القناعة أم الظروف؟
أعود من جديد "لسلبية" قرار مشاركة 6 محترفين أجانب.
ـ قلت في أكثر من مناسبة إن هذا القرار يضر بكرة القدم السعودية من ناحيتين.. مالية وفنية.. دون أن يسجل إضافة "إيجابية" واحدة!
ـ الهدر المالي نتيجة التعاقد مع المحترفين الأجانب يمثل أزمة "آنية" للأندية وتضطر الأندية إلى صرف ما تملك من أموال للتعاقد مع محترفين أجانب على حساب حقوق اللاعبين المحليين!
ـ وربما يمتد الهدر المالي ليصبح مشكلة "مستقبلية" عندما لا تستطيع الأندية الوفاء بما عليها من مستحقات نظير التعاقد مع المحترفين الأجانب فتتحول المستحقات إلى ديون عدم سدادها يعني عقوبات الدولية.
ـ صحيح أن الأمور المالية تمثل أمراً مهماً لا يجب التعامل معه بسهولة وأنه لابد من الترشيد في الاستهلاك ومع ذلك أقول إن الخسارة "المالية" من قرار التعاقد مع 6 محترفين أجانب لا تمثل شيئاً أمام الخسارة "الفنية" التي ستجنيها كرة القدم السعودية مستقبلاً.
ـ نعم ستخسر الكرة السعودية الكثير من مواهبها الشابة التي ستصاب بالإحباط يوماً بعد يوم وهي تشاهد محترفين أجانب يأخذون مواقع من المفترض أن تكون لمواهب سعودية!
ـ وما يزيد من معاناة هذه المواهب السعودية أن "معظم" المحترفين الأجانب لا يقدمون تلك المستويات المقنعة التي تجعلهم يتسببون في إبعاد مواهب سعودية شابة واعدة!
ـ حتى حراس المرمى السعوديون الشبان أصابهم الإحباط وفقدوا الأمل في حماية شباك الأندية بعد قرار الاستعانة بحراس مرمى أجانب!
ـ ما حدث في الثلاث أو الأربع جولات السابقة في الدوري السعودي للمحترفين من منح الفرصة "ولو على استحياء" لمواهب سعودية شابة متميزة قوبل بالترحاب من قبل الكثيرين.
ـ لكن منح الفرص كان "محدوداً" للغاية وفي ظروف محددة ومعينة وللأسف أن معظم تلك الظروف كانت "قسرية" ولم تكن اختيارية!
ـ غاب عدد من اللاعبين السعوديين أو حتى المحترفين الأجانب لظروف الإصابات أو الوقف "واضطر" المدربون إلى الاستعانة بوجوه واعدة من الفئات السنية حضرت بكل اقتدار.
ـ لن أذكر أي أسماء إنما كلنا شاهدنا كيف أن أندية كالنصر والهلال والاتحاد وغيرها من الأندية قدمت خلال الجولات القليلة الماضية عدداً من المواهب الشابة المتميزة وظهرت تلك الوجوه بمستويات فنية مقنعة للغاية مقارنة بالسن وفرصة المشاركة.
ـ الموقوفون سينتهي وقفهم والمصابون سيتعافون من إصابتهم وسيعودون لمواقعهم أساسيين بغض النظر عن مستوياتهم فقط لأنهم لاعبون كبار "بالاسم" أو لأنهم محترفون أجانب!
ـ أما المواهب الشابة فسيعودون "منكسرين" للفئات السنية أو يتابعون تدريباتهم مع الفريق الأول بانتظار "ظروف" قاهرة تبعد لاعباً "كبيراً" أو محترفاً أجنبياً!
ـ امنحوهم الفرصة لقناعتكم بمستوياتهم مواهبهم وليس لأن ظروفاً أجبرتكم على ذلك.. هذا الكلام نقوله للأندية.
ـ حتى لاعبو المنتخب المشارك في خليجي 23 سيعودون لدكة البدلاء بل ربما خارج قائمة مباريات الدوري.. أي سيذهبون للنسيان.
ـ أقول اتحاد الكرة أعد النظر في قرار المحترفين الأجانب الستة إن كنت بالفعل تبحث عن مستقبل مشرق لكرة القدم السعودية.