2016-01-05 | 02:40 مقالات

منصور البدر - المهمة الأولى والأخيرة

مشاركة الخبر      


رئاسة لجنة الانضباط منصب مهم وحمل ثقيل ومهمة ليست سهلة، تحتاج لمواصفات لا تنحصر في التخصص القانوني فقط، بل هناك متطلبات أخرى وسمات بعضها من مكونات الشخصية والبعض الآخر مرتبط بالتخصص القانوني وإلمام المرشح للمنصب بالبيئة التي سيتولى إدارتها القانونية.
اتحاد الكرة لم يوفق منذ تولى مسؤوليته في اختيار الشخص المناسب لهذا المنصب، وربما لم يجد هذا الشخص حتى الآن أو أنه وجده ولم يوفر له بيئة العمل المناسبة لينجح فوضع أمامه العقبات بالتدخل في مهامه تارة أو الضغط عليه بوسائل مختلفة تارة أخرى.
وقد ظل منصب رئيس لجنة الانضباط من أهم المناصب في اتحاد الكرة، ويمثل مع أمانة الاتحاد ولجنتي الاحتراف والحكام الرباعي الأهم الذي تقوم عليه أعمال اتحاد الكرة، فتستقيم متى استقام الرباعي وتعوج باعوجاجه، ولذلك نجد معظم أعمال اتحاد الكرة معوجة.
منذ شهر تقريبا عيّن اتحاد الكرة المحامي والمستشار القانوني خالد البابطين رئيساً للجنة الانضباط، وأقول (عيّن) لأنه تعيين وليس ترشيحاً كما جاء في بيان اتحاد الكرة ليخرج من الأزمة ويتخلص من البابطين بعد شهر العسل الذي انتهى بالانفصال.
لا أعرف الكثير عن البابطين ولم ألتق به من قبل ويبدو أنه ضليع في القانون قليل خبرة بالبيئة الرياضية وطبيعة منافساتها والوهج الإعلامي حولها، ويبدو أن هذا الوهج هو ما أشغل الرئيس الجديد للانضباط فخرج مبكرا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل للحديث عن القضايا التي تهم الوسط الرياضي، ويخاطب جماهير الأندية في شؤون قانونية ولم تسعفه خبرته المحدودة بكرة القدم في إدراك المناسب وغير المناسب.
لكني أعرف اتحاد الكرة وتخبطاته وافتقاده لبيئة العمل المناسبة للنجاح، ورغم ذلك أجده محقاً في مواجهته مع الرئيس (المعيّن) للجنة الانضباط في مهمته الأولى (والأخيرة) فما حدث لا يمكن تبريره أو حتى قبول تفسيره.
في المهمة الأولى تعجل رئيس الانضباط وأعلن عبر حسابه الشخصي عن حفظ شكوى الأهلي ضد عسيري الاتحاد، وقبل ساعتين على بداية المباراة فاجأ الجميع بإيقاف العسيري ومعه لاعب الأهلي محمد أمان بعد أن تواصل هاتفياً مع مديري الفريقين طالبا التحدث إلى اللاعبين، ولمّا لم يسمح له أعلن قراره الفردي عبر حسابه الشخصي.
يقول البابطين إنه قد ظهرت أدلة جديدة تفرض إعادة فتح القضية بعد إغلاقها، ولا أعلم ما هي الأدلة الجديدة طالما كامل الدليل مقطع مصور لا تتجاوز مدته عشرين ثانية، وكيف فات عليه وأعضاء لجنته اكتشاف الدليل (المختبئ) بين الثواني العشرين واتخاذ القرار في الوقت المناسب بدلا من التعجل ثم إصدار قرار متأخر يثير الكثير من علامات الاستفهام.
ما حدث بعد ذلك من مداخلات وتغريدات تقطع الشك باليقين بعدم نجاح البابطين في رئاسة لجنة الانضباط التي تتطلب سمات لا تتوفر في الرجل حتى وإن كان ضليعاً في تخصصه، أما تهديده بتجميد نشاط الاتحاد وتنسيقه مع شريكه الفرنسي لمواجهة اتحاد الكرة لدى (فيفا) فهو مجرد رد فعل غاضب على قرار الاتحاد بإقالته، وفي كل الأحوال لم يوفق رئيس الانضباط المقال في مهمته الأولى والأخيرة.