عبده عطيف - اعتقادات خاطئة
في كرتنا العديد من المعتقدات الفنية الخاطئة والتي تراكمت على سنين مضت حتى أصبحت في نظر البعض أن عكسها هو الخطأ، ذلك أدى إلى اتخاذ قرارات سلبية أثرت على سير أنديتنا ونتائجها.
هناك كثير من الجماهير والمتابعين والإعلاميين وأصحاب القرار يعتقدون أن الفريق الهجومي لابد أن يلعب بمهاجمين صريحين لتسجيل أهداف كثيرة، وصناعة فرص عديدة، وهذا غير صحيح نهائياً، فهناك أندية كبيرة وعملاقة في أوروبا تلعب بمهاجم واحد فقط، وعلى سبيل المثال لا الحصر (ريال مدريد وباريس سان جرمان ومان يونايتد ومان سيتي وأرسنال وغيرهم الكثير)، تجد طابعها الهجومي يغلب على أدائها، حيث تملك حلولا هجومية تصنع وتخلق فرصاً عديدة للتسجيل.
أما محلياً .. فما عليك إلا النظر في الاتحاد والأهلي والتعاون .. مهاجم واحد وأهداف كثيرة.
أيضا في نفس السياق يعتقدون أن المدرب الذي يعتمد على ٥ مدافعين هو مدرب "جبان" ولا يعشق الهجوم.
وكذلك هذا اعتقاد خاطئ آخر يتصوره البعض، فهناك منتخبات وأندية عريقة لعبت بخمسة مدافعين وكان أسلوبها هجومياً وسجلت أهدافا كثيرة، وحققت إنجازات كبيرة، مثل يوفنتوس أوروبياً، ومنتخب مصر والأهلي المصري اللذين هيمنا على قارة إفريقيا قرابة عقد من الزمن، ومحلياً انظروا إلى الهلال الآن.
الخلاصة: الفريق الهجومي يعتمد على العناصر ذات النزعة الهجومية والأداء والتكتيك ووصول أكبر عدد من اللاعبين إلى مناطق المنافس وليس تشكيل اللاعبين على الورق.
الاعتقاد الخاطئ الآخر في معتقداتنا الكروية لدى الغالبية هو أن خانة محور الارتكاز مقتصرة على اللاعب القوي بدنياً صاحب اللياقة العالية والتحمل، ويعتبرون ذلك شرطاً أساسياً وضرورياً ومواصفات خاصة لابد من توافرها في هذا المركز، ولكن وبرؤية بسيطة وتساؤل أبسط .. ما هو مركز اللاعب الإيطالي أندريه بيرلو؟ وهل كان لاعباً ذا قوة بدنية ومجهود عال؟
سيكون الجواب للغالبية بأنه أفضل من لعب في المحور ومن الظلم عدم فوزه بالكرة الذهبية.
مع ذلك .. لم يكن اللاعب الشرس ذو اللياقة والقوة، بل كان لاعبا (فنانا) وصانعاً من طراز عال ومنظم وصاحب رؤية واسعة .. بالمختصر كان (رئة) يوفي التي يتنفس بها الفريق.
إذاً .. الانطباع السائد عن دور المحور يختلف عند استعراض أعظم المحاور العالميين ..
الخلاصة: نصل لقناعة أن أفكار المدرب وطريقته حول محور الارتكاز قد تغير من مواصفات وإمكانيات اللاعب الذي يختاره المدرب لهذا المركز الحساس ..
معتقد فني خطير يختص بالاعتماد واكتشاف اللاعبين والمواهب (الأساس) .. فأصبحنا نبحث عن اللاعب ذي المواصفات البدنية مثل اللاعب السريع على حساب الموهبة وبالتالي ينتج عنه الخلط بين اللعب السريع واللاعب السريع.
فالموهوب نجد أداءه سريعاً في اتخاذ القرارات والتحركات ودقة التمرير وروعة الاستلام وإيجاد الحلول والتحكم بالكرة بشكل أكبر، وهذا من النادر نجده في اللاعب صاحب السرعة العالية، فهو في الغالب بطئ في اتخاذ القرار الصحيح والتمرير بشكل أبطأ.
ولكن إذا جمعنا بين اللعب السريع واللاعب السريع فهذا أكثر من رائع ونحصل على لاعب ذي إمكانيات خيالية.
الخلاصة: يقول يوهان كرويف في هذه النقطة "إن اللاعب مهما كان سريعاً لن يكون أسرع من الكرة، اللعب السريع هو الأهم وليس اللاعب السريع".
ودمتم ..،،