2017-11-27 | 04:43 مقالات

هل نحن نبالغ؟

مشاركة الخبر      

 

 

 

ـ انتهى مشوار الهلال الآسيوي وتبخر الحلم بتحقيق اللقب، لكن هذا لا يعني نهاية المطاف، لأن ما حدث للهلال هو خسارة لنسخة في مشوار يشارك فيه الهلال كل موسم، وبالتالي لا يمكن أن ينتهي المشوار، بل سيعود الهلال لينافس بقوة في النسخة المقبلة بل ربما في كل موسم طالما ظل الهلال يحقق بطولة الدوري المحلية أو على الأقل لا يبتعد عن الوصيف أو المركز الثالث.

 

ـ خسارة الهلال للقب هذه النسخة الآسيوية لم يكن للمرة الأولى وقد لا يكون للمرة الأخيرة، فالهلال والهلاليون يعلمون أنهم يلعبون في منافسات كرة قدم تقبل كل الاحتمالات.. فمثلما تفوز اليوم وتحقق الألقاب عليك أن تؤمن بأنك أيضاً معرض للهزيمة وخسارة الألقاب فمثلما تعمل فمنافسوك أيضاً يعملون.

 

ـ لا أشك لحظة واحدة في أن إدارات الهلال المتعاقبة وأعضاء شرفه الأوفياء المخلصين الداعمين قد وفروا لفريقهم الكروي طيلة السنوات الماضية كل الدعم وأجواء المنافسة.

 

ـ وسيظل الهلاليون يوفرون هذه الأجواء سواء من خلال التعاقد مع أفضل اللاعبين المحليين والأجانب أو جلب الأجهزة التدريبية المتميزة التي تساهم في بقاء الهلال قوياً وزعيماً محلياً وخارجياً.

 

ـ هذا الدعم المتوالي والمستمر دون توقف "إداري وشرفي" جعل الهلال دوماً مرشحاً أكبر لتحقيق البطولات المحلية وكذلك الآسيوية.

 

ـ محلياً لم يغب الهلال عن تحقيق الألقاب وظل يحقق بطولة على الأقل في كل موسم وفي مواسم عديدة حقق أكثر من لقب.. لكنه "أي الهلال" ظل على الصعيد الآسيوي عاجزاً عن تحقيق لقبه "المفضل" رغم أنه كان منافساً قوياً ومرشحاً بارزاً وصل لإدوار متقدمة بل أنه وصل للدور النهائي في مناسبتين وخسر في المناسبتين.

 

ـ التباين الهلالي "محلياً وآسيوياً" من خلال سهولة تحقيقه للبطولات محلياً وعجزه عن تحقيق اللقب الآسيوي أثار الأسئلة لدى عشاق هذا النادي الكبير.

 

ـ لن أكون أكثر معرفة ودراية من الهلاليين عن هذا التباين لأنهم الأقرب والأكثر معرفة بما يدور داخل ناديهم ولماذا لا يجدون صعوبة في جمع الألقاب المختلفة "محلياً" وعجزهم عن تحقيق الحلم الآسيوي!!

 

ـ لكن هذا لا يمنعني "كناقد" أن أطرح رؤيتي ووجهة نظري التي تقبل كل الاحتمالات وهي رؤية بنيتها من خلال متابعة لمحاولات الهلال الآسيوية.

 

ـ ما سأقوله عن الهلال ينطبق على "كل" الأندية السعودية بل سبق أن طرحت وجهة نظري هذه وأعيد طرحها لربطها بخسارة الهلال الأخيرة أمام فريق أوراوا الياباني.

 

ـ قلت ذات يوم "وأكررها اليوم" أننا "للأسف" لا نحترم منافسنا القادمين من شرق آسيا بل أننا "قد" لا نتابعهم بدقة "وعن قرب" خلال منافسات دوري أبطال آسيا وننتظر حتى تأتي المواجهة معهم لنصطدم بحقيقتهم الفنية.

 

ـ لا نملك عنهم المعلومات "الفنية" الكافية بل هناك ما هو أسوأ من ذلك وهو أننا نبالغ في مدحنا وثقتنا بفرقنا لدرجة أننا لا نرى الآخرين شيئاً.. وهذا لا يجب أن يحدث في كرة القدم.

 

ـ عودوا لخسارة الهلال لأخر لقبين آسيويين "أمام سيدني وأوراوا" واستمعوا لما صدر عن النقاد الرياضيين الهلاليين "وربما غير الهلاليين" وكذلك "معظم" جماهير الهلال وستجدون كيف كانت المبالغة وكذلك عدم الاحترام.

 

ـ المبالغة تمثلت في مديح مبالغ فيه للهلال بينما عدم الاحترام كان من خلال "انتقاص" واضح لمستوى الفريق المنافس وأنه سهل المنال وسيكون لقمة سائغة للهلال.

 

ـ نعم الهلال قوي ويضم في صفوفه نجوم كبار على مستوى القارة لكن هذا لا يعني أنه لا يخسر ولا يعني أن الفرق الأخرى ليست قوية وتضم نجوماً متميزين.

 

ـ بل ربما أن الهلال إذا كان يتميز "بفردية" نجومه وموهبتهم فإن فرق شرق آسيا تتميز "بجماعية" الفريق وهو أمر مهم للغاية في كرة القدم.

 

ـ لكي نحقق "كسعوديين" الألقاب الآسيوية على مستوى الأندية علينا أن نتابع وندرس فرق شرق آسيا عن قرب ونحترمهم وأن نفرق جيداً بين تحفيز أنديتنا ورفع معنوياتهم وبين "المبالغة" في مدحهم لدرجة أننا نشعرهم بأن لا ألقاب آسيوية سنخسرها.. وكأننا الوحيدون على أرض الملعب.