تصحيح أوضاع المواليد
لاشك أن قرار الاعتناء بمواهب كرة القدم من "مواليد" السعودية كان من أبرز قرارات الهيئة العامة للرياضة منذ تولى تركي آل الشيخ رئاسة مجلس إدارتها.
ـ قرار انتظرناه طويلاً لأن "المواليد" ثروة "رياضية" وليس "كروية" فقط ولم نستفد من هذه الثروة طيلة العقود الماضية بسبب عوائق يعرفها الكثيرون.
ـ للإنصاف فإن اتحاد كرة القدم السابق برئاسة العزيز أحمد عيد أولى قضية "المواليد" اهتمامه وبدأ الخطوة "الأولى" بالسماح لهم بالمشاركة "ولو بعدد محدود" ضمن منافسات الفئات السنية ودوري الدرجة الأولى "دوري الأمير فيصل بن فهد حالياً".
ـ لكن الحقيقة تقول إن "الخطوات" لم تكتمل من قبل مجلس اتحاد الكرة السابق، إذ كان القرار أصلاً يمنح التجربة فترة للتقييم لكن شيئاً من ذلك لم يحدث ولم نسمع عن أي نتائج عن تقييم التجربة!!
ـ تولى المستشار تركي آل الشيخ مهامه الرسمية "وبادر" بفتح ملف المواليد من جديد باهتمام ومتابعة جعل الكثيرين "وما زلوا" يستبشرون بأنه قد حان الوقت لتستفيد كرة القدم السعودية "ومن ثم بقية الرياضات" من ثروة مواهب "المواليد".
ـ تم فتح الملف من خلال فريق عمل استقبل "المواليد" واختبر مواهبهم واختار من اختار واستبعد من لم يجتاز الاختبارات الفنية.
ـ لم يقف الأمر عند هذا الحد بل ذهب أبعد من ذلك بكثير "بل أبعد وأسرع مما توقعنا" لدرجة أن بعضنا من "المواليد" ارتدوا شعار المنتخب السعودي وهذا يعكس الاهتمام بهذا الملف.
ـ اليوم يأخذ ملف "المواليد" منعطفاً جديداً هاماً للغاية يتمثل في سعي اتحاد الكرة "بالتأكيد بتوجيه من المستشار تركي آل الشيخ" إلى دراسة آلية استفادة الأندية السعودية من مواهب "المواليد" الذين برزوا خلال الفترة الماضية ولا بد من المسارعة في ذلك لكي لا نخسر هذه المواهب.
ـ من وجهة نظر شخصية يجب ألا تتقدم لجذب مواهب "المواليد" إلا الأندية التي تحتاج "فنياً" لهذه المواهب.. بمعنى أن ناد يضم "مدافعين" متميزين ليس من المنطق أن يتقدم بطلب ضم أحد اللاعبين "المواليد" بل يجب أن يذهب هذا الموهوب لناد يجد فرصة اللعب فيه أساسياً.
ـ أيضاً ليس من المنطق أن نجد نادياً يعاني من تخمة من لاعبي الوسط ومع ذلك يبادر لضم أحد "المواليد" لأن هذا لو حدث يعني نهاية هذه الموهبة تماماً.
ـ أتمنى أن يكون هناك لجنة فنية داخل اتحاد الكرة تساهم في توجيه مواهب "المواليد" للأندية التي تحتاجهم فعلاً كي لا نخسر هذه المواهب بل نقضي على ملف تعبنا كثيراً من أجل نجاحه.
ـ لكن هناك أمر هام للغاية يمثل ركناً أساسياً لملف اللاعبين المواليد ولا يمكن أن ينجح هذا الملف دون معالجة هذا الركن لأن كرة القدم تتعلق بشكل كبير بالجوانب "النفسية" ولا يمكن لأي موهوب "مهما كانت موهبته" أن ينجح دون توفير الظروف النفسية الملائمة له.
ـ الركن الذي أعنيه يتعلق بالأمور النفسية "للمواليد" وأكون واضحاً بشكل تام عندما أقول إن "تصحيح" الوضع القانوني ليس لهؤلاء الموهوبين فقط بل لأسرهم بالكامل يعد مطلباً رئيساً وهاماً للغاية.
ـ ننتظر من المستشار تركي آل الشيخ سرعة "طمأنة" هؤلاء الموهوبين بأن الوضع "القانوني" لأسرهم موضع اهتمام القيادة السياسية وسيتم حسمه سريعاً ليرتاح الموهوبون ويتألقوا بشكل أكبر ويقدموا ما يملكون من موهبة للكرة السعودية ويؤكدوا أنها ثروة أهملناها لفترات طويلة وحان وقت الاستفادة منها.