في الملعب.. لا كبير
ـ أعلم أن "فتح" عدد أطقم الحكام الأجانب المسموح الاستعانة بهم، و "تكفل" الهيئة العامة للرياضة بنفقات استقطابهم قد شكل "صدمة" كبيرة للحكم المحلي، لكن هذا أمر كان من الطبيعي "وبكل أسف" أن نصل إليه.
ـ بل إنني لا أتردد في أن أقول إن الحكم "السعودي" هو من أوصلنا وأوصل نفسه إلى هذا الوضع.
ـ أتحدث هنا عن مستوى الحكم السعودي الذي "يختلف" من مباراة لأخرى حسب طرفي المباراة.. وعن قرارات صدرت عن حكام محليين أثرت كثيرًا في نتائج المباريات، واشتكت "كل" الأندية منها.
ـ لا أقول إن الحكم الأجنبي لا يخطئ، إنما نتفق على أن الحكم الأجنبي يخطئ الخطأ البشري "الذي هو جزء من اللعبة"، بينما الحكم السعودي يخطئ "ليس قصدًا" إنما "توترًا" من أحد طرفي المباراة.
ـ الحكم السعودي "كل الحكام" يتمتعون بلياقة بدينة عالية وحفظ وفهم وهضم لقانون اللعبة، لكنهم "كلهم" يرتبكون عندما يكون أحد طرفا اللقاء أحد الفرق الجماهيرية الأربعة.
ـ هذه هي الحقيقة.. والدليل هو تألق الحكام السعوديين "خارجيًّا"، وكذلك عندما يقودون مباراة محلية لا يكون أحد طرفيها أحد الفرق الأربعة المعروفة لدينا جميعًا.
ـ كنا نأمل في أن يكون الحكم السعودي المتألق "خارجيًّا" هو ذاته "محليًّا"، لكن ذلك لم يحدث لعقود مرت وما زال وقد يستمر في المستقبل، إلا إذا ساهم قرار فتح عدد الحكام الأجانب في أن يعيد الحكم السعودي النظر في ثقته بنفسه.
ـ على الحكم السعودي أن يعلم أن فتح عدد أطقم الحكام الأجانب قد يكون نافعًا له "أي للحكم السعودي" متى جلس مع نفسه وسألها سؤالًا واحدًا.. هل كان بالفعل يقود "كل" المباريات المحلية "مهما كانت أطرافها" بذات الجودة والكفاءة والثقة في النفس؟.
ـ فإن أجاب "بنعم" فالحكام الأجانب سيستمرون ولن يعود حكمنا السعودي إلى دوري المحترفين.
ـ وإن أجاب "بلا" واعترف أن قراراته كانت تختلف حسب طرفي المباراة "ليس تعمدًا.. إنما لا شعوريًّا ورهبة من أحد طرفيها"، فهنا سيبدأ في إعادة تقييم نفسه ويعود أكثر جرأة وكفاءة.
ـ اليوم "وبعد قرار فتح عدد أطقم الحكام الأجانب" أقول وبكل صراحة ووضوح إن الأندية المستفيدة من هذا القرار هي أندية الوسط والقاع، لأنها تعلم وتثق في أن الحكم الأجنبي القادم لا يعلم أن هذا النادي من أندية القاع أو الوسط وذاك من أندية "النخبة"..
وبالتالي سيقود اللقاء بكل تجرد من أي تأثيرات "وقد يخطئ"، فهذه طبيعة اللعبة إنما خطأ لا يصدر من تأثيرات مسبقة.
ـ لا أبالغ إذا قلت إن أندية الوسط والقاع كانت تذهب إلى الملعب محبطة على صعيد الإدارة والجماهير واللاعبين، عندما تقابل أندية "النخبة" لأنها "تؤمن" بأن الحكام يخشون أندية "النخبة" والضحية هي أندية الوسط والقاع.
ـ لا أقول إن الحكام يتعمدون.. إنما هذا شعور نفسي يحتاج الحكم أو الحكام إلى المزيد من الجرأة للتخلي عنه.
ـ ستذهب أندية الوسط والقاع إلى الملاعب لتواجه أندية "النخبة" وهي أكثر قوة وثقة، واللاعبون أكثر أملًا في أن يحققوا نتيجة إيجابية لأنهم يؤمنون بأن اللقاء بات 11 لاعبًا يواجهون 11 لاعبًا آخرين، دون أي تأثيرات مسبقة تسبب لهم الانكسار.
ـ انتظروا أندية الوسط والقاع فستقدم المستويات المتميزة وتحقق نتائج إيجابية، لأن لاعبيهم باتوا متفرغين ليلعبوا كرة قدم دون انكسار أو إحباط مسبق.
ـ من الجولة التي تبدأ اليوم ومع حضور الحكم الأجنبي "لكل الأندية"، لن يكون في الملعب كبير، وسيتفرغ اللاعبون لإمتاعنا بلعب كرة القدم.