"إدواردو" الغائب الحاضر في الهلال!
بعض الأماكن لا يملؤها إلا شخص واحد؛ ذلك لأنه لا يعوضه أحد! وبعض الفراغات لا يسدها إلا "مكون" وحيد تتوفر فيه كل المقومات المطلوبة من فنية و"كاريزمية" وغيرها، وهذا باختصار وضع الهلال مع الغياب "القسري" لمحترفه البرازيلي "كارلوس إدواردو" لاعب الوسط المصاب!
يكابرون أحيانًا بأنه لا تأثير مباشرًا لغياب أي لاعب عن الهلال، ولكن بعض اللاعبين لا يعوض ومنهم إدواردو! فالهلال فنيًّا/ شكليًّا تأثر بغيابه، خاصة أنه يجمع بين ميزتين فنيتين: الدقة في التمرير والدقة في التسديد وبنسب عالية! ومواقفه الإيجابية مع الفريق وتفانيه وقربه من زملائه اللاعبين وجمهور ناديه، جعلت منه في وقت قصير أسطورة لا تعوض، فمن ينسى الدور الحيوي الفني له مع الهلال في دوري أبطال آسيا وأهدافه الحاسمة معه إلى ما قبل إصابته!
كاريزما إدواردو داخل وخارج الملعب، تكاد تكون واحدة، قربه بعقله ومشاعره وتفاعله مع زملائه اللاعبين وروح الجماعة الواحدة حتى في الموضوعات التي تهم المسلمين فقط بالسناب المعروف "الصلاة يا شباب"، قربته من الجميع!
فإدواردو من الخامات "الضئيلة" المحدودة التي تأتي لدورينا وتترك بصمة إيجابية لا تعوض، وأتحدى أي رياضي يثبت العكس، فهذا البرازيلي شخصية محبوبة داخل وخارج أسوار ناديه، وسيجني الهلاليون الكثير من "بركات" صبرهم عليه!
أفضل عملية "ترحيل" هذه الفترة لماتياس بريتوس الذي تعاقد معه الهلاليون "عمياني" بعيون مغمضة، ولا أعلم من صاحب "النكبة"ـ أقصد الفكرة ـ بالتعاقد معه؟! وهل سيعوض الهلاليين عن الخسارة المادية والمعنوية من التعاقد مع لاعب "تحفة" "صنم" مثله؟!
بعض أنديتنا لا أعلم "غفلة" أو "طيبة زائدة" تتعاقد مع لاعبين بشكل إما عشوائي أو غير مدروس بشكل متسرع، وفي الآخر هي من يدفع الثمن غاليًا بضياع المال وضياع فرصة التعاقد مع لاعب آخر "منتج/ مؤثر"، وتتكبد الخسائر وتراكم الديون؟!
حتى الفنزويلي "جميلين ريفاس" اللاعب صاحب الأداء المتذبذب، محتاج إلى إعادة نظر من قبل الهلاليين ودياز قبلهم، فهذا اللاعب صاحب "مزاج" ولم يقدم للفريق ربع المطلوب منه كمهاجم ورأس حربة، حتى أهدافه وصناعته للفرص لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة! وكان المفترض أن يجد "التسريح" المريح في هذه الفترة خاصة مع تمسك دياز بإدواردو!
الهلال رقم "1" في الدوري ولديه استحقاقات كثر، أستغرب معاناته من الضعف بالشقين الهجومي والوسط، ومحتاج إلى عطاء أكثر وفاعلية بهاتين الخانتين، مع أن "صبر الأرض كله" على لاعبين هذين المركزين، ولعلي أذكر المستوى السلبي أداء أهداف وروح المحترف "السوري" عمر خربين، الذي أصبح يقدمه من بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في آسيا!
خربين كان "شعلة نشاط" في الهلال، بركان ثائر وخمد، وهنا نتساءل عن سر الغياب "الفني/ الذهني" للاعب حاليًا؟! وربما كان ذلك دور إدارة الهلال بالاجتماع مع اللاعب وفهم أسباب انخفاض مستواه؟! وهو مجبر على تقديم العطاء والإنتاج المطلوب منه كلاعب محترف، فمن قدمه وأبرزه كلاعب مؤثر وصاحب نجومية بالقارة هو الهلال، ودعم جمهور الهلال، فهل جائزة أفضل لاعب في آسيا هي أعظم طموحاته كلاعب؟!
بعض الجوائز تضيف للاعب وتحفزه لتقديم المزيد من العطاء والتفوق والاستمرارية في الطموح، وهؤلاء هم فئة اللاعبين الكبار الذين لم تزدهم الجوائز إلا تحفيزًا لتقديم عطاء أكبر وحضور أعظم، واسألوا ميسي ورونالدو!