منصور البدر ـ عثرات الكلام
لا أعتقد أن لاعب الاتحاد أحمد عسيري كان جادا عندما هدد وتوعد الأهلاويين بالهزيمة في ديربي الخميس المقبل "لو بالدم" بالمعنى المعروف للكلمة، لكن ذلك لا يعفيه من المسؤولية بل والمحاسبة أيضا فهو نجم يتابعه الكثير من جمهور الكرة ويتأثر الصغار منهم بما يقول ويفعل، فضلا عن كون العبارة تقع تحت بند التهديد بالإيذاء وهو ما قد يعرضه للمساءلة القانونية بل والجنائية.
ولإدراكه متأخرا بخطورة العبارة اعتذر عسيري للأهلاويين وللوسط الرياضي على ما بدر منه وهذا الاعتذار يحسب له بكل تأكيد حتى وإن كان بسبب الخشية من تدخل لجنة الانضباط وإيقافه قبل الديربي وربما تم توجيهه من قبل الإدارة للاعتذار لتلافي أي عقوبة قد يتعرض لها اللاعب.
وقبل عسيري الاتحاد كان لاعب الأهلي محمد أمان قد قال عبارة لا تقل قبحاً عما قاله عسيري وإن لم تتضمن تهديدا لكنها غارقة في السوء، وغيرهما كثير من اللاعبين الذين لا يدركون مسؤولياتهم كنجوم، ولا يعون مخاطر ما قد يصدر عنهم من عبارات حتى وإن كانت من باب الترويح والمزاح.
ندرك جميعا طبيعة التنافس بين الأندية وخصوصاً في مباريات الديربي، حيث يكون أكثر حدة والجماهير أكثر متابعة لكل شاردة وواردة عن المواجهة، وبالتالي يكون للكلمة تأثير وللعبارة وقع أكبر فكيف يصل الحوار إلى "الدم والخدم"؟
ومع اتساع دائرة الاستخدام لمواقع التواصل تتضاعف مخاطر الوقوع في الزلات اللفظية وما ينتج عنها من آثار هي في الغالب سلبية، وهو ما يستوجب الحذر والبعد عما يوقع في المحذور
يقول المثل "رب كلمة تقول لصاحبها دعني" وهو ما ينطبق تماما على عسيري الاتحاد ومن قبله أمان الأهلي وغيرهم كثير ممن لا يدركون خطورة زلات اللسان وما قد يجره على صاحبه من تبعات بسبب الثرثرة "والهياط" غير المبرر.
خاتمة:
قال عليه الصلاة والسلام " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان ـ أي تخضع له ـ فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا".