2017-11-23 | 03:57 مقالات

علبة الألوان

مشاركة الخبر      

 

 

في المحروسة.. حيث تسكن خفة الدم وفصاحة الحارة، كان وما زال أهلها يصفون كل من "يراوغ ويلتف" حول المعنى "متذاكيًا" بـ "العبيط"، هذه لهجتهم.. وهذا لسان حالهم، أكثر "الشخابيط" وأبشر بـ "الحيط".

 

كان هذا في المحروسة.. أما نحن فمن منا لم "يضربه" والده حد القسوة، ثم يعود ذات الأب لـ "يعتذر" ويمد يده إلى جيبه قائلًا لابنه "مراضيًا" خذ هذه ولتشتر لنفسك بها شيئًا، ويبقى الأب أبًا والابن ابنًا.

 

في قضية العويس، والتي انتهت بالتراضي بين "الكبار"، ما زال الصغار "يعبثون"، والحديث هنا عن بعض إعلام وجماهير لا علاقة لهم بالطرفين من قريب أو من بعيد، لولا أن لكل فرح عريسًا.. والجري لـ "المتاعيس".

 

ثم أعود على بدء وأتذكر "محروسة وعبيط"، وهو الحال الذي ينطبق على "مشجع وإعلامي" يصنفان المنتصر والخاسر في قضيتي العويس وخميس وفق ما يريدان لا وفق ما يشاهدان، أعرج يقود جماعة "عميان".

 

كسب الأهلي لاعبًا والعبيط يقول خاسر، دفع الأهلي مالًا عرضه على الشباب سابقًا، والعبيط يقول خاسر، خسر الشباب اللاعب والعبيط يقول كاسب، ثم خسر كل الإدارة وما زال العبيط يتحدث عن الشطارة.

 

من يرى العيب في تسوية الأهلي، لا يملك إلا أن يرى ذات العيب في تصريح رئيس الهلال بأن ناديه الكاسب بالتراضي، خوفًا من أن يلحق به الضرر، وإلا فهو عبيط محروسة، أو خالة لا ترى في غير بنت أختها عروسًا.

 

ومن يرى العيب في إعطاء الشباب مبلغًا، لا يملك إلا أن يرى ذات العيب في إعادة شيك خميس، فالمبلغان في حقيقة الأمر جزء من صفقتين، نجح الأهلي في صعب المنال، وفشل الهلال بعد "احتفال!".

 

بل إن من يرى العيب في تسوية واعتذار ومال، لا يملك إلا أن يتذكر أبًا وابنًا وقسوة ثم اعتذارًا وترضية، إلا أن يكون ساعيًا إلى الفتنة، خسارته في لاعب ومقابل ذهب كل منهما في اتجاه، وثالث يتحسر ويكتم الـ "آه".

 

بعض إعلام هلال، وحفنة من اتحاد، ويتيم من شباب، ولاطم هنا ونائح هناك، ارتفعت طموحات "شماتتهم" إلى حد "الهبوط" في وحل الأماني، فانقشعت الأحلام بعد صبح، وصمّت الآذان أصواتهم بعد صلح.

 

مضحك أن يهتم إعلامي أصفر بشأن أخضر في الوقت الذي كان يجب أن يصمت في حضرة "تزوير"، ومبكٍ أن يتحدث أزرق عن زمن حظوة لن يعود وهو العائش في كنفها طيلة عقود لم تُبق ورقة أو عودًا.

 

وإن بحث الأخضر عن حقيقة الأمر، لِمَ كل هذا الحب المتفجر حد البركان، فلن يجد الإجابة إلا في صفحات تاريخ وزمان، "صبات" للبكاء وملاعب "تراب" وصبان ولون حياة اجتمعت عليه "علبة الألوان".

 

أما الحدث فله وجهان، أحدهما قبيح لا يتجاوز بعض إعلام انفك عنه الرسن فنسي رسالة هيئة معنية بوطن، وآخر جميل جمع أبناء الخالدين، صورة بريشة فنان، شجعانًا قابلهم أهل الحكمة بالـ "أحضان".