عبده عطيف - دونيس واليوفي
تقييم أي تجربة تدريبية يحتاج لإلمام أكبر بوضع التجربة ككل.
بمتابعتي لهلال دونيس وطريقة تكتيكه وجدت تشابهاً كبيراً جداً مع أسلوب وتكتيك يوفنتوس الإيطالي في عهد المدرب الإيطالي كونتي، وهو ما استمر عليه أليجري المدرب الجديد للفريق الإيطالي ولم يغيره، وهذا الأسلوب نجح به اليوفي نجاحات كبيرة ولم تستطع الفرق الإيطالية مجاراته ووصل بالسيدة العجوز إلى نهائي أبطال أوروبا العام الماضي.
بدأ المدرب اليوناني مع الهلال بأسلوب ٥ـ٣ـ١ـ١، فكان أكبر تحدي للمدرب وفي مواجهة مبكرة مع إعلام وجماهير الأزرق الكبيرة التي لم تتعود على هذا الأسلوب كونه لا يناسب فريقاً عريقاً تعود على الهجوم طوال تاريخه، فتخوف الإعلام والجماهير في بداية الأمر ولم يؤمنوا بهذا الفكر والأسلوب الجديد على فريقهم ومارسوا بعض الضغوطات على دونيس للتخلي عنه ولو أمام الفرق ذات الإمكانيات المحدودة، وفعلا تخلى دونيس عن أسلوبه في بعض المباريات مثل لقاء الخليج وتم التغيير إلى طريقة ٤ـ٤ـ٢ الكلاسيكية والمعتادة ولكن الهلال كان تائهاً وبعد ٢٠ دقيقة تقريبا عاد إلى أسلوبه ٥ـ٣ـ١ـ١ ليسجل الفريق ٧ أهداف، وهذا ما زاد إصرار دونيس على فكرته ومنهجه، حيث نجح في الاختبار الأول والصعب وهو إقناع عشاق الزعيم.
نقاط التشابه بين هلال دونيس واليوفي كبيرة في الرسم التكتيكي والتحول الهجومي إلى ٣ـ١ـ٤ـ٢ والاستحواذ والضغط العالي أغلب فترات المباراة والانتشار في الملعب وفرض أسلوب الفريق على المنافسين والسلاسة في اللعب وتقارب الخطوط وانتقال الفريق بأكمله إلى مناطق الخصم والبعد عن مناطقه الخطرة.
ولتأكيد ذلك ما عليك سوى متابعة هدف الهلال الثاني في مرمى هجر وهدف يوفي الأول في مرمى فيورنتينا الأسبوع الماضي .. صناعة الظهير الأيسر وتسجيل الظهير الأيمن، بل وصل تطبيق هذا الأسلوب إلى أبعد من ذلك وهو إيجاد من هو اللاعب الذي يشبه بيرلو في الأداء والإمكانيات في نفس المركز فكان الأقرب سلمان الفرج على حساب كريري وقس على ذلك أغلب المراكز.
ولكن هناك عوامل ساعدت دونيس في تطبيق خططه ورؤيته وهما الدعم الكبير من الإدارة والإيمان بإستراتيجية المدرب، وكذلك الخامات الفنية الموجودة في الفريق لأن هذا النوع من الأسلوب يصعب تطبيقه في ظل إمكانيات محدودة، فعلى سبيل المثال التحول السريع من مركز إلى آخر، ومن حالة الدفاع إلى الهجوم تحتاج إلى تناسق وتحركات وتناغم بين العناصر في وقت سريع، فهناك أندية حاولت استنساخ هذا الأسلوب والتكتيك مثل ناديا الشباب والفتح في مباريات معينة ولكنهما فشلا وعادا إلى أسلوبهما التقليدي.
ومن وجهة نظري هناك نقطتي ضعف في الهلال غير موجودتين في اليوفي وهي ما تؤرق السيد دونيس:
١ـ ضعف الفريق في الكرات العرضية (الثابتة والمتحركة) والتي كلفت الفريق مباريات مهمة وكذلك بطولة آسيا والدليل مباراتي الفريق مع كل من الأهلي الإماراتي والسعودي.
٢ـ عدم تسجيل لاعبي الوسط لأهداف كثيرة في بطولة الدوري فقط ٣ أهداف، (الكعبي، العابد، الفرج) وهو أضعف خط تسجيلا للأهداف، فالمهاجمون سجلوا 18هدفا، والمدافعون سجلوا 8 أهداف.
الخلاصة:
هناك تجارب رائعة مثل دونيس وبرودوم وجوميز وبيريرا وغيرهم جلبوا معهم أساليب حديثة ومتطورة، يجب علينا دعمهم والحفاظ على هذه النوعية من المدربين لتعم الفائدة على دورينا ولاعبينا ومنتخبنا.
ودمتم،،،