استثمار زيارة إنفانتينو
لا أعتقد أن رئيسًا للاتحاد الدولي لكرة القدم "FIFA"، سبق أن زار دولة من دول العالم، والتقى الشخصيتين السياسيتين الأولى والثانية..
ـ لا أتذكر أن البرازيلي "هلافيانج" أو السويسري "بلاتر" فعلا ذلك من قبل، على الأقل في الزمن الذي عاصرته، وإن كانا فعلا ذلك فربما لحضورهما مناسبة تتعلق بكرة القدم..
ـ لكن ما أعنيه هو أنه لم يحضر "أيٌّ منهما" خصيصًا لزيارة الرجل الأول في الدولة، وبعد 10 أيام يحضر لملاقاة الرجل الثاني..
ـ هذا حدث مع الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم "جياني إنفانتينو"، الذي زار المملكة العربية السعودية مرتين خلال 10 أيام، والتقى خلال الزيارتين "أولاً" قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرجل الأول في الدولة..
ـ ثم حضر ـ أي انفانتينو ـ لزيارة الرجل الثاني في الدولة، وأعني هنا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "ملهم" الشباب السعودي وقائد حركة نهضة شبابية شعر بها البعيد قبل القريب..
ـ لا يمكن أن تكون هاتان الزيارتان من باب الصدفة؛ فالعالم أجمع يعلم أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يتحرك وفق معطيات محسوبة وبشكل دقيق للغاية..
ـ الرجل تولى قريبًا منصبه وليس بحاجة إلى حملة انتخابية تجعلنا نبرر زيارتيه؛ لذلك قام بهاتين الزيارتين من أجل كرة القدم العالمية، وهنا مربط الفرس ومضمون هذه المقالة..
ـ لو لم يكن إنفانتينو يعلم حق المعرفة بأهمية السعودية على المستويين العربي والإسلامي، بل العالمي، ولو لم يكن يعي جيدًا حرص السعودية على كرة القدم، ولو لم يكن يعلم "اهتمام" القيادة السياسية بكرة القدم لما قام بالزيارتين..
ـ رسائل عدة أفرزتها زيارتا رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للمملكة، أهمها أننا نعتبر جزءًا مؤثرًا على صعيد العالم "رياضيًّا وسياسيًّا"..
ـ إن المملكة تسعى "على كل المستويات" على دعم وإنجاح نشاطات كرة القدم "محليًّا"، ومستعدة لتقديم كل ما من شأنه دعم هذه اللعبة الشعبية على مستوى العالم..
ـ السعودية تؤكد لإنفانتينو أنها تسعى دومًا لمنافسات كرة قدم شريفة مبنية على روح رياضية عالية، بعيدة كل البعد عن أي "شبهات فساد"، أيًّا كانت تلك الشبهات..
ـ على مستوى العالم، يعتبر الرئيس الأمريكي "أيًّا كان الرئيس" والرئيس الروسي "أيًّا كان الرئيس"، ورئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "أيًّا كان الرئيس" أكثر ثلاثة رؤساء مؤثرين.
ـ الأول والثاني "سياسيًّا" والثالث "على صعيد كرة القدم"، وبالتالي فإن هذه الشخصيات الثلاث لا يمكن أن تقوم "بسهولة" بزيارة أي دولة، إن لم يكن وراء تلك الزيارة مصلحة "للطرفين" وربما للعالم أجمع..
ـ السعودية "خلال عام 2017" استقبلت الرئيس الأمريكي "ترامب" كما قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة لروسيا، التقى خلالها الرئيس "بوتين"، وأخيراً هاهو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "إنفانتينو" يزور السعودية خلال 10 أيام.
ـ كل هذه المعطيات ألا تعكس قيمة ومكانة وأهمية المملكة العربية السعودية عالميًّا على الصعيدين السياسي والرياضي؟
ـ أتمنى أن نستثمر زيارة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بشكل إيجابي كبير، وأن نحاول إرسال تقارير عن هاتين الزيارتين عبر شبكات التلفزيون العالمية "على سبيل المثال FOX و CNN"، ووكالات الأنباء كرويترز وغيرها..
ـ مثل هذه التقارير لو تم بثها عبر هذه الشبكات والوكالات الإخبارية، نكون نقلنا للعالم أجمع الوجه "الحقيقي" والمكانة "الفعلية" للمملكة العربية السعودية على مستوى العالم..
ـ سيعرف العالم مدى قيمة ومكانة هذه الدولة، ولن تنجح "خربشة" أطفال صغار لتشويهها مهما حاولوا؛ لأن الشامخ يبقى كذلك..
ـ صدقوني لو دفعنا مليارات الدولارات لنبث "دعاية" إعلانية عن السعودية لن تجد الصدى المنتظر مثلما هي تقارير "مجانية" عبر شبكات التلفزيون ووكالات الأنباء العالمية عن زيارة إنفانتينو للسعودية..
ـ لا يجب أن تفوت هذه الفرصة دون استثمار إعلامي كبير..