المنظور... محظور
لم أر رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ بهذه العصبية "اللفظية" الحادة، مثلما كان في مداخلته الأخيرة حول موقف النادي الأهلي في قضية محمد العويس.
ـ شخصياً لا ألوم تركي آل الشيخ، فمثلما قال "ما كنت أتمنى أصل هذه الدرجة من الوضوح"، ويقصد أنه كان حريصاً على الهدوء في التعامل مع قضية الأهلي، لولا بعض "الاستفزازات" التي أخرجت القضية عن سياقها وآل الشيخ عن هدوئه.
ـ أفهم تعامل بعض الجماهير الأهلاوية مع ما صدر حول تحقيق الجهات الرسمية في قضية العويس، على اعتبار أن الجماهير "عاطفية"، لكن ليس من المنطق أن يكون التعامل الإعلامي الأهلاوي "مركزاً إعلامياً أو إعلاميين أهلاويين" بهذه الحدة والتسرع!
ـ لست متحاملاً على الأهلي وإعلامه وجماهيره ومركزه الإعلامي، بل ودون تردد أقول إن ما حدث من الأهلاويين متوقع حدوثه من أي ناد آخر لو وقع في ظروف الأهلي الحالية.
ـ لكن من وجهة نظري الشخصية فإن ما صدر عن هيئة الرقابة والتحقيق مجرد "نتائج" وليس "قرارات"، وهناك فارق كبير بين المفهومين.
ـ هناك ملف أحالته الهيئة العامة للرياضة إلى هيئة الرقابة والتحقيق، وردت الأخيرة "بنتائج" التحقيق تاركة للأولى "أي الهيئة العامة للرياضة" اتخاذ ما تراه.
ـ ولأن الهيئة الرياضية "برئاسة آل الشيخ" عودتنا على الشفافية التامة منذ تولي هذا الرجل مسؤوليتها، فقد سارعت "أي الهيئة العامة للرياضة" إلى اطلاع الوسط الرياضي على "نتائج" التحقيق الصادرة عن هيئة الرقابة والتحقيق.
ـ تسرع الأهلاويون "من وجهة نظري" في الرد على "النتائج"، ولم يمنحوا الهيئة العامة للرياضة الوقت لدراسة الموقف ومن ثم التفكير بما يمكن اتخاذه من قرارات وهنا ظهر انفعال تركي آل الشيخ.
ـ إحقاقاً للحق فهذا الرجل "منذ تولى المسؤولية" وهو لا يرى سوى السيفين والنخلة "كما قال ويردد"، وضح ذلك من اتخاذه للعديد من القرارات دون النظر لألوان الأندية أو شعبيتها ومكانتها المجتمعية.
ـ اتخذ موقفاً في قضية البرقان "في المجتمع الرياضي يعتبر محسوباً على الهلال"، ثم اتخذ قراراً بحق سلمان القريني "نصراوي رسمي"، ولم يترك "الاتحاد" من خلال القرار ضد أنمار الحائلي، وكذلك نال "الأهلي" نصيباً من تحركات آل الشيخ من خلال قضية العويس.
ـ لم يصدر من الجهات الرسمية الرياضية لأكثر من 3 عقود أي قرارات أو مواقف بحق الأندية الجماهيرية الأربعة، حتى جاء آل الشيخ الذي تحرك ويتحرك بعدالة وإنصاف بين الجميع، وعلينا دعمه متى استمر بذات الأسلوب.
ـ يجب أن نقف "جميعاً" مع أي تحركات تهدف لإصلاح وتقويم الوسط الرياضي، وذلك من خلال أن نضع رياضة "الوطن" أولاً ومن ثم تأتي أنديتنا المفضلة.
ـ ثم إن علينا أن لا نتسرع ونطلق أحكاماً في قضايا لم تصدر أحكاماً بشأنها بعد لأنها ما زالت منظورة.
ـ من وجهة نظر شخصية، أعتقد أن الكثيرين لم يقدروا "شفافية" آل الشيخ وحرصه على سرعة نشر ما يصله من "نتائج" من هيئة التحقيق.
ـ لذلك أتمنى مستقبلاً من آل الشيخ أن يشدد في بيانات الهيئة "الشفافة" أن هذه القضية أو تلك ما زالت "منظورة"، وأن ما صدر هو مجرد "نتائج" وليست "قرارات".
ـ وكلنا نعرف أن "المنظور" محظور الحديث فيه أو حوله، ومن يتحدث آنذاك فعليه أن يتحمل النتائج.