جبال آل الشيخ
منذ الوهلة الأولى التي أعلن فيها أن السعودية مقبلة على عهد جديد، وفق "رؤية" مستقبلية قادمة من أعلى الهرم، علمت يقينًا أن التصحيح هو المقصود بهذا، وأن الفساد هو الهدف المعني.
الفساد موجود في كل دول العالم، بل يصنف "مرضًا" يصيب أكثر الشعوب تقدمًا وأخلاقًا، ونحن جزء من هذا العالم ولا يجب أن نخجل من هذا أبدًا؛ فمن يبحث عن علاج لا يخجل من المرض.
الفساد حقيقة، وهو ما اعترف بوجوده كبار الساسة في هذا الوطن، ومن أجل محاربته اعتمدوا هيئة لمكافحة الفساد، في الوقت الذي كان الكثير منا يرى في مجرد النطق بهذه الكلمة جنحة.
وحين يعترف ولي الأمر بوجود الفساد ودوره الكبير في تعطيل التنمية، فهو اعتراف من يريد وطنًا "سليمًا" بلا خلل؛ ولذلك كانت كل تصاريح قادة هذه البلاد توجه بضرورة مكافحة هذه الآفة.
الفساد لغة: هو نقيض الصلاح، وأفسد الشيء أي أساء استعماله، واصطلاحا: هو سوء استخدام السلطة الممنوحة وتقديم المصلحة الشخصية على العامة، نفوذ، تهاون، محاباة، ومال عام.
الفساد كالسرطان لا تخلو منه الوزارات والمؤسسات، وحتى تعاملات الشارع العادية سواء أكان فسادًا فرديًّا أو منظمًا، والرياضة جزء من مجتمع لا تخلو من بعضه حقيقة لا يمكن الفرار منها.
وما ينطبق على الرياضة، هو ما ينطبق على غيرها في الحديث عن الفساد، وهو أنه لا يخرج عن صنفين: متعمد أو ما بني على غفلة وجهل بالأنظمة، وهو ما نفترضه ثقة في أخلاق وسطنا.
من هنا كانت البداية، ومن هنا كان لكل مقام مقال، بل من هنا قيل لكل زمان دولة ورجال، وهي الإشارة إلى أهمية الاختيار المناسب لمثل هذه المهام، ومن هنا وقع الاختيار على.. "آل الشيخ".
ولعل الخلفية التي أتى منها رئيس "الهيئة الرياضية"، كانت كافية ومقنعة لتوليه مهمة تصحيح رياضي شامل، وسلاحه في هذا الرغبة والقوة والشخصية المدعومة وإصرار رجل دولة يحظى بالثقة.
الأمر يتجاوز مجرد عمل رياضي، إلى "مشروع دولة"؛ ولذلك كان التأييد طاعة، بل تقديم لمصلحة وطن عامة بعيدًا عن ميول أو مصالح شخصية، وهو ما كان يجب أن يصل مبكرًا للجماهير.
وبقدر التأييد المتنامي مع مرور الوقت لرئيس الهيئة، بقدر ما كانت البداية صادمة لوسط لم يعتد على مثل هذا التغيير، لغط كان بالإمكان تجاوزه لو تم التمهيد له مسبقًا لتفهم الجماهير حقيقته.
هل هو خطأ إعلامي أو هفوة تخطيط مسبق، كان يجب أن يراعي عاطفة جماهير تجاه أنديتها "لا أعلم"، ولكن ما أنا متأكد منه هو أن كل الجماهير تحمل من الحس الوطني ما يجعلها تقدمه على سواه.
نجح آل الشيخ في إقناع شريحة كبيرة من الرياضيين بتلك الموس التي تشحذ على كل الرؤوس والعشم باق ألا تكل حتى تحلق قزعًا رياضيًّا "تنافسيًّا" غزير عطاؤه لبعض أندية وشحيح على أندية أخرى.
الغيورون على رياضة بلد والباحثون عن تنافس شريف، والواثقون في مسؤول يتكئ على "جبلين راسخين" هما في قلب كل سعودي حتمًا، سيصلون إلى قناعة مفادها استبدال عصر المحاباة بزمن المساواة.
والثقة كانت ومازالت تتمدد في مسؤول أصيب بعمى الألوان؛ فلم يعد يرى منها إلا "الأخضر" لونًا "والسيفين" شعارًا، ليصل بنا إلى خط نهاية لرياضة شريفة هو خط البداية لحقبة نظام لا يعترف بالوصاية.
فواتير
ـ للشبابي.. قبل الفخر بقوله كاد الأهلي يهبط بسبب قضية الشباب، تذكر قوله إن الأهلي أهان ناديك.
ـ للاتحادي.. قبل الشماتة تذكر هبوط ناديك وشفاعة الفيصل وعقد الأسطورة واعتراف الرئيس بالتزوير.
ـ للهلالي.. قبل نبش قضايا الغير، تذكر تصريح رئيسك الذي أقر فيه بالفائدة من إغلاق قضية خميس!.