة" الافتراضية التي يرمون عليها أخطاءهم وسلبياتهم بضمير مرتاح؛ فالفوز ينسب لغيرهم والخسارة تعلق على حبالهم!
منطقيًّا إذا كانت التكنولوجيا/ التقنية الحديثة تعجز عن فك الاشتباه ببعض الحالات الكروية؛ فكيف لبشر مطلوب منه الحكم بـ 5 ثوان البت فيها بشكل سليم كل مرة؟!
حتى "كولينا" الحكم الإيطالي "الأصلع" الشهير، لم تخلُ سجلاته من الأخطاء و"السخط" العالمي في بعض المباريات التي أدارها! متفقون بأن الأخطاء جزء من كرة القدم ومدركون في قرارة أنفسنا حتى مع الحكام الأجانب لم تتوقف الأخطاء موجودة بصناعة "أجنبية"؛ لذا هي مستساغة الطعم/ سهلة الهضم، والعكس مع المحليين الذين تهول أخطاؤهم، وكأي "منتج محلي" لا يجد التقدير الكافي لأسباب ذاتية/ اعتبارية لا مكان لها غير بأذهان مريضة ونفوس مليئة بمركبات النقص!
لماذا ينجح الحكم السعودي خارجيًّا ويحصل على التقدير والإشادة ويرسب مع مرتبة الشرف بإقناع "ربعنا" في الداخل؟! الحكم بشر يسمع ويرى ويقرأ ويتأثر تقديره لذاته نابع من تقدير الآخرين له، وتقدير الغريب مستمد من تقدير القريب، وأعظم الظلم "ظلم ذوي القربى" وإجحافهم!
كيف نطلب من الاتحادات الخارجية الوثوق بحكامنا واستقطابهم ونحن لا نعطيهم الحد الأدنى من التقدير؟! للأسف الاتحاد السعودي كبل/ عرقل تقدم الحكام واستمراريتهم بفتحه الباب على مصراعيه للأجانب وعمل تسهيلات للأندية!
لا نلوم الفيفا بتهديده استبعاد الحكم "فهد المرداسي" من التحكيم بالمونديال؛ لأننا نحن من حكمنا على حكامنا "بالإعدام" محليًّا؛ فكيف يكونون على أهبة الاستعداد والجاهزية الذهنية واللياقية والمعنوية وهم مجمدون محليًّا؟!
التحكيم بدوري المحترفين يختلف كليًّا عن التحكيم بالأولى، من حيث الأضواء والإعلام والمتابعة الجماهيرية والتنظيم والاحترافية؛ لذا أطلب من هيئة الرياضة الجهة التي تعمل على التطوير بكافة الاتجاهات، أن تعمل على إنقاذ مستقبل الحكام المحليين ورد اعتبارهم والعمل على وضع الخطط والبرامج لتطويرهم، تزامنًا مع تطوير الكرة السعودية واستقطاب الخبراء لعمل دورات وإلقاء المحاضرات على غرار كولينا وريزولي؛ لإعادتهم للواجهة وتصديرهم للخارج بقلب قوي، ولنا في عبدالرحمن الزيد وخليل جلال.. "المونديالي" وعلي الطريفي.. خير الأمثلة!
الحياد والموضوعية على علاقة بالضمير ولا علاقة لها بدين/ مذهب/ جنسية، والإشكال بعقلنا الباطن وهو من يوجد هذه "الانفصالية"، وليس بأخطاء الحكام التي هي جزء من اللعبة!