2017-11-08 | 03:27 مقالات

سائق أجرة سعودي

مشاركة الخبر      

 

 

سألني الزميل العزيز علي الشهري في برنامج "الجلسة" على القناة الرياضية السعودية الأولى عن رأي في كثرة الاستغناء عن المدربين في الدوري السعودي للمحترفين بشكل عام...

 

- أجبت دون تردد أنها "ثقافة" مجتمع نحتاج لوقت طويل حتى نتخلص منها...

 

- المدرب دوماً هو "كبش" الفداء والشماعة الأقرب إذ لا تعترف الإدارة بسلبياتها بل أنها تشعر بالكبرياء وعزة النفس ولذلك لا تقرر الرحيل !!!

 

- أيضاً  لا يمكن الاستغناء عن كل لاعبي الفريق لذلك القرار السهل والمباشر هو رحيل المدرب...

 

- هذا يحدث في كل دول العالم لكن ليس كما يحدث في ملاعبنا وحتى لو كان يحدث كثيراً في دول أخرى فنحن لا يجب أن ننظر للنصف الفارغ من الكوب بل نهتم بالنصف الممتلئ منه...

 

- أصف كثرة تغيير المدربين بنصف الكوب الفارغ لأنه قرار يفرز الكثير من السلبيات....فنية ومالية...

 

- وطالما أن المدربين يجدون أندية تفتح أبوابها لمن يتم الاستغناء عنهم فإن هذا قد يدفعهم "أي المدربين" لعدم الجدية في العمل على اعتبار أن مستقبلهم مؤمن في ناد آخر...

 

- ولا أبالغ إذا قلت أن معظم المدربين الأشقاء العرب زاروا مدن المملكة أكثر مما زارها السعوديون أنفسهم !!!.

 

- هذه هي الحقيقة فالمدربون العرب تنقلوا بين أبها وخميس مشيط والجوف وتبوك والخرج وحائل وغيرها من مدن السعودية بل أن بعضهم يدرب في الموسم ناديين أو ثلاثة في ثلاث مدن سعودية مختلفة !!!

 

- سيظل هؤلاء المدربين يتنقلون بين أندية ومدن السعودية وستظل الأندية تستغني عن مدربين وثلاثة في الموسم وسنستمر نهدر الأموال وكذلك نخسر الجهد الفني طالما لا يوجد ضوابط يتم تطبيقها بحزم حيال "ثقافة" تغيير المدربين...

 

- هناك مدربون عرب أمضوا في السعودية 20 عاماً وربما أكثر ودون شك نحن نرحب بهم كأشقاء إنما نتحدث هنا عن إيجابية العمل...

 

- تمنيت لو أنهم أمضوا هذه الفترة يدربون نادياً واحداً مثلما هي حال اليكس فيرجسون مع ما نشستر يونايتد أو ارسين فينجر مع أرسنال...

 

- لكنهم "المدربون العرب" أمضوا هذه الفترة في الملاعب السعودية ودربوا خلالها أكثر من 20 نادياً !!!

 

- ثقافة تغيير المدربين سواء في الدوري السعودي للمحترفين أو دوري الأمير فيصل بن فهد لأندية الدرجة الأولى يمثل هدراً فنياً كبيراً وسبباً رئيساً من أسباب تأخر تطورنا الكروي إلى جانب التكلفة المالية الكبيرة للتعاقد مع المدربين ومن ثم دفع الشرط الجزائي عن الاستغناء عنهم !!!

 

- أما موضوع المدربين السعوديين سواء من خلال غيابهم عن تدريب الأندية السعودية أو الاستغناء عنهم مثلما حدث مع سامي الجابر وعبدالوهاب الحربي فهذا أيضاً يتعلق "بل وبقوة" بثقافة المجتمع...

 

- هنا لا أتحدث عن وسط رياضي "فقط" إنما ثقافة مجتمع في كل المجالات وهي ثقافة تتمثل "وبكل أسف" في عدم الثقة في أي سعودي يمارس مهنة !!!

 

- للأسف الشديد مازالت نظرة المجتمع لغير السعودي أعلى مقارنة بالسعودي بدءً من مصممي الديكور وصولاً لسائق سيارة الأجرة !!!

 

- كم من السعوديين يستعين بمصمم ديكور سعودي مقارنة بمن يستعينون بغير السعودي؟؟

 

- وكم من السعوديين يركب مع سائق أجرة سعودي مقارنة بالسائق غير السعودي ؟؟؟

 

- عندما تتبدل المعادلة في مثل هاتين الحالتين فسنجد المدرب السعودي يقود الأندية السعودية...

 

- الأمر لا يتعلق بكفاءة وقدرات إنما يتعلق "وبعمق" بثقافة مجتمع نأمل أن تتغير سريعاً من خلال افتخارنا بالسعودي في كل المجالات...