2017-12-31 | 04:05 مقالات

عام ليس كأي عام..! (1 - 2)

مشاركة الخبر      

 

 

24 ساعة تفصلنا عن نهاية عام ميلادي آخر.. عام شهد فيه العالم بشكل عام ومنطقتنا العربية بشكل خاص تغيرات عديدة.. تحركات جوهرية غيرت معالم السياسة.. هزات وأحداث ساهمت في تصحيح الكثير من المفاهيم والإفصاح عن الغموض الذي اكتنف ملفات عديدة دينية واجتماعية وثقافية.. ولم تكن الرياضة ببعيدة عما يحصل.. فالرياضة باتت منذ أزمان محورًا أساسيًا في أنماط حياة الشعوب فقيرها وغنيها.. 

 

24 ساعة تفصلنا عن عام شهدت فيه رياضتنا الوطنية الكثير والكثير من التغييرات والأحداث والقرارات التي استقبلنا بعضها كصدمة عصبية إيجابية وأخرى سلبية..!

 

عام رياضي كروي بدأ يومه الأول بتقلد "عادل عزت" وفريق عمله زمام القيادة في أهم اتحاد رياضي وطني، بعد الانتهاء من تجربة انتخابية محترفة وحادة في شكلها ومضمونها.. تجربة انتخابية شهدت اهتمامًا وحراكًا منقطع النظير على مستوى الجماهير الرياضية والإعلام والمجتمع بشكل عام.. انتهت بفوز عزت بالمنصب وفوز منافسيه باحترام المتابعين وتقديرهم.. 

 

عام رياضي.. احتفل فيه الوطن بالعودة مجددًا إلى المنصة الأكثر شهرة وسخونة واهتمامًا.. عاد فيه منتخبنا الوطني إلى كأس العالم في وصول هو الخامس على مدى تاريخ أخضرنا الأصيل..

 

 إلا أن الوصول هذا العام جاء بعد ملحمة كروية صعبة، اجتمع فيها قوة المنافس وطبيعة المنافسة.. تلك الملحمة التي تعدد نجومها ابتداء من عراب المرحلة الأمير عبدالله بن مساعد مرورًا بالأجهزة الفنية بقيادة الهولندي فان مارفيك.. والأجهزة الإدارية في اتحاد كرة القدم والأطقم المساندة للأخضر.. ومجموعة من النجوم الذين تسابقوا على خدمة الأخضر كل في مركزه.. 

 

وانتهاء بالجماهير الوفية، وأخص بالذكر أولئك الذين صنعوا من الجوهرة مسرحًا لأحلام الوطني.. وحولوه إلى منصة احتفالية قادتنا إلى حيث نريد.. 

 

عام رياضي شهد نقلة نوعية هي الأبرز في تاريخ رياضتنا الوطنية الحديثة من حيث القدرة والجرأة.. انطلقت شرارتها بمجرد تنصيب المستشار تركي آل الشيخ رئيسًا للهيئة العامة للرياضة، وهو القرار الذي جاء ليعلن انطلاقة حزمة من المبادرات والتحركات الجوهرية "الجريئة" في شكلها ومضمونها، ومد استقبال الوسط الرياضي لها.. ولا عجب أن ينتهي العام بتتويج ذلك الرجل بالشخصية العربية الرياضية الأكثر تأثيرًا في العام 2017 خلال الحفل السنوي الذي أقيم في دبي مؤخرًا.. 

 

عام رياضي وصل فيه المتابع لدرجة كبيرة من الدهشة، وهو يشاهد ويسمع ويقرأ المشهد الرياضي بشكل مختلف.. باتت فيه بعض القرارات بالمستحيلة في ظل ركود وسكوت و"مجاملات" سابقة، عطلت الكثير من فرص التصحيح.. وكتفت بواطن التغيير ومقوماته.. لن أسهب في هذا الجانب فالمئة يوم الأخيرة من عمر هذا العام شهدت حراكًا وتغيرات لا يمكن حصرها في مقال أسبوعي، ولاسيما أن معظمها لا يزال عالقًا في أذهان الكثير حتى هذه اللحظة.. وسيستمر كذلك..!

 

عام رياضي لم يخلُ من المنغصات.. فقد شهد امتدادًا لحالات الضعف والعجز المادي لبعض إدارات الأندية.. وظهر فيه وبكل وضوح مدى السوء في إدارة الأموال والمكتسبات المالية؛ الأمر الذي حول الوضع من مشكلة إلى مأساة..!

 

ثم ماذا؟ فضح وانكشاف المسكوت عنه في العديد من القضايا والممارسات الإدارية والمالية والقانونية لبعض الأفراد والجماعات.. بعضهم أحيل إلى جهات رقابية حكومية للتحقيق.. وبعضهم أبعد تمامًا عن الوسط الرياضي.. وبعضهم الآخر ينتظر مصيره..