2018-01-07 | 03:13 مقالات

خليجنا واحد + واحد..!

مشاركة الخبر      

 

 

نظم خالد الفيصل ذات مساء رائعته "يا مدور الهين"، وكأنه يعلم أن "الكايد" سيحدث أمام فكرته التاريخية ومبادرته الشبابية الخالدة "بطولة الخليج".. البطولة التي ولدت من رحم منطقة كانت تعيش بدايات علاقتها بكرة القدم وأسرارها وتجاربها.. البطولة التي مرت بالكثير من التطور على مر تاريخها.. وعانت في بعض فتراتها من المنغصات.. ولأن "الكايد أحلى" كما قال خالد الفيصل، فإن كل عودة للبطولة بعد توقف تصحب معها التشويق وتعيد معها متعة المتابعة وصخب التشجيع وتحدياته وطقوسه في كل مجلس وخيمة وديوانية وصيوان واستراحة وعزبة ومدرج.. ولأن "الكايد أحلى" فقد استمتعنا حتى ليلة البارحة بعودة بطولة الخليج بثوبها الجديد "خليجي 23"..

 

فرحت كسعودي وأنا أتابع تلك التجربة "الجريئة" التي خاضها الأخضر، وهو يشارك بفريق معظمه من الشباب الذين يتشرفون للمرة الأولى بارتداء القميص الأخضر.. بل لا أبالغ حين أقول إنه فريق تكون قبل خمسة عشر يومًا فقط من انطلاق البطولة، وتحت قيادة فنية مغمورة بعض الشيء.. لكن صانعي القرار كانوا يدركون أن الأهداف التي وضعت لهذا الفريق ستحقق الدافعية الذاتية لهم.. وهذا ما شاهده وشهد عليه كل من تابع الأخضر بعين الحياد والمنطق..

 

فرحت كخليجي وأنا أشاهد الكرة الكويتية تعود مجددًا للحياة.. وزادت فرحتي بتزامن هذا الخبر مع استضافة الكويت لدورة الخليج وسط ضغط يشكله الوقت أمام المنظمين.. ولأن "الكايد أحلى" فقط نجح التنظيم بشكل أثلج صدر كل خليجي غيور ومنصف..

 

فرحت كخليجي وأنا أشاهد استمرار المشاركة العراقية واليمنية في هذا التجمع الجميل.. سعدت بوجودهم مجددًا بيننا.. وهو التواجد الذي يعود علينا وعليهم بالكثير من الإيجابية على المستوى الشعبي العام قبل فائدته الرياضية الفنية.. 

 

ففي كل حضور لهم بيننا يستقبلون رسالتنا ذات مضمون الولاء والانتماء وإحساس الجسد الواحد الذي لا تغيره النزاعات ولا تقلبات السياسة ونكسات الزمن وعبث الفاسدين.. 

 

فرحت كخليجي بوصول الأشقاء العمانيين والإماراتيين إلى نهائي البطولة.. فوصولهم كان تتويجًا للمنطق الفني والعطاء والأداء الذي قدمه أفراد المنتخبين طيلة أيام البطولة.. وترجم ما تقدمه اتحاداتهم الوطنية من دعم ومتابعة لمنتخبيهم.. فرحت وأنا أشاهد "عيال زايد" يصلون إلى النهائي بعد أن تخلصوا سريعًا من صدمة الخروج من تصفيات كأس العالم، وعادوا مجددًا إلى البحث عن أمجادهم بشكل جاد.. فرحت وأنا أشاهد "شباب السلطنة" وقد تغير جلد منتخبهم سريعًا، وعاد بثوب كله طموح ومثابرة لإعادة الحصول على كأس البطولة.. وقد حصل..

 

لكنني كخليجي لم أكن فرحًا أمام كل المشاهد.. ففي "خليجي 23" لم يكن "خليجنا واحدًا" كما كنا نسمع ونردد منذ الطفولة.. فقد كان أبناء الخليج والعراق واليمن ومواطنوها ومواليدها يمثلون سبع دول مشاركة.. عدا ذلك المنتخب الذي لم يحمل من الخليج والعروبة طعمًا ولا رائحة عدا اكتفاءه بارتداء القميص العنابي الذي سلم من رياح التغيير ومطرقة التجنيس.. بعد أن تغير كل شيء في منتخب قطر.. ولم يبق منه سوى الاسم واللون العنابي فقط.. فاستبدلت ذاكرتي عبارة "خليجنا واحد" لتصبح "خليجنا واحد + واحد".. وأعود معه لأردد مجددًا كلمات خالد الفيصل: "يا شبيه صويحبي حسبي عليك"، فقد أوهمني القميص أنه "صويحبي"، لكنه لم يكن سوى "مجنس".. فحسبي الله على من أخفى "صويحبي" وأظهر "المجنس"..!

 

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..