ما بعد رحيل تركي!
أعلن الأمير تركي بن خالد استقالته من رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم بعد فترة لم تدم أكثر من 3 أعوام.
ـ فعلاً لم يكمل الأمير تركي بن خالد 3 أعوام في منصبه، إذ تولى الرئاسة في الثاني والعشرين من نوفمبر 2014.
ـ بصراحة لم يكن ذلك مستغرباً، ليس بسبب ضعف أو كفاءة الأمير تركي بن خالد، بل بالعكس هو شخصية "رياضية" قيادية متميزة، إنما لم أستغرب لأن العرب "كعادتهم" لا يعملوا على نجاح لقاءاتهم في أي مجال أو موقع كان.
ـ عندما تولى تركي بن خالد رئاسة الاتحاد العربي، وفكر في تنظيم البطولة العربية للأندية في مصر، كتبت في هذه المساحة أن العرب عودونا على أن "لا يتفقوا"، وأتمنى أن تخيب نظرتنا وينجح تركي بن خالد في جعلهم "يتفقون" ولو في كرة القدم.
ـ اجتهد الرجل وتحرك في أنحاء العالم العربي ونظم الاتحاد البطولة وشهدت ما شهدته من خروج عن النص، إلا أن تركي بن خالد "نجح" في المحافظة على البطولة حتى نهايتها.
ـ اليوم بعد 3 أشهر من نهايتها يقرر الرحيل، ولم يرحل بعدها مباشرة حتى لا يمنح من يسعى للإثارة أن ينجح في مسعاه.
ـ ترك تركي بن خالد الأمور تهدأ وقدم استقالته دون أن يبررها، وربما أنه لم يبررها خشية أن يزيد من انقسام العرب "كروياً".
ـ لكن من يعرف العرب في كل المجالات وتحديداً في كرة القدم لا يحتاج لتبرير من تركي بن خالد، فالعرب حساسون ودمهم حار للغاية ومن الصعب أن يتقبلوا التنافس الذي هو عنوان كرة القدم.
ـ عندما "فكر" الأمير تركي بن خالد في إعادة البطولة العربية للأندية، تساءلت "في هذه المساحة": هل الوقت أو الوضع في العالم العربي يعد مناسباً لإقامة مثل هذه البطولة؟.
ـ كانت "وما زالت" الأوضاع في كثير من الدول العربية "بل وفيما بين بعض الدول العربية" متأزمة للغاية، ولا يمكن لهذه الظروف أن تساهم في تجمع عربي "سياسي – اقتصادي" ولا حتى "رياضي"، رغم أن الرياضة كثيراً ما "تصلح" ما "أفسدته" السياسة.
ـ نحتاج للاتحاد العربي لكرة القدم، لكن لكي يكون اتحاداً قوياً ناجحاً لا بد أن نوفر له البيئة الصالحة التي "من وجهة نظر شخصية" لا أراها متوفرة اليوم، وبالتالي من الصعب أن ينجح أي "عربي" في إدارة دفة الاتحاد وتحقيق أهدافه.
ـ لأننا نراهم "جميعاً" وقلوبهم "شتى".
ـ نتفق دون أي اعتراض من شخص "عربي" واحد بأن السعودية هي من تحمل على كاهلها مسؤولية الاتحاد العربي لكرة القدم حتى في أعبائه المالية.
ـ تحمل السعودية لهذه المسؤولية وتلك الأعباء ليس بحثاً عن ريادة "هي أصلاً تستحقها"، إنما هو من أجل الحفاظ على وحدة عربية "في كرة القدم" بل ومن أجل تطوير هذه اللعبة في العالم العربي.
ـ ولأننا نتحمل المسؤولية والأعباء، أتمنى من تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة أن يلتفت لملف الاتحاد العربي لكرة القدم، وأن يتحرك "بذات حماسه وإصراره" من أجل تهيئة الأجواء "عربياً" وتحديداً "على الصعيد الرياضي"، قبل التفكير بعقد جمعية عمومية لاختيار رئيس جديد للاتحاد العربي لكرة القدم.
ـ لا أرى ما يمنع "تأخير" أو "تعليق" انعقاد الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم، لحين توفر الوقت المناسب والبيئة الصالحة لاختيار الرئيس الجديد القادر على تحقيق أهداف هذا الاتحاد.