2017-11-05 | 04:56 مقالات

الإدارة "أبخص"

مشاركة الخبر      

 

 

 

لم تعد أخبار إقالة المدربين تحمل قيمة أو مفاجأة أو أصداء لدى المتابع للشأن الكروي السعودي .. فقد وصلنا إلى مرحلة بات فيها الاستغناء عن المدرب أشبه بقرار استبدال لاعب في مباراة ودية!.

 

والعجيب أن هذا الانفلات والتخبط في القرار يصاحبه بطبيعة الحال هدر مالي ضخم، في الوقت الذي تشتكي فيه بعض الأندية من ضعف قدراتها المالية وصعوبة توفير احتياجاتها في سوق الاحتراف الكروي.

 

لست هنا لأطالب بتكرار تجربة مانشيستر يونايتد مع السير اليكس فيرجسون التي امتدت قرابة خمسة وعشرين عاماً .. ولا أنتظر نموذجاً يحاكي التجربة الألمانية التي استعانت بخمسة مدربين فقط لأكثر من خمسين عاماً .. لكني في الوقت ذاته أرأف بحال أنديتنا التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من التخبط في التعامل مع قرارات اختيار المدربين والاستغناء عنهم، حتى وصلنا إلى وجود من يعزل مدربه ثم يعود مجدداً للاستعانة به .. وما تجربة التعاون مع جوميز.. والاتحاد مع بيتوركا.. ثم الأهلي مع جروس إلا دليل قاطع لما وصلنا إليه للأسف!

 

وحين تبحث في الأسباب، فإنك لن تجد صعوبة في معرفة مكمن الخلل، إذا ما أدركنا أن صاحب القرار في بعض الأندية يفتقر إلى أبسط المقومات، وهي التخصص الفني ووجود تخطيط استراتيجي واضح المعالم.

 

معادلتنا يا كرام باتت معقدة .. فنحن أمام إدارات تملك كافة الصلاحية الفنية لكنها تفتقر لأبسط أبجديات القرار الفني! 

 

وفي ظل تفاقم هذه الظاهرة، أصبحنا أمام جملة من التبعات السلبية التي أوجزها في أربع نقاط: أولها مقدار الهدر المالي لتلك الإدارات بينما تشتكي من صعوبة توفر السيولة.. وثانيها  تلك الصورة الذهنية السلبية عن واقعنا الرياضي أمام المجتمع الرياضي الدولي، الأمر الذي لا يشجع أصحاب الخطط طويلة المدى من الوجود في دورينا وأنديتنا .. وثالثها ذلك الاستغلال الرخيص من قبل بعض السماسرة الذين وجدوا أنفسهم أمام سوق متخبط كثير التغيير لا يبني قراراته على أسس علمية ومنهج طويل .. أما رابعها فهو ذلك التأثير السلبي في أذهان بعض اللاعبين الذين وجدوا مبرراً لتذبذب مستوياتهم وضعف أدائهم، بعد أن باتت شماعة تردي النتائج جاهزة وهي إقالة المدرب!

 

يحدث كل هذا، لأن هناك من لا يريد الاستماع إلى صوت المنطق .. ولا يجيد رسم خطته وتنفيذها .. ولا يريد أن يستعين بالمتخصصين .. وإذا واجههم النقد والتساؤل العقلاني حول ذلك، فإن إجابتهم جاهزة .. واضحة .. مكررة .. الإدارة "أبخص".

 

دمتم أحبة .. تجمعكم الرياضة .. ويحتضنكم وطن.