2017-11-19 | 04:43 مقالات

كيف كانت الدرة؟!

مشاركة الخبر      

 

 

احترت كثيراً في كتابة مفردات مقال هذا الأسبوع، وقبل ذلك عنوانه .. فالحدث الطاغي خلال الأيام الماضية كان النهائي الآسيوي الكبير .. النهائي الذي تنتظر تحقيقه جميع فرق غرب القارة الآسيوية منذ سنوات عديدة .. لكن المشكلة تكمن في كوني مضطراً لإرسال مقالي إلى الصحيفة قبل نحو ساعة من انطلاق صافرة حكم النهائية.

 

وأعلم جيداً أن مهنية واحترافية "بتال القوس" ستجعل من الصعب بل المستحيل أن أتأخر عن الموعد المحدد لإرسال المقال، وهي احترافية احترمها كثيراً بلا شك .. هكذا تعاملت مع "بتال" وهكذا يعرفه كل من يتعامل معه.

 

ولأنه النهائي الحلم .. نهائي أكبر القارات .. نهائي الهلال الذي تزعم القارة ولا يزال .. نهائي الأجيال الجديدة التي تود أن تعيش كما عاش سابقوها من أمجاد وفخر .. لهذا كله كان لزاماً علي أن أتحدث عنه.

 

أسئلة كثيرة تراود مخيلتي قبل هذه المباراة .. لكن المفارقة هي أنكم ستقرأون مقالتي بعد أن علمتم وشاهدتم كيف كان ذهاب النهائي .. وكم انتهت نتيجته .. وكيف ظهرت الدرة في موعد كهذا؟! وهو الأمر الذي لم يسعفني فيه توقيت إرسال المقال.

 

تقترب دقائق الصافرة .. وتتزاحم الأسئلة بعد أن صورتها بأثر زمني متقدم .. هل ستكون جماهير الهلال في الموعد؟ هل سيكون حضورها ملهماً ومحفزاً لطاقات لاعبي الأزرق؟!.

 

هل سيستطيع أكثر من ستين ألف رجل أن يتحولوا من متفرجين إلى مشجعين .. محفزين .. مساهمين في وصول فريقهم إلى مبتغاه؟!.

 

هل سيكون رجال الأمن في ملعب الملك فهد الدولي على قدر من المسؤولية والخبرة الكفيلة بإدارة تلك الحشود بالشكل والأسلوب الأمثل؟!.

 

هل سيستطيع المنظمون من إيجاد الحلول لمشاكل توفر خدمات المواقف وتسهيل عمليات الدخول وتوفر المشروبات والمأكولات وباقي احتياجات المشجع البسيط؟.

 

أتمنى ذلك .. وأعلم يقيناً أن استضافة حدث كهذا لن يخلو من الأخطأ بلا شك .. لكني في الوقت ذاته أتمنى أن يكون كل خطأ قد حصل في المباراة هو خطأ جديد لم يسبق أن شاهدناه سابقاً.

 

مرة أخرى أسأل نفسي: كيف كانت الدرة ؟! لا أدري .. لكني أثق في الله عز وجل ثم في الرجال المسؤولين عن الأمن والتنظيم وتوفير الخدمات .. ثم في ستين ألف رجل يتقدمهم رئيس الهيئة العامة للرياضة .. ثم في إدارة ولاعبي الهلال الذين يدركون جيداً ما هي القيمة التي توازي تحقيق دوري أبطال آسيا مجدداً..

 

يفترض أن تكون الإجابة على كل تلك الأسئلة قد تمثلت أمامك وأنت تقرأ الأحرف الأخيرة من مقالي .. وهو الأمر الذي لم يتحقق لي نظراً للارتباط الزمني بإرسال المقال .. دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.