العائلات "أكشن" الملاعب السعودية!
بداية نشكر الهيئة العامة للرياضة لسماحها دخول العائلات السعودية للملاعب وتخطيطها وتجهيزها وإعدادها وتنظيمها لكل شيء، رأينا في أول تجربتين "بالجوهرة" و"الدرة"، كيف كان الحضور العائلي كبيرًا ومبهجًا، وقبله التنظيم والتنسيق رائع، وهي مسألة يشكر عليها كافة العاملين بالهيئة، وللأميرة ريما بنت بندر خاصة لحضورها وتفاعلها في المدرجات مع العائلات ومتابعتها تلك اللحظات التاريخية المميزة التي عاشتها المملكة!
التجديد "التغيير" كتجربة هو إحدى سنن الحياة ولا غنى عنه في المجتمعات الحديثة، ولا يحتاج فقط لتوفر الشروط المعرفية والثقافية والسياسية، بل هو استعداد نفسي/ عملي لدفع ثمن متطلبات التجديد بالفضاء الاجتماعي!
لكنه يتحول "لرهاب" مرض مجتمعي يحول دون انفتاح المجتمع على آفاق التغيير التي تتطلبها المرحلة، كنوع من العولمة الإيجابية ومسايرة العصر؛ فما بالك أنه قرار دولة ولا رجعة فيه!
ولأن بكل شؤون الحياة لا يمكن إلغاء مسألة حتمية وجود "التناقض" والشيء وعكسه، لذلك كان لا بد من وجود شريحة مجتمعية معارضة لدخول العائلات للملاعب، وهذا حق طبيعي "لهم" لاختلاف العادات والأفكار وقوانين الانغلاق والخصوصية الذاتية، ولا اعتراض، بل هي مسائل تحترم والعكس صحيح!
ولأنه مثلها مثل غيرها من الموضوعات المجتمعية "المستحدثة" "الحساسة" كقيادة المرأة للسيارة ودخول السينما؛ فنقول ببساطة المسألة "اختيارية" وليست "إجبارية"، رأيك يحترم في حدود صلاحيتك مع "ذاتك" و"الكونترول" على عائلتك فقط؛ فلا تملي قناعاتك على الآخرين، ولاسيما أنه قرار دولة!
أستغرب موجة السب والشتم والتعدي على أعراض الناس ـ والعياذ بالله ـ بالقذف وغيره والمساس بكرامة رب الأسرة لمجرد اصطحابه عائلته "زوجته وأطفاله" للملعب!
لنرتقي ونأخذ الأمور ببساطة، التغيير سنة الحياة ورأيك "لنفسك" والمرأة التي "تستعيب" منها هي الأم والأخت والزوجة والابنة، وهي مربية الأجيال ومحور حياة الرجل، والرجل العظيم هو الذي يفتخر بالمرأة بحياته وليس الذي يتوارى خجلاً منها، فلا ندفن رؤوسنا في الرمال كما تفعل النعام!
ولو نظرنا للمسألة بموضوعية وعقلانية، لرأينا عمق الفائدة الاقتصادية من قرار كهذا، ليس رياضيًّا وحسب، بل للبلد أيضًا، كإضافة اقتصادية كبيرة ستضاف للدوري السعودي وزيادة نسبة المتابعة الميدانية واتساع قاعدة المشجع لتشمل "الأب والأم والأبناء"، وتوحيد الروابط الأسرية "التقارب العائلي"، وتشجيع المشجع "الرجل" للحضور بصحبة عائلته بدلاً من متابعتها خلف الشاشات! وتوظيف بنات الوطن من النساء! وزيادة إيرادات الملاعب للأندية وارتفاع مداخيل الاتحاد السعودي واستحداث تغيير بالمنتوجات التسويقية لتشمل المرأة!
وعلى المستوى الفني، رأينا كيف كان المستوى كبيرًا في جدة "لقاء الأهلي بالباطن" مع غزارة الأهداف، حيث بدا التأثير النفسي كبيرًا على أداء اللاعبين وشعورهم بالمسؤولية أكثر! ولقاء الرياض كلاسيكو "الهلال الاتحاد" الذي شهد مستوى فنيًّا كبيرًا وأداء عاليًا من الحراس واللاعبين؛ رغبة في إسعاد جمهور العائلات الحاضر في المباراة! والنجاح التنظيمي داخل وخارج الملعب!
المرأة بالمدرجات هي نفسها التي تتواجد بالمستشفيات والمطارات والأسواق والمهرجانات العائلية، الاختلاف الوحيد في عقلك الباطن وشعورك "الصحي" تجاه المرأة وخلفيتك النفسية تجاهها وحسب!
خاصة أن أغلب التيارات المعارضة تحمل رواسب "ذهنية" متدنية جدًّا تجاه من يحضرن في المدرجات من النساء السافرات المتبرجات، واللاتي أغلبهن "غير سعوديات" بمباريات المنتخب والسوبر السعودي، والربط بينها وبين حضور امرأة محجبة محتشمة للملعب بمعية ولي أمرها!